بعد حظر “PwC”.. الشركات الاستشارية العالمية تنتهز الفرصة للتوسع في السعودية

تسعى كبرى الشركات الاستشارية العالمية، وفي مقدمتها “ديلويت” و”إرنست آند يونج”، إلى تعزيز وجودها في السوق السعودية، مستغلة الحظر المؤقت الذي فرضه صندوق الاستثمارات العامة على “برايس وترهاوس كوبرز” (PwC) من تقديم الخدمات الاستشارية لمدة عام.

ووفقًا لصحيفة الاقتصادية السعودية، وجه مدراء “ديلويت” و”إرنست آند يونج” فرق عملهم للاستعداد لمزيد من النشاط داخل السعودية، حيث تلقت بعض الشركات بالفعل دعوات لتقديم عطاءات لعقود استشارية مرتبطة بمشاريع ضخمة، مثل نيوم والعلا، والتي تعد من بين أكثر المشروعات ربحية في المملكة.

اقرأ أيضًا: ضمن رؤية 2030.. الدرعية السعودية توقع اتفاقا بـ 6 مليارات ريال لتطوير وادي صفار

فرصة للشركات الاستشارية العالمية وسط قيود على PwC

ويرى منافسو “PwC” أن هذا القرار يمنحهم فرصة ذهبية للحصول على عقود جديدة في السعودية، حيث لا يزال بإمكان الشركة المحظورة مؤقتًا تقديم خدمات التدقيق، فيما يقتصر الحظر على أعمالها الاستشارية، وفقًا لما نشرته وكالة بلومبرغ الشهر الماضي.

الشركات الاستشارية العالمية أمام تحدي استيعاب العقود الجديدة

ورغم الفرصة المتاحة، تواجه الشركات المنافسة تحديًا رئيسيًا يتمثل في مدى قدرتها على استيعاب العقود الإضافية، نظرًا لقلة عدد الاستشاريين المحليين المؤهلين نسبيًا.

ووفقًا لمصدر مطلع، اتخذت بعض الشركات خطوات استباقية، حيث استقدمت “إرنست آند يونج” أكثر من 12 مستشارًا من مكاتبها الأخرى، تحسبًا لأي مشاريع جديدة قد تحصل عليها.

من جهتها، لم تعلق “PwC” علنًا على أسباب الحظر، لكن كين والش، الشريك الإداري الإقليمي للشركة، أبلغ الموظفين في مذكرة داخلية أن القرار لا يتعلق بجودة الخدمات المقدمة أو بأي انتهاكات تنظيمية.

وتشير التقارير إلى أن محمد كاندي، رئيس مجلس إدارة PwC العالمي، زار الرياض في الأسابيع الأخيرة، ما يعكس أهمية السوق السعودية بالنسبة للشركة.

الشركات الاستشارية العالمية تتوسع في السعودية
العاصمة السعودية الرياض

السعودية المحرك الرئيسي لنمو قطاع الاستشارات

وتعتبر السعودية أكبر وأسرع الأسواق نموًا في قطاع الاستشارات على مستوى الخليج العربي، حيث تمثل أكثر من نصف الإيرادات الإقليمية التي بلغت 6 مليارات دولار، وفقًا لشركة الأبحاث “إنسايتس”.

ويعد صندوق الاستثمارات العامة القوة الدافعة وراء هذا النمو، كونه يقود تنفيذ رؤية 2030 عبر تأسيس أكثر من 100 شركة تعمل على مشاريع ضخمة، من بينها نيوم، المدينة المستقبلية بقيمة 1.5 تريليون دولار، بالإضافة إلى مشاريع تحويل العلا والدرعية إلى وجهات سياحية عالمية.

وقد وفرت هذه المشاريع شريان حياة لشركات الاستشارات، التي تعاني عالميًا من تباطؤ النمو، حيث تراجعت الإيرادات في بعض الأسواق، مثل أستراليا والصين.

وكانت السلطات الصينية قد علقت عمليات “PwC” في سبتمبر الماضي لمدة 6 أشهر وفرضت عليها غرامة 62 مليون دولار، بسبب تقصيرها في مراجعة حسابات شركة التطوير العقاري المتعثرة “تشاينا إيفرجراند جروب”.

اقرأ أيضًا: سيمنس الألمانية تفوز بمشروع لبناء محطتين للطاقة بقيمة 1.6 مليار دولار في السعودية

إيرادات ضخمة من السوق الإقليمية

وتمثل منطقة الشرق الأوسط مصدرًا رئيسيًا لإيرادات PwC، حيث بلغت عائدات الشركة في المنطقة 2.5 مليار دولار خلال العام المالي المنتهي في يونيو.

وتظل السعودية السوق الأكثر ربحية، مع استمرار تدفق الاستثمارات على المشاريع الكبرى.

وفي ظل الحظر المؤقت المفروض على “PwC”، يبدو أن المنافسة بين الشركات الاستشارية ستشتد خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار صندوق الاستثمارات العامة في طرح عقود بمئات الملايين من الدولارات، ما يجعل المملكة مركزًا محوريًا لنمو القطاع الاستشاري عالميًا.

زر الذهاب إلى الأعلى