بعد صمت الصواريخ.. هل تعود إيران وأمريكا إلى طاولة المفاوضات النووية؟

بعد أسابيع من التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وما تبعه من تدخل أمريكي مباشر لفرض هدنة هشة، عاد الحديث مجددًا عن مفاوضات بين طهران وواشنطن لبحث مستقبل الملف النووي الإيراني، في ظل تصريحات أمريكية تشير إلى وجود تواصل غير مباشر و”مؤشرات إيجابية” قد تمهّد لعودة المسار الدبلوماسي المتوقف.

وقال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، إن المباحثات غير المباشرة مع إيران باتت أكثر “جدية”، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي التوتر النووي ويفتح صفحة جديدة مع طهران.

وأوضح ويتكوف في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” أن “هناك بالفعل قنوات تواصل مباشرة وغير مباشرة عبر وسطاء موثوقين”، مضيفًا: “نحن نسعى لاتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران ويزيل مخاوفنا النووية”.

هدنة مؤقتة تمهّد للدبلوماسية بين واشنطن وطهران

دخل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ عقب وساطة أمريكية مباشرة، بعد قصف متبادل استمر أيامًا. وكانت إسرائيل قد بدأت سلسلة غارات جوية في 13 يونيو استهدفت مواقع عسكرية إيرانية، ردّت عليها طهران بهجوم صاروخي طال قاعدة أمريكية في قطر، ما دفع واشنطن للتدخل لوقف التصعيد.

ويرى مراقبون أن هذا “الصمت العسكري المؤقت” قد يشكّل فرصة نادرة لعودة الدبلوماسية، خصوصًا في ظل ضغوط إقليمية ودولية لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة.

مفاوضات معلقة بين واشنطن وطهران

شهد شهر أبريل الماضي انطلاقة جديدة لمحادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، بهدف صياغة إطار دبلوماسي بديل للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب عام 2018.

وبحسب تقارير تسعى واشنطن لضمانات تُبقي إيران بعيدًا عن امتلاك سلاح نووي، فيما تطالب طهران برفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية وضمانات قانونية تمنع تكرار الانسحاب الأمريكي.

لكن الحرب التي اندلعت مؤخرًا أوقفت هذه المحادثات، مع تصاعد التوتر الإقليمي، وتوجيه اتهامات متبادلة بشأن التحريض على التصعيد في سوريا ولبنان.

البرنامج النووي في قلب النزاع

لا تزال قضية البرنامج النووي الإيراني نقطة الاشتباك الأساسية بين طهران وخصومها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وإسرائيل.

فبينما تصر إيران على أن برنامجها سلمي ويخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتهمها تل أبيب بالسعي سرًا نحو تطوير قنبلة نووية، وتستخدم هذه الذريعة لتبرير الضربات العسكرية.

وتُعد إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك ترسانة نووية، لكنها ليست طرفًا في معاهدة حظر الانتشار النووي، بعكس إيران التي تخضع رسميًا لمراقبة دولية، رغم تراجعها تدريجيًا عن بعض بنود الاتفاق النووي السابق.

هل تستأنف المحادثات بين واشنطن وطهران؟

رغم التفاؤل الحذر الذي أبداه المبعوث الأمريكي، إلا أن الطريق نحو استئناف المفاوضات لا يزال معقدًا. إذ ترفض طهران أي شروط مسبقة، وتطالب بوقف كامل للأنشطة العسكرية ضدها في سوريا والعراق، بالإضافة إلى ضمانات سياسية أمريكية بعدم الانسحاب من أي اتفاق مستقبلي.

وفي المقابل، تواجه إدارة ترمب ضغوطًا داخلية من الكونغرس وأطراف إقليمية – خاصة إسرائيل ودول خليجية – تدعو إلى عدم تقديم أي تنازلات قد تسمح بعودة إيران إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة.

استئناف مرتقب أم تجميد طويل؟

مع استمرار التهدئة الهشة، تتزايد التوقعات بأن تعود واشنطن وطهران إلى طاولة التفاوض في الأسابيع المقبلة، ربما عبر وسطاء مثل سلطنة عمان أو دولة قطر، الذين لعبوا أدوارًا مشابهة في مفاوضات سابقة.

لكن أي انفجار جديد على الأرض، سواء عبر جبهة حزب الله أو الميليشيات العراقية أو حتى الداخل الإيراني، قد يعيد المنطقة إلى مربع المواجهة، ويقضي على أي أمل في التوصل إلى تسوية دبلوماسية.

اقرأ أيضا

يكفي لـ10 قنابل نووية.. كيف نجحت إيران في حماية اليورانيوم المخصب من هجمات إسرائيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى