بعد تصريحات مبعوث ترامب.. هل يركب لبنان قطار التطبيع مع إسرائيل ؟

في ظل تصاعد التوترات الأمنية جنوب لبنان والتكهنات حول مستقبل لبنان وعلاقاته مع إسرائيل، خرج رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، ليؤكد بشكل قاطع رفض بلاده لأي شكل من أشكال التطبيع ، مشدداً على أن هذا الموقف يحظى بإجماع وطني ولا مجال لمناقشته.
تصاعد التوترات في الجنوب
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية تصعيدًا عسكريًا مستمرًا، حيث تواصل إسرائيل شن غاراتها على مناطق عدة في الجنوب اللبناني وشرقه، رغم مرور أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم بوساطة أمريكية في 27 نوفمبر الماضي.
ورغم أن الاتفاق نصَّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، فإنها لا تزال تحتفظ بوجود عسكري في خمس نقاط استراتيجية على الحدود، ما يمنحها قدرة على مراقبة البلدات اللبنانية الحدودية، وهو ما وصفه سلام بأنه محاولة لإبقاء الضغط قائماً على لبنان.
تحذير من تجدد المواجهات بين لبنان وإسرائيل
رئيس الحكومة اللبنانية حذر من أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية قد يؤدي إلى تجدد العمليات العسكرية، محذراً من أن أي تصعيد جديد ستكون له تداعيات كارثية على لبنان واللبنانيين.
وأكد خلال اتصال مع وزير الدفاع الوطني، اللواء ميشال منسى، على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية والعسكرية، مشدداً على أن الدولة اللبنانية وحدها هي صاحبة قرار الحرب والسلم، في رسالة واضحة تعكس رفضه لأي محاولات لجر البلاد إلى صراعات جديدة.
وفي إطار المساعي الدبلوماسية، أجرى سلام اتصالاً مع الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، جانين بلاسخارت، حيث طالب الأمم المتحدة بممارسة ضغط أكبر على إسرائيل لإجبارها على الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، مؤكداً أن استمرار الاحتلال يمثل خرقاً واضحاً للقرار الدولي 1701، كما أنه يتعارض مع الترتيبات التي أُقرت في اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر الماضي.
تصريحات أمريكية تثير الجدل
تزامناً مع هذه التطورات، أدلى مبعوث الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بتصريحات مثيرة للجدل حول إمكانية انضمام لبنان وسوريا إلى اتفاقيات أبراهام.
وخلال فعالية نظمتها اللجنة الأمريكية اليهودية في واشنطن، أعرب ويتكوف عن تفاؤله بإمكانية انضمام السعودية إلى الاتفاق، مشيرًا إلى أن التحولات السياسية في المنطقة قد تدفع بلبنان وسوريا إلى المسار ذاته.
كما تحدث عن التحديات التي تواجه القوى المرتبطة بإيران في كلا البلدين، في إشارة إلى احتمال حدوث تغييرات أوسع في المشهد السياسي الإقليمي.
حسم الموقف اللبناني
لكن تصريحات ويتكوف قُوبِلت برد واضح من رئيس الحكومة اللبنانية، الذي جدد التأكيد على أن لبنان لن يكون جزءاً من أي اتفاق تطبيع مع إسرائيل، مشدداً على أن الموقف الرسمي ثابت ولا مجال لتغييره.
إلى أين تتجه الأمور بين لبنان وإسرائيل؟
في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، وتزايد الضغوط الدولية، تتجه الأنظار إلى تطورات المشهد في جنوب لبنان، وما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستنجح في إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل، أم أن المنطقة ستشهد جولة جديدة من التصعيد العسكري، خصوصاً في ظل التحركات الأمريكية لإعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة.
اقرأ أيضًا: هكذا وصف الشرع.. مبعوث ترامب يفجر مفاجأة حول التطبيع بين سوريا ولبنان وإسرائيل