بعد زيارة الشيباني وأبو قصرة .. هل يلتقي بوتين والشرع في موسكو قريبًا؟

وسط مؤشرات متسارعة على تقارب سياسي وعسكري بين موسكو ودمشق، أنهى وفد سوري رفيع المستوى يضم وزيري الخارجية والدفاع زيارة وُصفت بـ “الاستراتيجية” إلى العاصمة الروسية موسكو، في تحرك يراه مراقبون تمهيداً للقاء قمة مرتقب بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وجاءت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، التي بدأت أواخر يوليو، بدعوة رسمية تلقاها مطلع العام من القيادة الروسية، لكن الزيارة تأجلت مراراً حتى توافرت ظروف سياسية وصفها مصدر دبلوماسي سوري بأنها “ناضجة وملائمة لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وفي دلالة واضحة على أهمية اللقاء، لم يكن الشيباني وحيداً في زيارته، بل رافقه وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، إلى جانب مدير الاستخبارات العامة حسين سلامة، ما أضفى على الزيارة طابعاً أمنياً وعسكرياً شاملاً، وعكس تنسيقاً مؤسساتياً واسع النطاق في مقاربة دمشق لعلاقتها مع موسكو.

لقاءات رفيعة في الكرملين

خلال الزيارة، عقد الوفد السوري سلسلة اجتماعات موسعة، أبرزها لقاء جمع الشيباني مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ثم لقاء منفصل جمعه بالرئيس فلاديمير بوتين، ما فُسّر على أنه إشارة روسية واضحة إلى دعم موسكو للقيادة السورية الجديدة، وحرصها على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

من جانبه، التقى وزير الدفاع السوري نظيره الروسي أندريه بيلاوسوف، حيث ناقشا مستقبل التعاون العسكري، بما في ذلك وضع القواعد الروسية في سوريا، والتحديات الأمنية في المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد، إضافة إلى ملف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.

قمة محتملة بين الشرع وبوتين في أكتوبر

تزامنت هذه التحركات مع إعلان موسكو استضافتها المرتقبة لأول قمة عربية – روسية في شهر أكتوبر المقبل، والتي يُتوقع أن يشارك فيها الرئيس السوري أحمد الشرع.

وتؤكد مصادر سياسية مطلعة أن الجانب الروسي طرح خلال الاجتماعات الأخيرة إمكانية عقد لقاء ثنائي بين بوتين والشرع على هامش القمة، لوضع تصور مشترك للمرحلة المقبلة من التعاون بين البلدين.

ورغم عدم صدور تأكيد رسمي من دمشق بشأن مشاركة الرئيس الشرع، فإن تزامن زيارة الشيباني وأبو قصرة، ومستوى الاستقبال الرسمي الروسي، يُعزز من فرضية انعقاد اللقاء الرئاسي، خاصة في ظل سعي الجانبين إلى إعادة صياغة العلاقة بعيداً عن إرث النظام السابق.

علاقات جديدة بين روسيا وسوريا

تشير التطورات الأخيرة إلى توجه مشترك بين موسكو ودمشق لإعادة ضبط العلاقات وفق أسس واقعية تأخذ في الاعتبار التغيرات العميقة في المشهد السوري، وحاجة روسيا إلى تعزيز حضورها الإقليمي في ظل التحديات الدولية التي تواجهها.

وفي المقابل، تسعى القيادة السورية إلى بناء علاقات خارجية متوازنة، تعزز استقلال القرار الوطني، وتفتح مجالات جديدة للشراكات السياسية والعسكرية.

اقرأ أيضًا: عاصفة الاعتراف الدولي بفلسطين.. هل تنعكس على مفاوضات الهدنة في غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى