بعد زلزال روسيا التاريخي.. عمليات إخلاء وموجات تسونامي تضرب هذه المدن
يُعلن العالم حالة تأهب قصوى بعد أن ضرب سادس أقوى زلزال مُسجل على الإطلاق أقصى شرق روسيا، مُرسلاً موجات تسونامي عاتية نحو سواحل المحيط الهادئ.
أجبر هذا الحدث الزلزالي غير المسبوق، الذي وقع حوالي الساعة 8:25 صباحًا بالتوقيت المحلي قرب سيفيرو-كوريلسك، السلطات من آسيا إلى أمريكا الشمالية على حث السكان على البحث عن أماكن مرتفعة وتجنب الشواطئ مع استمرار تحذيرات تسونامي.
روسيا: سيفيرو-كوريلسك تواجه تسونامي قويًا وعمليات إخلاء
في روسيا، ضربت أمواج تسونامي تراوح ارتفاعها بين 3 و4 أمتار (10 إلى 13 قدمًا) مدينة سيفيرو-كوريلسك الساحلية، مركز الزلزال.
وتم إجلاء جميع السكان، البالغ عددهم حوالي 2000 نسمة، بعد أن ضربت ثلاثة أمواج متتالية، وكانت الأخيرة الأقوى.
أظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مبانٍ غمرتها الأمواج، وأكد المسؤولون حدوث فيضانات جزئية في مصنع “ألايد” لتجهيز الأسماك.
ولا تزال وزارة الطوارئ الروسية في حالة تأهب قصوى، بينما تُقيّم فرق الاستجابة المدى الكامل للأضرار.
اليابان: تحذيرات واسعة النطاق وعمليات إجلاء وحذر مستمر
بعد أكثر من ساعة بقليل من وقوع الزلزال الروسي، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA) تحذيرات من تسونامي على طول ساحل المحيط الهادئ، متوقعةً أمواجًا يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار.
وحتى وقت متأخر من بعد ظهر الأربعاء، رصدت السلطات موجات تسونامي متعددة على طول الساحل الشرقي لليابان، بما في ذلك موجة بارتفاع 1.3 متر في ميناء كوجي.
في وقت سابق، وصلت أمواج أصغر – يبلغ ارتفاعها حوالي 30 سم – إلى أجزاء من هوكايدو. أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) بأنه لم تُسجل أي أضرار جسيمة، لكن الحكومة لا تزال تنصح الجمهور بالابتعاد عن الشواطئ والمناطق الساحلية المنخفضة.
حذّر كيوموتو ماساشي، المسؤول في وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، من أن نشاط تسونامي قد يستمر لساعات بعد وقوع زلزال كبير، محذرًا من أن دورة الأمواج الطويلة قد تُشكل تهديدًا مستمرًا حتى مع تراجع الخطر المباشر على ما يبدو.
الولايات المتحدة: ألاسكا وكاليفورنيا وغوام وهاواي في حالة تأهب
ألاسكا
أكدت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية رصد موجات تسونامي على طول ساحل ألاسكا المطل على المحيط الهادئ. وعلى الرغم من أن الأمواج كانت صغيرة نسبيًا – أقل من قدم واحدة في الارتفاع – في أمشيتكا وأداك وسانت بول، إلا أن السلطات تُراقب الأوضاع عن كثب.
كاليفورنيا
شهد شمال كاليفورنيا أولى موجات تسونامي بعد الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت المحيط الهادئ بقليل، حيث شهدت مدينة كريسنت ارتفاعًا في منسوب المياه يصل إلى 1.5 قدم.
وأبلغ مسؤولو سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس عن وجود أمواج على طول سواحلهما، لكنهم طمأنوا الجمهور بأنه من غير المتوقع حدوث فيضانات واسعة النطاق. غوام وهاواي
سجّلت غوام، وهي إقليم تابع للولايات المتحدة في المحيط الهادئ، أمواجًا يصل ارتفاعها إلى قدم واحدة، مع توخّي سلطات الدفاع المدني الحذر تحسبًا لوقوع هزات ارتدادية وأمواج متبقية.
في هاواي، رصد الدفاع المدني في الولاية أمواجًا يصل ارتفاعها إلى 5.7 أقدام (1.74 مترًا) في كاهولوي، ماوي، تحدث بفاصل زمني يبلغ حوالي 34 دقيقة. وأشار الحاكم جوش غرين، في مؤتمر صحفي عُقد في وقت متأخر من المساء، إلى أن الولاية نجت حتى الآن من أضرار جسيمة، لكنه حثّ السكان على توخي الحذر لعدة ساعات أخرى.
أقرا أيضا.. زلزال مدمر وتسونامي.. ماذا حدث في كامتشاتكا بـ روسيا وما علاقة أمريكا | شاهد
استجابة عالمية لكارثة طبيعية نادرة
أظهر هذا الزلزال الأخير وما تلاه من موجات تسونامي الآثار غير المتوقعة وبعيدة المدى للكوارث الطبيعية في “حلقة النار” في المحيط الهادئ.
فمن عمليات الإجلاء الفوري في روسيا واليابان إلى المراقبة النشطة في الولايات المتحدة، وُضعت سلطات الطوارئ تحت اختبار حقيقي في قدرتها على إصدار تنبيهات سريعة وحماية المجتمعات المعرضة للخطر.
مع استمرار موجات الهزات الارتدادية والأمواج العاتية في المحيط الهادئ، يُشدد المسؤولون على أهمية الاستجابة للتحذيرات والبقاء على اطلاع عبر القنوات الرسمية. يترقب العالم وينتظر، آملاً أن يحول التحرك المبكر والاستعداد الدولي دون تحول هذا الحدث التاريخي إلى مأساة على نطاق أوسع.