بعد بدء تصنيعها مقاتلة شبحية.. دولة إسلامية على وشك امتلاك حاملة طائرات محلية الصنع

بعد إعلان تركيا بدء تصنيع المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس التي تسمى “قآن” .. دشّنت أنقرة مشروع بناء أول حاملة طائرات محلية الصنع من فئة “MUGEM” (اختصارًا لـMilli Uçak Gemisi – الحاملة الوطنية للطائرات)، بإزاحة تصل إلى 60 ألف طن، ما يجعلها واحدة من أكبر القطع الحربية التي يتم بناؤها خارج منظومة القوى التقليدية الكبرى.
تركيا تشرع في بناء حاملة الطائرات محلياً
تم إطلاق عملية البناء رسميًا في الثاني من يناير 2025 داخل حوض بناء السفن البحري بإسطنبول، بعد أن تم الكشف عن النموذج المصغر للحاملة خلال معرض الدفاع الدولي IDEF 2025 .. في خطوة وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ الصناعات الدفاعية التركية.
وأكدت وزارة الدفاع التركية أن “MUGEM” ستكون مصمَّمة ومبنية بالكامل بأيادٍ تركية، دون أي اعتماد على الخارج، في طفرة تعكس نضوج قدرات أنقرة الهندسية والصناعية في المجال البحري.
التصميم والمواصفات التقنية
تأتي الحاملة الجديدة بطول يبلغ 285 مترًا، وعرض 72 مترًا، وغاطس 10.1 مترًا، وتُدار بمنظومة دفع توربيني من نوع COGAG، تتيح لها الإبحار بسرعة تتجاوز 25 عقدة، ومدى عملياتي يصل إلى 10,000 ميل بحري، ما يمنحها قدرة مرنة على تنفيذ المهام بعيدة المدى.
تم تصميم البدن باستخدام تقنيات رقمية متقدمة لتحقيق أفضل مستويات الثبات والمناورة، إلى جانب تقليل البصمة الصوتية وتحسين كفاءة استهلاك الوقود، وهي عناصر أساسية في تعزيز بقاء السفينة واستدامة عملها في مسارح العمليات.
منصة جوية هجينة.. مقاتلات مأهولة وطائرات مسيّرة
ستعتمد “MUGEM” على نظام إقلاع STOBAR (إقلاع قصير مع هبوط بالخطاف)، مزوّدة بمنصة قفز أمامية (ski-jump)، فيما تعمل الصناعات الدفاعية التركية على تطوير نظام مقلاع كهرومغناطيسي محلي مستقبلًا. التصميم الحالي يتيح إزالة القفز الأمامي لاحقًا لإعادة تهيئتها كحاملة CATOBAR، ما يضمن مرونة في التطوير.
- ماكيت لأول حاملة طائرات تركية فئة “MUGEM”
تُقدر سعة الحاملة بنحو 50 طائرة، تشمل 20 على سطح الطيران و30 داخل الحظائر. وتتضمن المنصات الجوية المقرر تشغيلها الطائرة المسيّرة الهجومية بيرقدار TB3، والمقاتلة الشبحية غير المأهولة بيرقدار كيزيل ألما .. والطائرة التدريبية الهجومية حُرجيت.
بالإضافة إلى النسخة البحرية من مقاتلة الجيل الخامس الشبحية قآن (KAAN).. والطائرة النفاثة المسيرة ANKA-II
التسليح بالأنظمة التركية
ستُزود MUGEM بمنظومة تسليح متقدمة، تشمل32 خلية إطلاق عامودي MIDLAS VLS (بتكوين 8×4) .. وأربع منظومات Gökdeniz للدفاع القريب (CIWS) .. وستة مدافع عيار 25 ملم من طراز Aselsan STOP للتصدي للتهديدات غير المتماثلة.
وفي السياق ذاته، تُشارك أبرز شركات الدفاع التركية مثل HAVELSAN و ASELSAN و STM في تطوير أنظمة إدارة المعارك، والحرب الإلكترونية، والرادارات، ومعدات القيادة والسيطرة الخاصة بالحاملة.
النفوذ التركي في البحرين الأسود والمتوسط
يكتسب المشروع أهمية استراتيجية كبرى بالنظر إلى موقع تركيا الفريد، حيث تتحكم بمضيقي البوسفور والدردنيل، ما يمنحها مدخلاً مباشرًا إلى البحر الأسود، ووزنًا جيوسياسيًا بالغًا داخل الناتو.
وفي حال التزام أنقرة الكامل بتوجهات الحلف، فإن دخول حاملة مثل MUGEM الخدمة سيُعد مكسبًا نوعيًا لقوات الناتو، ويُعزز الردع في مواجهة روسيا، ويوفر حماية أكبر لدول الحلف المجاورة للبحر الأسود مثل رومانيا وبلغاريا.
التحديات والصعوبات المتوقعة
رغم الطموح الهائل، تبقى عملية بناء حاملة طائرات من أكثر المهام الهندسية تعقيدًا، كما تُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة تركيا على تطوير بنية صناعية بحرية متكاملة، تشمل أنظمة الدفع، والتسليح، والتكامل الإلكتروني، دون الاعتماد على الدعم الخارجي.
وتُظهر تجارب دول كبرى مثل الولايات المتحدة – التي واجهت تأخيرات وتجاوزات مالية كبيرة في حاملة “USS Ford” – أن إنجاز مثل هذا المشروع يتطلب سنوات من العمل المتقن والقدرة على تجاوز اختناقات سلاسل التوريد والاختبارات التشغيلية.
شراكة أوروبية .. تعاون تركي إسباني
المشروع يتم تطويره ضمن إطار تعاون تركي-إسباني، يهدف إلى جعل MUGEM أكبر حاملة طائرات في أوروبا، بما يتجاوز قدرات السفن الحالية مثل “Juan Carlos I”. ويمثل هذا التعاون بُعدًا إضافيًا في العلاقات التركية داخل الناتو، خصوصًا مع دولة تُعد من أقل الأعضاء التزامًا بزيادة الإنفاق الدفاعي، كما أشار إلى ذلك الأمين العام الجديد للحلف، “مارك روته”.
تركيا تستهدف أن تكون القوة البحرية الكبرى في المنطقة
يُمثل مشروع حاملة الطائرات “MUGEM” تحديًا هندسيًا واستراتيجيًا غير مسبوق في تاريخ تركيا، ويُعد خطوة متقدمة نحو إعادة تشكيل موازين القوة في البحرين الأسود والمتوسط. وإذا نجحت أنقرة في تنفيذ المشروع وفق الجدول الزمني وبالمواصفات المعلنة، فإنها لن تُحقق فقط استقلالًا صناعيًا بحريًا، بل ستتحوّل إلى قوة بحرية من الطراز الأول في محيطها الجغرافي – وربما تتجاوز ذلك.
اقرأ أيضاً.. “KOZ”.. دولة إسلامية تكشف عن أول كلب آلي مسلح بصواريخ ليزر | ثورة في أدوات القتال غير المأهولة