بعد انتهاء حرب الـ12 يومًا.. كيف تفوقت الرؤوس الحربية الإيرانية على المنظومات الدفاعية الإسرائيلية؟

في تطوُّر لافت ضمن التصعيد المتبادَل بين إيران وإسرائيل منذ 13 يونيو، لجأ الحرس الثوري الإيراني إلى إدخال نوعية جديدة من الصواريخ الباليستية إلى ساحة المواجهة، في خطوة قد تُحدث تحوُّلًا في شكل الحرب الدائرة بين الطرفين.
ففي 23 يونيو، وخلال الجولة الحادية والعشرين من الهجمات، أطلقت إيران للمرة الأولى صاروخًا باليستيًا مزوّدًا برؤوس حربية متعددة نحو أهداف إسرائيلية.
هذا التحوُّل اللافت جاء بعد أيام فقط من استخدام طهران لأول مرة صاروخ “فاتح” الفرط صوتي، القادر على المناورة بسرعة تصل إلى 15 ماخ، والذي كسر قواعد الاشتباك المعتادة بسبب صعوبة اعتراضه.
صواريخ إيران متعددة الرؤوس تُربك الدفاعات الإسرائيلية
ووفقًا لخبراء عسكريين، فإن الصواريخ ذات الرؤوس الحربية المتعددة تمثل تهديدًا أشد من الصواريخ الفرط صوتية، إذ لا تكتفي باستهداف موقع واحد، بل تضرب عدة أهداف بضربة واحدة.
مما يتسبب في انهاك بطاريات الدفاع الجوي بشكل مضاعف، ويستنزف مخزون إسرائيل من صواريخ الاعتراض، في ظل تكلفة تشغيلية أقل للطرف المُطلق.
كما أن دخول الصاروخ “خيبر شيكان” المعركة، وهو صاروخ متوسط المدى إيراني الصنع، معروف بقدرته على حمل أكثر من رأس حربي، كان له الأثر الأكبر في التفوق على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
ورغم أنه يُصنّف كتصميم أقدم نسبيًا، إلا أن قدرته العالية على استيعاب رؤوس متعددة تمنحه ميزة نوعية في ساحة القتال.
- صاروخ خيبر الإيراني والدمار الناجم عن قصفه لتل أبيب
توجيه دقيق للصواريخ الإيرانية لقصف إسرائيل
ورغم عدم تأكيد رسمي من الجانب الإيراني حول ما إذا كانت الرؤوس الحربية مزوّدة بأنظمة توجيه مستقلة، تشير مصادر إلى أن كل رأس يمتلك درجة من الدقة، وهو ما مكّن من استهداف مواقع حساسة داخل إسرائيل، بينها مطار بن غوريون ومراكز أبحاث عسكرية ومقار قيادة.
ومع أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تحدّ من حجم المعلومات والصور المنشورة حول نتائج الضربات، فإن لقطات سابقة للهجمات أظهرت دقة لافتة في التوجيه، ما يُعزز احتمالات أن تكون الرؤوس المتعددة فعّالة بنفس القدر.
صواريخ متوسطة المدى متعددة الرؤوس .. تطور متسارع
استخدام رؤوس حربية متعددة ليس بالأمر الجديد في عالم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، إذ تعتمد غالبية هذه الصواريخ منذ سبعينيات القرن الماضي على هذا النوع من الحمولة.
لكن اللافت أن تُوظف هذه التقنية في صواريخ متوسطة المدى، كما تفعل إيران اليوم.
ويأتي هذا التوجه وسط سباق متسارع بين قوى كبرى كالصين وروسيا وكوريا الشمالية لتطوير صواريخ باليستية متوسطة المدى متعدّدة الرؤوس، ما يُرجّح أن تُدرج التجربة الإيرانية الأخيرة ضمن دراسات موسعة لتقييم فعالية هذا السلاح في النزاعات الإقليمية المحدودة.
اقرأ أيضاً.. دولة إسلامية ضمن القائمة.. قائمة الدول الممتلكة للسلاح النووي عالميًا| أمريكا ليست الأولى