بعد تحويلها لدولة غير معترف بها.. القصة الكاملة لأزمة بعثة سوريا بالأمم المتحدة

أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن وضع الجمهورية العربية السورية في المنظمة الدولية لم يتغير، مشددا على أن سوريا ما تزال تحتفظ بعضويتها الكاملة، على الرغم من التعديلات التي أجرتها الولايات المتحدة على الوضع القانوني لبعثتها الدائمة في نيويورك.

لا تأثير على عضوية سوريا بالأمم المتحدة

وجاء تصريح دوجاريك في مؤتمر صحفي، بشأن تقارير تحدثت عن تراجع واشنطن عن الاعتراف بالحكومة السورية، بعد أن أخطرت البعثة السورية في الأمم المتحدة بتعديل وضعها القانوني.

وقال دوجاريك، إن “العضوية في الأمم المتحدة محكومة بالقانون الدولي، ولا تخضع لاعتبارات الاعتراف السياسي الذي يبقى من اختصاص الحكومات”، مشيراً إلى أن “تعديل تأشيرات أعضاء البعثة السورية لا يؤثر على مشاركتهم في أعمال الأمم المتحدة، ولا يغير من الوضع القانوني لسوريا كدولة عضو”.

وأوضح بحسب وسائل إعلام أن “ممثلي الجمهورية العربية السورية لا يزالون معتمدين لدى الأمم المتحدة، ويجب أن يُسمح لهم بمواصلة أداء واجباتهم الدبلوماسية”، مشدداً على أن هذا التغيير لا يُلغي حق سوريا في المشاركة الكاملة ضمن أنشطة المنظمة.

أمريكا تغير الوضع القانوني لبعثة سوريا بالأمم المتحدة

وكانت وسائل إعلام دولية قد كشفت أن الولايات المتحدة أبلغت البعثة السورية في نيويورك بأنها ستغيّر وضعها القانوني من “بعثة دائمة تمثل دولة عضو معترف بها”، إلى “بعثة تمثل حكومة لا تعترف بها واشنطن”، وذلك بموجب مذكرة رسمية نُقلت عبر قنوات الأمم المتحدة.

وبحسب صحيفة “النهار” اللبنانية، فقد سُحبت تأشيرات G1 التي تُمنح للدبلوماسيين المعتمدين، واستُبدلت بتأشيرات G3 المخصصة لممثلي حكومات لا تعترف بها الولايات المتحدة، مما يحمل دلالات سياسية واضحة رغم الطابع الإداري للتعديل.

أول تعليق من خارجية سوريا

من جهتها، علّقت وزارة الخارجية السورية على هذا التطور، مؤكدة أن “تعديل وضع البعثة في نيويورك هو إجراء تقني وإداري بحت، لا ينطوي على أي دلالة سياسية”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر رسمي في الوزارة قوله إن هذا التعديل “يتعلق بالبعثة السابقة، ولا يعكس موقفاً من الحكومة السورية الحالية”.

وأشار المصدر إلى أن الوزارة على تواصل مع الجهات الدولية المعنية لمعالجة الوضع، وضمان عدم حدوث أي التباس في الفهم القانوني أو السياسي لهذه الخطوة، مشدداً على التزام دمشق بمواصلة العمل الدبلوماسي ضمن الأطر الدولية.

إعادة هيكلة البعثات السورية في الخارج

كما كشف المصدر عن توجه لدى وزارة الخارجية السورية لإجراء مراجعة شاملة لأوضاع البعثات الدبلوماسية في الخارج، بهدف تعزيز الكفاءة وتحقيق تمثيل سياسي واضح يتماشى مع تطلعات الشعب السوري، مشيرًا إلى أن قرارات جديدة بهذا الخصوص ستُعلن قريباً.

شرعية حكومة سوريا الجديدة

يأتي هذا التطور في ظل متغيرات تشهدها الساحة السورية، من بينها تشكيل حكومة جديدة، وتزايد الجدل الدولي حول شرعيتها.

ورغم عدم إعلان واشنطن رسمياً عن سحب الاعتراف، إلا أن تعديل وضع البعثة يعكس موقفًا سياسيًا ضمنيا، يُفسر ضمن سياق الضغط الدبلوماسي، دون أن يترتب عليه أثر قانوني في إطار الأمم المتحدة.

اقرأ أيضًا: تغيير الوضع القانوني لبعثة سوريا بالأمم المتحدة لـ حكومة غير معترف بها.. ماذا يعني ذلك؟