بعد زيارة الشرع لأنقرة.. تفاصيل خطة تركيا لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا

تتصاعد تحركات تركيا في سوريا بشكل لافت، في أعقاب الزيارة الأخيرة للرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى أنقرة.

وكشفت تقارير عن خطة تركية طموحة لإنشاء قواعد عسكرية جوية وبحرية على الأراضي السورية، في إطار ما تصفه أنقرة بـ”مكافحة الإرهاب” وتثبيت الأمن في المناطق التي شهدت نزاعات طويلة.

زيارة الشرع لأنقرة

شكلت زيارة الشرع أمس إلى أنقرة، التي جرت بشكل مفاجئ ودون إعلان مسبق، محطة أساسية في تطوير العلاقات بين القيادة السورية المؤقتة وأنقرة.

وشهد اللقاء حضورًا رفيع المستوى شمل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين، ما يعكس جدية أنقرة في بلورة شراكة أمنية وعسكرية متكاملة.

وتعكس هذه الزيارة رغبة تركية واضحة في توسيع نفوذها في سوريا عبر دعم إعادة هيكلة الجيش وقوات الأمن السورية، وإقامة قواعد عسكرية تمكنها من مكافحة التنظيمات الإرهابية بشكل أكثر فاعلية.

تفاصيل خطة تركيا إنشاء قواعد جوية وبحرية في سوريا

وفقًا لمصادر أمنية تركية، ستنشئ أنقرة قاعدة جوية وقاعدة بحرية في سوريا، لتكون مركزًا لإطلاق عمليات مكافحة تنظيم داعش وغيرها من الجماعات المسلحة.

وتمثل هذه الخطوة تعزيزًا لموقع تركيا العسكري شمال سوريا، وتوسيعًا لنفوذها على الأرض في مناطق استراتيجية، تواكبها جهود تنسيق مع دول أخرى تشارك في اجتماعات دورية غير معلنة التفاصيل.

كما تتيح هذه القواعد الجديدة لتركيا منصة أساسية للسيطرة على تحركات التنظيمات الإرهابية، والمساهمة في تأمين الحدود السورية-التركية.

تركيا والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في سوريا

تُجرى اجتماعات منتظمة بين تركيا وأربع دول أخرى، تستهدف تعزيز التعاون الأمني وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب في سوريا والمنطقة.

وتعد هذه اللقاءات جزءًا من مسعى أوسع لتنسيق عمليات عسكرية مشتركة، رغم عدم الكشف عن تفاصيل أو أسماء الدول المشاركة.

ويأتي ضمن السياق احتمال عقد لقاء بين أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يُنتظر أن يسهم في بلورة تفاهمات أمنية تسهل تنفيذ خطة إنشاء القواعد العسكرية.

تخوفات  إسرائيلية من التوسع التركي العسكري في سوريا

وقق تقارير تثير خطط تركيا لإنشاء سبع قواعد عسكرية في سوريا مخاوف جدية في إسرائيل، التي ترى في هذا التوسع تهديدًا مباشراً لأمنها، خصوصًا قرب الحدود الشمالية.

وقد عبّرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قلق تل أبيب من أن تتيح هذه القواعد لتركيا فرض نفوذ عسكري استراتيجي على المنطقة.

وتجري في هذه الأثناء جولات حوار بين أنقرة وتل أبيب، تركز على وقف التصعيد والحد من التدخلات العسكرية، حيث تطالب إسرائيل بمنع وجود قوات تركية قريبة من حدودها، إلى جانب منع سوريا من حيازة أسلحة تهدد الأمن الإسرائيلي.

تركيا تعزز نفوذها في شمال سوريا

تسيطر تركيا على مساحات واسعة في شمال سوريا، حيث أقامت قواعد عسكرية برية وأمنية. كما تدير روسيا قاعدة بحرية في طرطوس، فيما تسعى تركيا إلى ترسيخ وجودها العسكري عبر القواعد الجديدة.

وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أنقرة للسيطرة على مناطق حدودية استراتيجية، وممارسة دور أكبر في الملف السوري، بما يتناسب مع طموحاتها الإقليمية.

تركيا تعيد رسم خريطة نفوذها العسكري في سوريا بعد زيارة الشرع

بحسب مراقبون تأتي خطة تركيا لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا في أعقاب زيارة الشرع لأنقرة، لتؤكد تحوّلًا كبيرًا في العلاقات الثنائية ومرحلة جديدة من التعاون العسكري والأمني.

وبينما تصف أنقرة هذا التوسع بأنه ضروري لمكافحة الإرهاب، تبقى التحديات قائمة في ظل معارضة إسرائيل وبعض القوى الإقليمية.

ومع استمرار الصراع السوري، تبقى الخطوات التركية محط اهتمام دولي واسع، لما لها من تأثيرات استراتيجية على مستقبل سوريا والمنطقة.

اقرأ أيضًا: تعهدات جديدة من دمشق| ماذا دار بين الشرع والمبعوث الأمريكي حول سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى