بعد الحرب بين إيران وإسرائيل| طهران تكتشف عجزها الجوي أمام تل أبيب ومقاتلات المعسكر الشرقي على الرادار

كشفت حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل عن ثغرات كبيرة في قدرات سلاحها الجوي؛ مما دفعها إلى البحث عن خطط فورية لتحديث شامل لأسطولها الذي أصبح متقادماً وفاقد للجاهزية العملياتية في مواجهة المقاتلات الشبحية الحديثة.

نفذت طائرات F 35 الإسرائيلية من طراز “أدير” ضربات في عمق طهران بدقة كبيرة واستطاعت اختراق منظومات الدفاع الجوي الإيراني، الأمر الذي فاجأ المراقبين العسكريين وأكد حجم الهوة التقنية التي تفصل إيران عن خصمها الإسرائيلي في مجال التفوق الجوي.

إذ إن الطائرات الشبحية الإسرائيلية لم تواجه أي مقاومة تذكر فوق الأجواء الإيرانية، ونفذت عملياتها بنجاح شبه تام.

مقاتلات إيران في حاجة ماسة للتطوير والتحديث

ما جعل القيادات العسكرية في طهران تقر بأن الاستمرار بالاعتماد على طائرات مثل F 4 وF 5 وF 14 هو بمثابة انتحار جوي في ظل التطورات التكنولوجية التي تشهدها المنطقة .. فيما تمتلك طهران عدد قليل من مقاتلات ميج-29 الروسية.

مقاتلات من حقبة شاه إيران

وتعاني القوات الجوية الإيرانية من واقع مأزوم يعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979، إذ إن معظم الطائرات المقاتلة في الخدمة حاليًا تعود إلى حقبة الشاه.

وبينما نجحت إيران خلال السنوات الماضية في الحفاظ على الحد الأدنى من الجاهزية من خلال عمليات صيانة محلية وابتكار قطع غيار عبر الهندسة العكسية.

إلا أن تلك المساعي لم تكن كافية لمجاراة التطور السريع في التسليح الجوي الذي تنتهجه دول الجوار وعلى رأسها إسرائيل.

وتعكف إيران على فتح قنوات متعددة للحصول على طائرات حديثة من حلفاء المعسكر العسكري الشرقي وعلى رأسهم موسكو وبكين، وذلك ضمن اتفاقيات دفاعية طويلة الأمد تزامنت مع تصاعد التوتر الإقليمي بعد الحرب الأخيرة.

إيران تسعى للحصول على مقاتلات من حلفاء المعسكر الشرقي

وكانت روسيا في مقدمة الدول التي قررت تزويد إيران بطائرات من الجيل الرابع المتقدم، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني عن التوصل إلى اتفاق يقضي بتسلم عدد من مقاتلات روسية، والتي تمتلك قدرات قتالية متعددة ومجهزة برادارات متطورة ونظام حرب إلكترونية عالي الأداء، ولكن الصفقة معطلة حتى الآن.

وفي الجبهة الشرقية، دخلت الصين على خط الدعم الجوي عبر محادثات لتزويد إيران بطائرات  من الجيل الرابع والرابع + .. ومن دول المعسكر الشرقي المتوافق مع الفكر الإيراني وقد تكون الوجهة المحتملة لطهران لتحديث قواتها الجوية، تبرز باكستان بطائراتها التي تقوم بتصنيعها بالتعاون مع الصين.

المقاتلات مقابل النفط

ويعتبر المعسكر الشرقي في القوات الجوية والمقاتلات الحديثة، من الخيارات الاقتصادية والجيوسياسية، المتوافقة مع طهران، ومن الممكن أن تعمل إيران على الحصول على تسهيلات اقتصادية في السداد، وتمويل الصفقات مقابل النفط.

التحول الإيراني نحو تحديث القوات الجوية لم يعد خيارًا بل بات ضرورة استراتيجية، في ظل الواقع الأمني الجديد الذي فرضته الهجمات الإسرائيلية.

فالهيمنة الجوية أصبحت عامل الحسم في أي مواجهة مقبلة وأي تأخير في سد الفجوة التكنولوجية قد يضع إيران في موقف عسكري أكثر ضعفًا في حال تجددت المواجهات، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى احتمالات استمرار الهجمات الاستباقية الإسرائيلية على المنشآت الحيوية داخل العمق الإيراني.

سلاح الجو الإيراني .. طموح في سماء الشرق الأوسط

يعيش سلاح الجو الإيراني مرحلة انتقالية دقيقة، يواجه فيها ضغوطًا من الداخل والخارج لإثبات جاهزيته وتعزيز مكانته ضمن منظومة الردع الإيرانية.

وبينما يشير التوجه نحو روسيا والصين إلى بداية الخروج من عباءة الطائرات الأمريكية القديمة، إلا أن الطريق لا يزال طويلًا ومعقدًا.

ويتطلب استثمارات هائلة في التدريب والتكنولوجيا واللوجستيات، حتى تتمكن إيران من الوقوف مجددًا في سماء الشرق الأوسط كقوة جوية يُحسب لها حساب.

اقرأ أيضًا: التنين الصيني يهيمن على السماء بشبحيتين.. وأمريكا تتوقف عن تطوير الطائرة الأحدث في أسطولها

زر الذهاب إلى الأعلى