بعد ختام أول جولة من مباحثات أمريكا وإيران في سلطنة عمان .. ماذا دار بينهما؟

اختُتمت في سلطنة عمان، السبت، الجولة الأولى من المفاوضات النووية غير المباشرة بين أمريكا وإيران، وسط أجواء وصفت بـ”الإيجابية والبناءة”، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يقود وفد طهران إلى المباحثات.

وبحسب تقارير فإن المحادثات التي رعتها سلطنة عمان جاءت وسط توتر متصاعد بين الجانبين، وتهديدات أمريكية متكررة باستخدام القوة، مقابل تمسّك طهران بموقفها من برنامجها النووي ورفضها ما تصفه بـ”المطالب الجشعة”.

إعلان

كيف تمت المباحثات بين أمريكا وإيران

جرت المحادثات بطريقة غير مباشرة، حيث جلس الوفدان الإيراني والأميركي في غرفتين منفصلتين، وتولى وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي نقل الرسائل والمواقف بين الطرفين.

وحرص الجانبان، وفق مصادر إيرانية، على تجنب اللقاء المباشر إلا لفترة قصيرة عقب نهاية الجولة، حيث تبادلا التأكيد على “الحرص على إنجاح المفاوضات”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن المحادثات جرت في موقع اختاره الجانب العُماني مسبقاً، واصفاً الأجواء بـ”الهادئة والمنضبطة”.

أمريكا تمهل إيران

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد منح طهران مهلة تمتد لشهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، ملوحاً باستخدام “كافة الخيارات” لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو ما شدد عليه البيت الأبيض، قائلاً إن “الهدف هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي إلى الأبد”.

وفي تصريحات لصحيفة “وول ستريت جورنال”، قال مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي ترأس الوفد الأمريكي، إن واشنطن مستعدة لتقديم تنازلات، لكنه أكد أن “الخط الأحمر هو منع طهران من تطوير قنبلة نووية”.

موقف إيراني حازم تجاه تهديدات أمريكا

في المقابل، شدد وزير الخارجية الإيراني على أن بلاده “تسعى لاتفاق عادل ومشرّف”، لكنها لن تقبل بأي اتفاق لا يقوم على مبدأ التكافؤ، مضيفاً أن “المفاوضات المقبلة ستكون في مكان آخر، ولكن بوساطة عمانية”.

كما رفضت طهران بشدة استخدام لغة التهديد، مؤكدة أن “أي تجاوز للخطوط الحمراء، وعلى رأسها مناقشة الصناعات الدفاعية، سيُفشل المباحثات”.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، إن طهران اختارت أن تكون المفاوضات “هادئة وخالية من الاستعراضات”، معتبرة أن هذا الأسلوب “يسد الطريق أمام الحملات الإعلامية المعارضة”.

عمان وسيط إقليمي موثوق

وأشاد عراقجي بالدور العماني في تسهيل الحوار، واصفاً مسقط بأنها “شريك موثوق”، مشيراً إلى أن اللقاء الحالي ساعد على توضيح الكثير من النقاط الأولية، وقد يفتح الباب لوضع جدول زمني للتفاوض في حال توفرت الإرادة الكافية لدى الجانبين.

وكان الوفد الإيراني، الذي يضم شخصيات دبلوماسية رفيعة أبرزها مجيد روانجي وكاظم غريب آبادي، قد وصل إلى مسقط صباح السبت، فيما وصل بالتزامن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

اتفاق محدود أم تفاهم شامل؟

بحسب مصادر عمانية تحدثت لـ”رويترز”، فإن المفاوضات تهدف إلى خفض التوترات الإقليمية، وإبرام اتفاقات محدودة تشمل تبادل السجناء وتخفيف العقوبات مقابل قيود على البرنامج النووي الإيراني.

لكن مصادر في طهران نفت نية الانخراط في أي تفاهم لا يضمن رفعاً واضحاً للعقوبات، وشددت على أن “الكرة الآن في ملعب الأمريكيين”.

ورغم الخلافات الجوهرية، اتفق الطرفان على استكمال الجولة الثانية من المحادثات السبت المقبل، في مكان لم يُعلن عنه بعد، وسط ترقب إقليمي لما ستؤول إليه هذه المفاوضات الدقيقة.

اقرأ أيضا: قبل بدايتها اليوم.. ماذا تريد أمريكا وإيران من مفاوضات سلطنة عمان؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى