بعد انتصارات الجيش بالخرطوم.. ماذا تبقى لـ الدعم السريع في السودان؟

تطورات متسارعة يشهدها السودان بعد إعلان الجيش إحكام سيطرته على العاصمة الخرطوم، وإعلان البرهان أن الخرطوم أصبحت حرة وخالية من قوات الدعم السريع، بعد فرار عناصرها إلى خارج المدينة، في تطور يغيّر خارطة السيطرة الميدانية بعد أشهر من المعارك الشرسة.

الجيش يفرض سيطرته على الخرطوم

وبحسب تقارير تمكنت القوات المسلحة من استعادة مواقع حيوية في العاصمة، كان آخرها مقر البنك المركزي في الخرطوم، إضافة إلى سوق رئيسية في أم درمان ومعظم مناطق المدينة، التي تضم قاعدتين عسكريتين كبيرتين كانت تستخدمها قوات الدعم السريع كنقطة انطلاق لهجماتها.

ويعزز هذا التقدم موقع الجيش الذي بات يسيطر على غالبية الولايات السودانية، خصوصًا في الشمال والشرق والجنوب الشرقي، مقابل استمرار وجود الدعم السريع في أجزاء من دارفور ومناطق متفرقة في كردفان.

خارطة السيطرة في السودان

يسيطر الجيش السوداني حاليًا على ولايات الشمالية، البحر الأحمر، نهر النيل، الخرطوم، كسلا، القضارف، الجزيرة، سنار، النيل الأزرق، النيل الأبيض، وجنوب كردفان.

فيما تتمركز قوات الدعم السريع في الفاشر، نيالا، الجنينة، والعديد من ولايات دارفور، إلى جانب مناطق في شمال كردفان وغرب كردفان.

ورغم نجاح الجيش في استعادة العاصمة، لا تزال المعارك مستمرة في بعض الجبهات، خصوصًا في وسط السودان والمناطق الغربية.

جذور الأزمة في السودان

تعود جذور الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى خلافات نشأت بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019، حيث سعت القوى المدنية إلى إرساء مرحلة انتقالية بدعم دولي، لكن التوتر بين المؤسستين العسكريتين بلغ ذروته في 2021، عندما أطاح الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وحلفاؤه في الدعم السريع بالحكومة المدنية.

ومع تزايد الخلافات حول مسألة دمج الدعم السريع في الجيش وتسلسل القيادة، انفجرت المواجهات في أبريل 2023، لتمتد إلى مختلف أنحاء البلاد.

حميدتي يتوعد بالعودة للخرطوم

في أول تعليق له بعد تراجع قواته في الخرطوم، قال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي بمناسبة عيد الفطر، إن “الحرب لا تزال في بدايتها”، متوعدًا الجيش بـ”العودة إلى الخرطوم بقوة أشد”.

وأوضح أن الانسحاب من أم درمان كان “قرارًا جماعيًا”، في إشارة إلى أن قواته لم تتكبد خسائر فادحة، على حد قوله. كما شدد على رفضه التفاوض مع الجيش، قائلاً: “لا تفاوض ولا اتفاق، لا يوجد نقاش غير البندقية”.

البرهان يتعهد بسحق الدعم السريع

استبعد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أي مصالحة مع قوات الدعم السريع، وذلك في بيان مصور صدر السبت، تعهد فيه بسحق القوات شبه العسكرية.

وقال البرهان إنه “لا تفاوض ولا مساومة”، مؤكدا التزام الجيش بـ”استعادة الوحدة الوطنية والاستقرار”.

وأضاف أن من الممكن منح العفو للمقاتلين الذين يلقون أسلحتهم، خاصة أولئك الموجودين في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.

وتابع: “أبواب الوطن مفتوحة لكل من يحكم عقله ويتوب إلى الحق من الذين يحملون السلاح، فالعفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري ما زال ممكنا ومتاحا”.

تداعيات إنسانية واقتصادية كارثية في السودان

مع دخول الحرب عامها الثاني، تسببت المعارك في مقتل وإصابة عشرات الآلاف، إضافة إلى نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.

كما تعرض الاقتصاد السوداني لضربة قاسية، حيث تضررت قطاعات حيوية مثل الزراعة والتجارة، فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية. وبينما تتواصل المواجهات، يبقى المدنيون الضحية الأكبر لهذا الصراع الذي لا يبدو أن نهايته قريبة.

اقرأ أيضا: الحرب في بدايتها.. حميدتي يثير الجدل برسالة جديدة عن الصراع في السودان- ماذا قال؟

زر الذهاب إلى الأعلى