بعد جرائم العمشات والحمزات.. هل دعمت تركيا الانتهاكات ضد العلويين بالساحل السوري؟

تشهد مناطق الساحل السوري تصعيدًا غير مسبوق، وسط تقارير عن تورط فرقة سليمان شاه (العمشات) وفرقة الحمزة (الحمزات) المدعومتين من تركيا في ارتكاب عمليات على أساس طائفي، استهدفت بشكل خاص المدنيين العلويين في مدن بانياس وطرطوس واللاذقية.

 انتهاكات ضد المدنيين في الساحل السوري

بحسب مصادر محلية في بلدة تعنينا بريف طرطوس، اقتحم رتل عسكري يضم مقاتلين من العمشات والحمزات مدينة بانياس واستقر فيها لمدة يومين، نفذ خلالها عمليات قتل جماعي طالت سكان حي القصور، وأُحرقت عشرات المنازل، مما تسبب في موجة نزوح كبيرة.

ومع انتشار أخبار الانتهاكات، تدخلت قوات الأمن العام لإخراج المسلحين، الذين انسحبوا نحو بلدة الحطانية بريف طرطوس، في ظل استمرار التحليق المكثف للطائرات المسيرة.

دور تركيا في دعم الفصائل المسلحة

تعد فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة من الفصائل المدعومة من تركيا، وقد لعبتا دورًا بارزًا في العمليات العسكرية الأخيرة داخل الساحل السوري.

وعلى الرغم من انتشار الفصيلين الأساسي في إدلب، إلا أنهما أرسلا مقاتلين إلى بانياس لدعم قوات وزارة الدفاع السورية في فرض السيطرة على المناطق الساحلية.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن الفصيلين متورطان في عمليات خطف، ابتزاز، تهجير قسري، ومصادرة ممتلكات، خاصة في مناطق عفرين وشمال حلب، بالإضافة إلى إدارة مراكز احتجاز غير قانونية وتنفيذ عمليات اغتيال.

العقوبات الأمريكية ضد الحمزات والعمشات

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2023 عقوبات مباشرة على الفصيلين، شملت تجميد أصولهما ومنع أي تعاملات مالية أمريكية مع قياداتهما، متهمةً إياهما بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

هذه العقوبات أثارت تساؤلات حول مدى مسؤولية أنقرة عن دعم هذه الفصائل ودورها في تأجيج النزاع.

حصيلة الضحايا في الساحل السوري

وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغ إجمالي عدد الضحايا جراء التصعيد الأخير 973 شخصًا، بينهم نساء وأطفال.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن الساحل شهد “29 مجزرة ضحاياها 568 مدنيًا علويًا، بينهم نساء وأطفال”.

مستقبل المنطقة في ظل استمرار التوترات

يتهم النظام السوري الجديد مجموعات موالية للأسد بتنفيذ هجمات عسكرية أدت إلى اندلاع أعمال العنف، فيما تشير مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عمليات إعدام ميدانية أثارت ردود فعل دولية غاضبة.

في ظل هذا التصعيد، تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى تورط تركيا في دعم فصائل متهمة بارتكاب جرائم حرب، وتأثير ذلك على مستقبل المنطقة التي تعاني من اضطرابات مستمرة.

كما أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ موقف واضح تجاه الانتهاكات التي تطال المدنيين، لا سيما في ظل استمرار عمليات القتل على أسس طائفية، والتي تهدد بإشعال مزيد من الصراعات في سوريا.

اقرأ أيضا

أقرب إلى انقلاب منظم.. تفاصيل جديدة حول بداية الأحداث في الساحل السوري

زر الذهاب إلى الأعلى