بعد توبيخ الأمم المتحدة.. إيران توسع قدرتها على إنتاج الوقود النووي

القاهرة (خاص عن مصر)- في تطور مهم من شأنه أن يزيد من حدة التوترات بين إيران والغرب، أعلنت طهران عن خطط لزيادة قدرتها على إنتاج الوقود النووي، وفقا لما نشرته بلومبرج.
يأتي هذا القرار في أعقاب توبيخ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والتي انتقدت إيران لفشلها في حل التحقيق في جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في مواقع غير معلنة.
تأتي خطوة إيران لتوسيع قدراتها النووية بعد أيام فقط من إشارتها إلى استعدادها لتخفيف التوترات مع الغرب، مما يمثل مشهدًا دبلوماسيًا معقدًا ومتغيرًا.
اقرأ أيضا.. مستجدات حرب أوكرانيا.. صاروخ روسي يفوق سرعة الصوت وبولندا تحذر من حرب عالمية
زيادة إنتاج أجهزة الطرد المركزي وسط مقاومة دبلوماسية
أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن إيران ستبدأ في نشر “مجموعة كبيرة” من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتقدمة.
ويشكل هذا القرار استجابة مباشرة لانتقاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس، والذي انتقد فشل إيران في معالجة المخاوف بشأن أنشطتها النووية بشكل كامل.
أبرز تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قامت بتركيب مئات من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، ولكنها امتنعت عن استخدامها، مما أثار المخاوف بشأن إمكانية استخدام هذه الأجهزة في الأسلحة.
تشغل إيران آلاف أجهزة الطرد المركزي المصممة لتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن أن تنتج الوقود للمفاعلات المدنية أو تنتج مواد صالحة للاستخدام في الأسلحة.
رغم هذه المخاوف، تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، تواصل طهران التعهد بالتعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة أن أنشطتها النووية تتوافق مع المعايير القانونية الدولية، ومع ذلك، يشير قرار زيادة إنتاج أجهزة الطرد المركزي إلى موقف متشدد في مواجهة الضغوط الدولية.
تصويت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المثير للانقسام وردود الفعل الدولية المتباينة
عقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصويتاً مثيراً للانقسام يوم الخميس، حيث انتقد إيران بسبب أنشطتها النووية.، وفي حين حظي الاقتراح بدعم 19 دولة من أصل 35 دولة عضو، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية، فإن القوى العالمية الرئيسية مثل الصين وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا إما عارضت أو امتنعت عن التصويت.
يسلط هذا الانقسام الضوء على الديناميكيات الدولية المعقدة المحيطة بطموحات إيران النووية، حيث تدفع بعض الدول نحو فرض رقابة أكثر صرامة، في حين تحث دول أخرى على ضبط النفس والدبلوماسية.
كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي قد حذر في وقت سابق من اتباع نهج شديد القسوة، مشيرا إلى أن اللوم قد يرسل إشارات متضاربة إلى إيران، التي تعهدت مؤخرا بوقف تخصيب اليورانيوم إلى نقاء 60٪، وهو ما يقل قليلا عن المستوى اللازم لصنع قنبلة نووية.
أعرب جروسي عن قلقه من أن الضغط المفرط قد يدفع إيران إلى إعادة النظر في التزامها بمعاهدة منع الانتشار النووي، وهي حجر الزاوية في جهود ضبط الأسلحة العالمية.
لحظة حساسة للمشاركة الدبلوماسية
يأتي إعلان إيران عن توسيع قدرتها النووية في لحظة حساسة بشكل خاص في الدبلوماسية الدولية، وعلى الرغم من تحركاتها الأخيرة لتصعيد الأنشطة النووية، فقد أشارت طهران أيضا إلى انفتاحها على المشاركة الدبلوماسية.
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أنها ما تزال “مستعدة للمشاركة البناءة مع الأطراف ذات الصلة”، مما يعكس استعدادها للتفاوض بشأن برنامجها النووي في إطار القانون الدولي.
لكن النافذة الدبلوماسية ربما تكون في طريقها إلى الانغلاق، وخاصة مع التهديد الوشيك بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
قد تستخدم القوى الغربية اللوم الذي وجهته الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتقرير الوشيك الذي يوضح تفاصيل مخالفات إيران النووية للدفع نحو إعادة فرض العقوبات، الأمر الذي من شأنه أن يشدد الضغوط الاقتصادية على طهران.