بعد توليه أمانة رئاسة الجمهورية.. هل يكرر شقيق الشرع تجربة ماهر الأسد في سوريا؟

عيَّن الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، أمس السبت، شقيقه الدكتور ماهر الشرع أمينًا عامًا لرئاسة الجمهورية، خلفاً لعبد الرحمن سلامة.

يأتي هذا التعيين في سياق توسيع صلاحيات رئاسة الجمهورية وإعادة تشكيل هياكل الدولة الانتقالية، ما أثار تساؤلات واسعة حول دوافع القرار وتداعياته على المشهد السياسي السوري

إعلان

مهام الأمين العام للرئاسة

يُعد منصب الأمين العام حلقة الوصل الأساسية بين رئيس الجمهورية ومؤسسات الدولة، إذ يتولى الإشراف على جدول أعمال الرئيس وتنظيم اللقاءات الرسمية ومتابعة تنفيذ التوجيهات الرئاسية.

وقد شغل ماهر الشرع سابقاً حقيبة وزارة الصحة بالوكالة في الحكومة الانتقالية، ما أكسبه خبرة إدارية وعلمية، لكنه لم يخلُ من الجدل حينها

من هو ماهر الشرع؟

ماهر الشرع من مواليد دمشق عام 1973 وهو شقيق الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع.

ويعتر ماهر الشرع شخصية طبية وإدارية بارزة في المشهد السوري الانتقالي. يحمل الشرع درجة الدكتوراه في العلوم الطبية، متخصصاً في الجراحة النسائية والتوليد وعلاج العقم والإخصاب المساعد، إضافة إلى جراحة الأورام والتجميل النسائية.

كما نال دبلوم إدارة النظم الصحية، ما أكسبه خبرة في الجانب الإداري للقطاع الصحي. ترأس قسم التوليد والجراحة النسائية في أحد المستشفيات الحكومية السورية بين عامي 2004 و2012، وعمل مستشاراً صحياً في مستشفيات الشمال السوري خلال 2022–2023 تحت إدارة «حكومة الإنقاذ السورية» التابعة لهيئة تحرير الشام.

في 16 ديسمبر 2024، عُيّن وزيراً للصحة بالوكالة في أول حكومة انتقالية برئاسة محمد البشير، واستمر حتى نهاية مارس 2025، قبل أن ينتقل لتولي أمانة رئاسة الجمهورية

جدل على مواقع التواصل بعد تعيين ماهر الشرع أمينا للرئاسة

رأى بعض المراقبين أن اختيار ماهر الشرع لشغل هذا المنصب يعد خطوة إيجابية لتعزيز الاستقرار الإداري داخل القصر الجمهوري، مستندين إلى سجله المهني في القطاع الصحي وقدرته على التنسيق بين الجهات الحكومية.

وصف فريق من المتابعين التعيين بأنه “اختيار موفق” نظراً لما يتمتع به الشرع من خلفية علمية وإدارية، قائلين إن ذلك سيسهم في رفع كفاءة العمل الرئاسي وتنظيمه بشكل أفضل

اتهامات بالمحسوبية

على النقيض، اعتبر معارضون أن القرار يكرّس نهج المحسوبية ويعيد إنتاج نموذج الحكم العائلي الذي عاناه السوريون في عهد نظام الأسد.

اتهم هؤلاء النظام الجديد بالسير على خطى الأسد، حيث تولى شقيقه ماهر الأسد مناصب سيادية مماثلة، ما أدى إلى تركز السلطة في قبضة عائلة واحدة.

وربط كثيرون بين تعيين ماهر الشرع وتجربة بشار الأسد وشقيقه، معتبرين أن التاريخ يعيد نفسه ولا يفصل بين العهدين سوى شهور قليلة

مقارنات مع تجربة الأسد

أعاد ناشطون على منصات التواصل الحديث عن تجربة حكم عائلة الأسد، التي اعتمدت على إشراك الأقارب في مفاصل الدولة، ما أدى إلى ترسيخ ولاء الطائفة وتهميش الكفاءات.

حذر معارضون من أن هذا المسار قد يقود إلى أزمة ثقة جديدة بين المواطن والدولة، ويزيد من التوترات الاجتماعية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.

وأكدوا أن استنساخ “نموذج الأسد” يعني بالضرورة تكرار التجربة السلبية لنظام حكم عائلي مركزي، يعوق جهود الإصلاح ويعمّق الشرخ بين السلطات والمجتمع المدني.

هل يسنتسخ الشرع تجربة الأسد ؟

في ظل هذه التفاعلات، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن إدارة الشرع من تجاوز الموروث العائلي وتوظيف الكفاءات الوطنية بعيداً عن المحسوبية؟

أم أن سوريا مقبلة على نسخة جديدة من حكم العائلة، تتكرر فيها أخطاء الماضي وتزداد فيها حالة الاستقطاب السياسي؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح مع قراءة نتائج الأداء الإداري للرئاسة الجديدة وتطور ردود الفعل الشعبية خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا: تسمح بتجنيد النساء.. ماذا تعرف عن قوات الأسايش في سوريا؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى