بعد صراعها مع إسرائيل.. هل تسلمت إيران منظومة الدفاع الجوي الصينية HQ-9B؟
تزايدت التكهنات مؤخرًا بشأن قيام الصين بتزويد القوات المسلحة الإيرانية بمنظومات دفاع جوي متطورة، في ظل تقارير أفادت بإمداد طهران بمنظومات صينية جديدة، بعد أسبوعين فقط من انتهاء جولة من التصعيد العسكري مع إسرائيل دامت 12 يومًا، شنت خلالها تل أبيب ضربات جوية مكثفة ضد أهداف داخل إيران.
إيران تستهدف تعزيز قدرات الدفاع الجوي بعد حربها مع إسرائيل
وتضع طهران الآن تعزيز قدرات دفاعها الجوي الأرضية، إلى جانب رفع جاهزية قواتها الصاروخية والطائرات المسيّرة، على رأس أولوياتها الاستراتيجية.
مظلة جوية أكثر تطورًا
لم تكن إيران، حتى وقت قريب، تمتلك منظومات دفاع جوي صينية حديثة. فقد اعتمدت على مزيج من المنظومات السوفييتية من طراز S-200، والروسية من طراز S-300PMU-2، إلى جانب منظومتها المحلية “باور 373”. وتختلف التقديرات حول أداء هذه المنظومات، حيث أعلنت مصادر إيرانية رسمية أنها نجحت في إسقاط أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز F-35، ثلاث منها باستخدام منظومة “باور 373”.
إلا أن هذه الادعاءات قوبلت بالتشكيك من قبل مصادر إسرائيلية وغربية، رغم أن تقارير سابقة أشارت إلى المخاطر العالية التي تواجهها مقاتلات الشبح F-35 عند تنفيذ عمليات اختراق عميقة في أجواء خصوم يمتلكون دفاعات نشطة.
حتى لو صحّت الرواية الإيرانية، فإن الخسائر تظل محدودة نسبيًا بالمقارنة مع كثافة الدفاعات الجوية الإيرانية، وضعف قدرات F-35 الحالية على تدمير الرادارات (لغياب صواريخ مضادة للإشعاع قبل تحديث “بلوك 4”)، بالإضافة إلى اتساع العمق الجغرافي الذي اخترقته هذه المقاتلات.
- نظام باور 373 الدفاعي الإيراني
القيود الروسية .. والفرص الصينية
رغم تفوق منظومة S-300PMU-2 مقارنة بـ”باور 373″، إلا أنها تعود إلى أكثر من عقدين، ولم تعد على رأس التقنيات الحديثة.
وعلى الرغم من مزاعم سابقة بأن إسرائيل نجحت في تدمير جميع منظومات S-300 الإيرانية خلال غارات أكتوبر 2024، فإن ظهور هذه المنظومات في عرض عسكري بعد أشهر قليلة شكّك في صحة تلك المزاعم.
وفي ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا وتوتراتها المستمرة مع الناتو، تقلصت قدرتها على تصدير منظومات متطورة مثل S-400 وS-500، ما فتح الباب واسعًا أمام بكين لتسد هذا الفراغ.
HQ-9B .. الخيار الصيني بعيد المدى
تُعد منظومة HQ-9B الصينية النسخة الأحدث من منظومات الدفاع الجوي طويلة المدى خارج روسيا، وهي مصممة بدرجة عالية من القدرة على المناورة والنشر السريع، حيث تعتمد على شاحنات متحركة لحمل المنصات والرادارات ووحدات القيادة، مما يعزز فرصها في البقاء والنجاة من الضربات الاستباقية.
ويُعتقد على نطاق واسع أن تطور الصناعات الإلكترونية والرادارية في الصين يمنح HQ-9B ميزات تقنية تتفوق بها على نظيراتها الروسية في بعض المجالات. وقد تم تطوير عدة نسخ من المنظومة، وتم تصديرها إلى دول عدة، منها باكستان، تركمانستان، أوزبكستان، والمغرب.
- HQ-9 الصيني
قدرات متقدمة .. لكن التحديات مستمرة
توفر منظومة HQ-9B تغطية شاملة بزاوية 360 درجة، بمدى اشتباك يصل إلى 250 كيلومترًا، ما يسمح لها بتأمين مساحات هائلة تصل إلى 200 ألف كيلومتر مربع لكل بطارية.
كما تستخدم المنظومة صواريخ متعددة الطبقات توفر دفاعًا متدرجًا، وقد خضعت لاختبارات مكثفة ضد صواريخ بالستية وهجمات إلكترونية.
لكن رغم هذه القدرات، فإن تأثير المنظومة في تعزيز حماية المجال الجوي الإيراني سيظل محدودًا، في ظل غياب مقومات الدعم الجوي المتكامل مثل مقاتلات الجيل الخامس، وطائرات الإنذار المبكر والتحكم الجوي (AEW&C)، ما يجعل الدفاعات الإيرانية أكثر عرضة للإجهاد في حال تعرضت لهجمات منسقة متعددة المحاور.
التحول نحو الصين بديل آمن لإيران
التحول المحتمل نحو الاعتماد على الدفاعات الجوية الصينية يمثل خيارًا منطقيًا لإيران في ظل تعقيدات الحصول على أنظمة روسية متقدمة.
وإذا تأكدت تقارير تزويد طهران بمنظومة HQ-9B، فإن ذلك سيشكل تطورًا نوعيًا في قدراتها الدفاعية، لكنه لن يكون كافيًا لتأمين تفوق جوي كامل في منطقة تتغير توازناتها بسرعة.
اقرأ أيضًا: من يمتلك اليد الطولى في أسطول الغواصات بالشرق الأوسط؟ دولة عربية تتسيد هذا السلاح