بعد اعتقال إمام أوغلو.. أردوغان يحذر المعارضة من دعوات الاحتجاجات في تركيا

وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرًا شديد اللهجة للمعارضة في البلاد، وتحديدًا حزب الشعب الجمهوري، بعد دعوات احتجاجات في تركيا ردًا على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
وفقا لتقرير بلومبرج، أثار الوضع السياسي المضطرب في تركيا توترات على مستوى البلاد، حيث حذّر أردوغان من أنه لن يتسامح مع ما وصفه بـ”إرهاب الشارع”، واتهم المعارضة بتهديد شرعيتها.
دعوات احتجاجات في تركيا: رد أردوغان
جاءت تصريحات أردوغان في أعقاب دعوة حزب الشعب الجمهوري إلى مظاهرات في جميع أنحاء البلاد، والتي كان من المقرر تنظيمها مساء الجمعة، وتأتي هذه الاحتجاجات ردًا على اعتقال إمام أوغلو في وقت سابق من هذا الأسبوع.
كان إمام أوغلو، أحد أبرز منافسي أردوغان السياسيين، يستعد لإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2028، أدى اعتقال رئيس بلدية إسطنبول إلى تفاقم التوترات السياسية بشكل ملحوظ، مما دفع حزب الشعب الجمهوري إلى حثّ المواطنين على النزول إلى الشوارع.
في تصريحاته يوم الجمعة، تناول أردوغان هذه القضية مباشرةً لأول مرة، قائلاً: “لا تنسوا أن الشارع الذي يدعو إليه رئيس حزب الشعب الجمهوري هو طريق مسدود”.
كما زعم أن حزب المعارضة “يفقد مكانته كحزب سياسي شرعي بسرعة” بسبب أفعاله، تعكس تصريحات أردوغان مخاوفه المتزايدة من قدرة المعارضة على زعزعة استقرار البلاد من خلال مظاهرات واسعة النطاق.
التوترات السياسية والعواقب الاقتصادية
يأتي تحذير أردوغان للمعارضة في وقتٍ تُلقي فيه الاضطرابات السياسية بظلالها على الاقتصاد التركي، وتتعرض الأسواق المالية في البلاد لضغوط كبيرة، حيث شهدت الليرة التركية والأسهم انخفاضًا حادًا.
كما انخفضت أسعار السندات، مما ساهم في عدم الاستقرار الاقتصادي في تركيا، وقد أدى الاضطراب السياسي المحيط باعتقال إمام أوغلو إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الهش أصلًا.
على الرغم من هذه التحديات، خرج آلاف الأشخاص إلى شوارع إسطنبول ومدن رئيسية أخرى مثل أنقرة وإزمير، متحدّين الحظر الحكومي على الاحتجاجات، ويُعدّ تنامي المعارضة الشعبية دليلاً واضحاً على تفاقم الانقسام بين حكومة أردوغان والمعارضة، التي تلتف حول إمام أوغلو كرمز للمقاومة ضد الإدارة الحالية.
اقرأ أيضا.. حسن نواز يحطم أسرع فوز لباكستان في بطولة T20 بفوزٍ مذهل على نيوزيلندا
الأهمية السياسية لإمام أوغلو
أصبح أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الذي يحظى بشعبية واسعة، شخصيةً محوريةً في المشهد السياسي التركي.
تُعدّ إسطنبول، التي يزيد عدد سكانها عن 15 مليون نسمة، أكبر مدن البلاد وأكثرها نفوذاً، وقد ساهم صعود إمام أوغلو السياسي، لا سيما بعد هزيمته لمرشحي أردوغان الذين اختارهم بعناية في الانتخابات المحلية، في وضعه كمنافس قوي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
زاد اعتقاله من مكانته كمعارض سياسي لأردوغان، ويراه أنصاره قائداً قادراً على تحدي هيمنة أردوغان الراسخة.
يُعتبر إعلان حزب الشعب الجمهوري عن عقد جمعية استثنائية في 6 أبريل عقب تصريحات أردوغان لحظةً حاسمةً للمعارضة. من المتوقع أن يُخطط الحزب لخطواته التالية في مواجهة الضغوط المتزايدة من الحكومة الحاكمة.
وقد حفّزت التطورات المحيطة باعتقال إمام أوغلو المعارضة، مما أجّج الدعوات إلى مزيد من المساءلة السياسية والإصلاحات.