بعد خطاب خامنئي المتشدد.. هل تنهار المحادثات النووية بين طهران وواشنطن؟

تزايدت الشكوك بشأن مصير المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، التي كان من المقرر أن تُستأنف قريبًا بجولتها السادسة في أعقاب الخطاب الصارم الذي ألقاه المرشد الإيراني علي خامنئي ورفض فيه بشكل قاطع المقترح الأمريكي بنقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى خارج البلاد.

ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، المقترح الأمريكي الأخير لإبرام اتفاق جديد بشأن برنامج بلاده النووي، مشدداً على أن طهران ماضية في تخصيب اليورانيوم رغم اعتراضات واشنطن، واصفاً طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه هراء.

خامنئي يرفض مقترح واشنطن المقدم لـ طهران

وقال خامنئي، في مراسم ذكرى وفاة المرشد الأول (الخميني)، اليوم، إن المقترح الأمريكي لا يتماشى مع المصالح الوطنية لإيران، وهاجم موقف حكومة ترامب بشدة قائلاً: جوابنا على هراء الحكومة الأمريكية الصاخبة، واضح؛ لن يستطيعوا فعل أي شيء في هذا الشأن.

ورغم نبرة التصعيد التي طبعت حديث خامنئي، فقد تجنّب إعلان الانسحاب المباشر من المسار التفاوضي، ما فُسّر بأنه محاولة إيرانية للإبقاء على خيار التفاوض مفتوحًا كمتنفس للأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد.

تمسّك بالسيادة النووية

وبحسب مراقبين فإن طهران باتت أكثر تمسكًا بفكرة الاحتفاظ بالقدرة على التخصيب داخل حدودها السيادية، حتى لو كان ذلك بمستويات منخفضة (3٪ مثلًا)، مقابل تسهيلات رقابية محدودة وتخفيف جزئي للعقوبات.

ويرى خبراء أن التخصيب خارج إيران، حتى إن تم عبر كونسورتيوم إقليمي، لا يزال مرفوضًا من حيث المبدأ، لما يحمله من مساس مباشر بمفهوم السيادة في عقل المؤسسة الحاكمة الإيرانية.

التفاوض تحت الضغط بين واشنطن وطهران

وبحسب الخبراء فرغم التصعيد الخطابي، تؤكد المؤشرات أن طهران لا تزال تناور بين شعاراتها الأيديولوجية ومتطلبات الواقع الاقتصادي. خاصة أن السلطات الإيرانية، تدرك أن الانهيار الاقتصادي الكامل قد يولد اضطرابات داخلية يصعب السيطرة عليها، في حين أن الخيار العسكري الأميركي، في ظل إدارة دونالد ترامب، ليس مُرجّحًا في المدى القريب، ما يمنح طهران فرصة لالتقاط الأنفاس ومواصلة التفاوض من موقع الحذر.

أول تعليق من واشنطن

من جانبها، تصف الإدارة الأمريكية الموقف الإيراني بأنه “مماطلة”، لكن دون إغلاق الباب أمام احتمال تعديل المقترح الأصلي. وقد تطرح واشنطن في المرحلة المقبلة صيغة توافقية تتيح لإيران تخصيبًا محدودًا على أراضيها، شريطة فرض آليات رقابة صارمة، إلى جانب تصعيد الضغط الاقتصادي والإعلامي لدفع النظام نحو اتفاق مرحلي يمهد لتفاهم أوسع لاحقًا.

وبحسب تقارير يبدو أن الجولة القادمة، إن حصلت، ستكون فرصة أخيرة لاختبار مرونة الطرفين. ومع تعمق الخلاف حول جوهر البرنامج النووي، وتضارب الحسابات السياسية بين طهران وواشنطن، يظل المشهد مفتوحًا على احتمالات الجمود، أو على مفاجأة دبلوماسية تصنعها الوساطات الإقليمية، خصوصًا من سلطنة عمان التي لعبت دورًا محوريًا في الجولات السابقة.

نقاط خلافية بين طهران وواشنطن

وتشكل مسألة التخصيب داخل إيران إحدى أبرز النقاط الخلافية، حيث ترى طهران أن مجرد امتلاك محطات نووية دون قدرة وطنية على التخصيب هو أمر عديم القيمة، بينما تتمسك واشنطن برفض أي تخصيب داخل الأراضي الإيرانية باعتباره تهديدًا محتملاً للأمن الإقليمي.

ووفق مراقبين ففي ظل انعدام الثقة التاريخي بين الطرفين، والتوازنات الدقيقة التي تحكم مواقف كل منهما، فإن مصير المحادثات يظل رهنًا بتنازلات متبادلة لا يبدو أنها نضجت بعد، ما يرجح دخول الملف النووي في حالة جمود تكتيكي بانتظار متغيرات إقليمية أو داخلية تفتح بابًا جديدًا للحل.

اقرأ أيضا.. تفجير مرقد الخميني.. كيف أجهضت إيران مخطط داعش لاستهداف ذكرى “روح الله”؟

زر الذهاب إلى الأعلى