بعد صفقة الـ100 مليار دولار.. هل يتغير ترتيب الجيش السعودي عالميًا؟

في خطوة تُعد من الأكبر في تاريخ التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، تتجه الرياض نحو إبرام صفقة تسليح ضخمة مع واشنطن تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار لزيادة قدرات الجيش السعودي.

تأتي هذه الصفقة في ظل سعي المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية وتحديث ترسانتها العسكرية، لكن يبقى السؤال: هل ستؤثر هذه الصفقة على ترتيب الجيش السعودي في التصنيفات العالمية؟

إعلان

تفاصيل صفقة الـ100 مليار دولار

وفقًا لتقارير إعلامية، تشمل الصفقة المرتقبة مجموعة واسعة من الأنظمة العسكرية المتقدمة، منها:

طائرات نقل من طراز “سي-130”

طائرات مسيرة متطورة من نوع “إم كيو-9 بي”

أنظمة دفاع جوي وصاروخي

أجهزة رادار متقدمة

طائرات مقاتلة من طراز “إف-15”

وتُشارك في تنفيذ هذه الصفقة شركات أمريكية كبرى مثل “لوكهيد مارتن”، “بوينغ”، “رايثيون تكنولوجيز”، و”جنرال أتوميكس”.

الجيش السعودي في التصنيفات العالمية

بحسب تصنيف “غلوبال فاير باور” لعام 2025، يحتل الجيش السعودي المرتبة الثانية عربيًا والـ24 عالميًا، ويعتمد هذا التصنيف على أكثر من 60 عاملًا، منها القدرات العسكرية، والموارد المالية، والتكنولوجيا، واللوجستيات.

هل ستؤثر الصفقة على ترتيب الجيش السعودي؟

بينما تُعزز الصفقة القدرات العسكرية للمملكة، إلا أن تأثيرها على الترتيب العالمي قد يكون محدودًا على المدى القصير.

ذلك لأن التصنيفات تأخذ في الاعتبار عوامل متعددة، وليس فقط حجم الإنفاق العسكري، ومع ذلك، فإن التحديث المستمر للترسانة العسكرية قد يُساهم في تحسين ترتيب الجيش السعودي مستقبلًا.

تمثل صفقة الأسلحة الجديدة خطوة استراتيجية للمملكة العربية السعودية في تعزيز قدراتها الدفاعية، ورغم أن تأثيرها على الترتيب العالمي قد لا يكون فوريًا، إلا أنها تُعزز من مكانة الجيش السعودي إقليميًا وتُعطيه دفعة نحو التحديث والتطوير المستمر.

ويرى المحللون العسكريون أن الصفقة بعد تسلميها للرياض فإنه من الممكن أن تتقدم مركزا أو اثنين عالمياً وفقاً لتقرير موقع جلوبال فاير باور العالمي.

أول صفقة في عهد ترامب الجديد

عقدت المملكة صفقة صواريخ موجهة بالليزر بـ100 مليون دولار في مارس 2025، عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن صفقة تشمل 2000 نظام صاروخي موجه بالليزر من طراز “APKWS”.

ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة سابقة إلى المملكة العربية السعودية – أرشيفية

ويعد هذا النوع من الأسلحة من بين الأنظمة الدقيقة التي تُستخدم لاستهداف الأهداف الجوية والسطحية بدقة عالية، ما يعزز القدرات الهجومية الدقيقة للجيش السعودي.

وكشفت وكالة “رويترز” عن استعداد الولايات المتحدة لعرض حزمة جديدة من صفقات الأسلحة على السعودية بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار، تشمل: طائرات نقل متطورة، ومسيّرات هجومية واستطلاعية، بجانب أنظمة صاروخية ورادارات متقدمة.

السعودية تشتري “ثاد” .. أقوى أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية

من أبرز الأمثلة على هذه الشراكة الراسخة اقتناء أنظمة دفاع جوي أمريكية متطورة ردًا على التهديدات المتزايدة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في المنطقة.

في عام 2017، وقّعت المملكة العربية السعودية اتفاقية تاريخية لشراء نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية الطرفية (ثاد) من شركة لوكهيد مارتن، في صفقة قُدّرت قيمتها بـ 15 مليار دولار .. وتم إضفاء الطابع الرسمي على هذه الاتفاقية لاحقًا في عام 2018، وبدأ تسليم المكونات في السنوات اللاحقة.

بالإضافة إلى نظام ثاد، لطالما كانت المملكة العربية السعودية مشغلًا لنظام الدفاع الجوي والصاروخي MIM-104 باتريوت من صنع شركة رايثيون. ومع مرور الوقت، قامت المملكة العربية السعودية بتحديث مخزونها من نظام باتريوت ليشمل نسخة PAC-3 (باتريوت ذو القدرة المتقدمة 3)، التي توفر فعالية أكبر ضد الصواريخ الباليستية التكتيكية والتهديدات الجوية المتقدمة.

السعودية تسعى للحصول على المقاتلة الشبحية F-35

سيعزز امتلاك السعودية لطائرة F-35 بشكل كبير قوتها الجوية، التي تعتمد حاليًا على منصات قديمة مثل F-15 Eagle و Eurofighter Typhoon.

الطريق للحصول على طائرة F-35 محفوف بالعقبات، ويرجع ذلك أساسًا إلى التزامات السياسة الأمريكية تجاه التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.

فبموجب القانون الأمريكي، يجب أن تضمن مبيعات الأسلحة لدول الشرق الأوسط حفاظ إسرائيل على تفوق تكنولوجي وعملياتي على جيرانها.

وإذا ما حصلت المملكة على المقاتلة الشبحية F-35 فإنها ستحدث نقلة نوعية وفورية في ترتيب الجيش السعودي عالمياً، كما أنها ستكون إضافة قوية للقوات الجوية الملكية.

وتعد أي خطوة لبيع طائرات إف-35 إلى المملكة العربية السعودية تتطلب دراسة متأنية من قبل الكونغرس الأمريكي، الذي دأب على التدقيق في صفقات الأسلحة مع الدول العربية لضمان الامتثال لمتطلبات التفوق العسكري النوعي.

إقرأ أيضاً .. بعد وصول الصاروخ اليمني لقلب تل أبيب.. منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية عاجزة أمام الحوثيين

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى