بعد سنوات من القطيعة.. السعودية تمنح المستثمرين الضوء الأخضر لزيارة سوريا واستكشاف الفرص

في خطوة وصفت بأنها تحول نوعي في مسار العلاقات الاقتصادية بين السعودية وسوريا بعد سنوات من التجميد الرسمي، أعلنت سفارة المملكة في دمشق، اليوم الثلاثاء، عن فتح الباب أمام رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين والسوريين للحصول على تراخيص سفر خاصة، تتيح لهم تبادل الزيارات واستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين.

نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين الرياض ودمشق

وجاء في بيان السفارة، عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، أن هذه الخطوة تهدف إلى تمكين المستثمرين من الجانبين من بناء علاقات اقتصادية قوية، وتطوير التعاون في مجالات متعددة، لا سيما مع تصاعد الانفراجات السياسية والدبلوماسية بين السعودية وسوريا خلال الأشهر الأخيرة.

وتابعت السفارة: “تهدف التراخيص الجديدة إلى تنشيط الحركة التجارية، وتوسيع الشراكات الاستثمارية بما يخدم المصالح المشتركة ويدفع بعجلة التنمية الاقتصادية”.

وبذلك، تتخذ المملكة خطوة عملية تجاه استئناف التعاون مع سوريا، بعد تعليق السفر منذ عام 2015 بسبب التوترات الأمنية التي كانت تشهدها البلاد حينها.

خطوات تقديم الطلبات للمستثمرين

وأوضحت السفارة آليات التقديم للحصول على تراخيص السفر، حيث يمكن للمستثمرين السعوديين التقديم إلكترونيا عبر الرابط الرسمي:
https://travelpermit.mc.gov.sa/Requests/NewRequest

فيما يتوجب على المستثمرين السوريين التوجه مباشرة إلى مقر السفارة السعودية في دمشق لاستكمال إجراءاتهم.

وتفتح هذه الخطوة المجال أمام رجال الأعمال للتواصل المباشر، واستكشاف فرص السوق في قطاعات متعددة مثل الطاقة، العقارات، الزراعة، الصناعة، والخدمات.

لقاء رفيع بين رجال أعمال سعوديين والرئيس السوري

وتزامن هذا التطور مع زيارة وفد سعودي رفيع من رجال الأعمال إلى دمشق خلال الأيام الماضية، حيث استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع الوفد الذي ضم شخصيات اقتصادية بارزة مثل محمد أبو نيان وسليمان المهيدب.

وعقد اللقاء في قصر الشعب، وركز على مناقشة آفاق التعاون الاستثماري بين البلدين.

وأشارت رئاسة الجمهورية العربية السورية، في بيان رسمي على منصة “إكس”، إلى أن النقاشات بين الطرفين تناولت سبل تطوير الشراكات الاقتصادية الثنائية، واستكشاف مجالات التعاون ذات الأولوية التي تواكب متطلبات مرحلة إعادة الإعمار والتنمية في سوريا.

سياق سياسي واقتصادي متغير

ويمثل الإعلان عن تراخيص السفر خطوة رمزية وعملية باتجاه تطبيع اقتصادي تدريجي بين البلدين، يعكس توجها سعوديا نحو إعادة رسم خارطة التعاون الإقليمي على أسس المصالح المشتركة. كما يأتي متزامنا مع تحركات دبلوماسية أوسع تشهدها المنطقة، في ظل سعي العديد من الدول العربية إلى إعادة دمج سوريا تدريجيا في المنظومة الإقليمية.

ويرى مراقبون أن هذا الانفتاح قد يكون مقدمة لعودة الاستثمارات الخليجية إلى السوق السورية، خاصة في ظل توقعات بتحسن المناخ الأمني نسبيا، وبدء عدد من المشاريع الاقتصادية المشتركة مستقبلا.

اقرأ أيضا.. إيران بلا ماء أو كهرباء.. ماذا يحدث في أرض آيات الله؟

زر الذهاب إلى الأعلى