بعد زيارة بن فرحان.. هل دخلت سوريا والسعودية مرحلة الشراكة الاستراتيجية؟

في تحول إقليمي لافت، أعلنت السعودية وسوريا عن انطلاقة جديدة في العلاقات الثنائية، عقب زيارة رسمية أجراها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة السورية، على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى.

الزيارة التي جاءت بعد تخفيف نسبي للعقوبات الدولية المفروضة على سوريا، تفتح الباب واسعاً أمام شراكة استراتيجية جديدة بين البلدين، يُتوقع أن تعيد رسم ملامح السياسة والاقتصاد في المنطقة.

دعم السعودية لـ سوريا

قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، إن بلاده تدخل مرحلة قوية من التعاون مع السعودية، مشيراً إلى أن الوفد الزائر ناقش ملفات متعددة مع الجانب السوري.

وأكد الشيباني أن الدعم السعودي جاء في “لحظة حرجة” يحتاج فيها السوريون إلى هذا النوع من المساندة، معتبراً أن تخفيف العقوبات الدولية ساعد الحكومة على البدء بتحسين مستوى الخدمات.

كما شدد على أن التعاون الاستثماري مع السعودية “سيساهم في خلق فرص عمل جديدة للسوريين”.

رسالة وزير خارجية السعودية خلال زيارته لـ سوريا

من جانبه، أوضح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن زيارته إلى دمشق تأتي تنفيذاً لتوجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أمر بتقديم كافة أشكال الدعم والإسناد لسوريا في هذه المرحلة.

وأضاف: “نتطلع لتعزيز الشراكة بين دمشق والرياض”، مشيراً إلى أن المملكة تثمّن إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن تخفيف العقوبات على سوريا، وتعتبره خطوة إيجابية نحو استعادة دور سوريا الإقليمي.

دعم سعودي قطري للقطاع العام السوري

أبرز ما كشفت عنه الزيارة، هو إعلان الوزير السعودي عن دعم مالي مشترك بين السعودية وقطر للعاملين في القطاع العام السوري، وهو تطور يعتبر الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من عقد.

وقال بن فرحان إن هذا الدعم يأتي في إطار مساعي “دعم الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة”، مؤكداً أن “سوريا تمتلك الكثير من الفرص والقدرات التي تؤهلها للنهوض من جديد”.

الشرع يجتمع بوزير خارجية السعودية

التقى الوفد السعودي بالرئيس السوري أحمد الشرع، حيث جرى استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي، وملف إعادة بناء المؤسسات الحكومية.

وأكد بن فرحان أن المملكة “تحرص على سيادة سوريا واستقلالها”، وستظل “في مقدمة الدول التي تقف إلى جانب الشعب السوري”، مشيراً إلى أن السعودية تريد رؤية سوريا “في موقعها الطبيعي ودورها الإقليمي”.

 جلسات عمل بين وفود سوريا والسعودية

إلى جانب اللقاءات السياسية، عقد الوفد الاقتصادي السعودي جلسة مشاورات مع نظرائهم السوريين، بحثوا خلالها سبل دعم الاقتصاد السوري وتعزيز قدرات الدولة على تقديم الخدمات الأساسية، إضافة إلى تحفيز الاستثمار المشترك في قطاعات البنية التحتية والطاقة والنقل.

دلالات سياسية واقتصادية لزيارة بن فرحان

زيارة بن فرحان إلى دمشق تحمل دلالات أبعد من مجرد تطبيع العلاقات، فهي تمثل بداية اندماج سوريا تدريجياً في محيطها العربي، على خلفية تفاهمات إقليمية شملت ملفات شائكة في اليمن والعراق ولبنان.

وتأتي هذه الخطوة السعودية بعد تقاربها مع إيران وتهدئة الملفات الساخنة في المنطقة، ما يعكس رغبة واضحة في إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية، وإطلاق مرحلة جديدة عنوانها: الاستقرار والتنمية.

هل تنجح الشراكة الجديدة بين سوريا والسعودية

في ظل الانفتاح السعودي، والدعم القطري، والمؤشرات الغربية على تخفيف العقوبات، تُطرح تساؤلات حول مدى قدرة سوريا على استثمار هذه اللحظة السياسية لإعادة بناء مؤسساتها، واستعادة مكانتها في النظام العربي.

ويرى مراقبون أن الدعم الخليجي، وخاصة في مجالات الطاقة والإدارة والموارد، سيكون عاملاً حاسماً في إخراج سوريا من أزمتها المركبة، شريطة أن تقترن الشراكة الاقتصادية بإصلاحات سياسية تضمن الاستقرار الداخلي.

اقرا أيضا

عودة الموظفين الشرفاء في سوريا.. مصالحة إدارية أم مناورة سياسية؟

زر الذهاب إلى الأعلى