بعد ضرب أمريكا لإيران.. أول دولة خليجية تصدر قرارا عاجلا بتفعيل خطط الطوارئ

في تطور ملحوظ يعكس حجم التوتر الإقليمي، أعلنت مملكة البحرين، اليوم الأحد، تفعيل نظام العمل عن بُعد بنسبة 70% في الوزارات والأجهزة الحكومية، باستثناء القطاعات التي يتطلب عملها الحضور الشخصي أو التي لديها خطط طوارئ خاصة.

وجاء القرار استجابة للتطورات الأمنية غير المسبوقة في المنطقة، عقب الهجوم الأمريكي الذي استهدف مواقع نووية إيرانية.

ونقلت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) عن جهاز الخدمة المدنية أن القرار يأتي “بما تقتضيه السلامة العامة”، وسيدخل حيز التنفيذ فورا وحتى إشعار آخر، في خطوة احترازية تُظهر القلق الرسمي من تداعيات التصعيد المتسارع بين إيران والولايات المتحدة.

البحرين تُفعّل التعليم الرقمي تحسبا لأي تصعيد

وكجزء من الخطة الوطنية للتعامل مع التطورات الأمنية، أصدرت وزارة التربية والتعليم البحرينية تعليماتها إلى كافة المؤسسات التعليمية، الحكومية والخاصة، بتفعيل المنصات الرقمية لضمان استمرارية التعليم، في إجراء وقائي يعكس الترقب الشديد في الأوساط الرسمية لأي تطورات عسكرية قد تمس أمن واستقرار دول الخليج.

الوضع الخليجي.. ترقب، وقائية، وخوف من توسّع الصراع

ويرى محللون أن هذا القرار البحريني يُعد أول مؤشر على أن الدول الخليجية بدأت فعليا في تفعيل خطط الطوارئ المدنية والعسكرية، خاصة مع غموض المدى الذي يمكن أن يبلغه الرد الإيراني، سواء عبر الوكلاء أو عبر الجيش النظامي.

ترامب يعلن: ضربنا فوردو ونطنز وأصفهان بنجاح… والجيش الإسرائيلي يشارك في الضربات

وقد بلغ التصعيد الإقليمي ذروته صباح الأحد، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته على “تروث سوشيال”، تنفيذ هجوم “ناجح للغاية” على ثلاث منشآت نووية إيرانية بارزة: فوردو، نطنز، وأصفهان.

وأضاف: “الآن هو وقت السلام”، بعد أن “تمّت المهمة بنجاح وعادت الطائرات سالمة”، في إشارة إلى قاذفات “B-2” التي نفذت الهجوم.

ووصف ترامب منشأة فوردو بأنها “انتهت”، مؤكدا أن العملية استهدفت البنية النووية الأكثر تحصينا في إيران. ويُشار إلى أن فوردو بُنيت داخل جبل وتعتبر واحدة من أكثر المواقع صعوبة في الاستهداف التقليدي.

وبالتزامن، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن ضربات جوية على أهداف عسكرية في غرب إيران، شملت منصات صواريخ كانت معدة للإطلاق تجاه إسرائيل، إضافة إلى مواقع للبنية النووية وعناصر من الحرس الثوري الإيراني.

هدف العملية: إضعاف البرنامج النووي الإيراني وتأخير تطوير السلاح

ووفقا لتقارير أمريكية وإسرائيلية، فإن الهدف الاستراتيجي من الضربات يتمثل في إضعاف القدرات النووية الإيرانية وتأخير تطوير سلاح نووي إيراني لما لا يقل عن سنتين إلى ثلاث سنوات. وعلى الرغم من أن بعض المنشآت لم تُدمر كليا، إلا أن الضربة وصفت بأنها “أبعدت إيران عن العتبة النووية”، بحسب تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر.

ويشير الخبراء إلى أن الضربات ركزت على مراكز التخصيب الحيوية ومواقع تخزين اليورانيوم، خصوصا المنشأة الواقعة قرب أصفهان، والتي يُعتقد أنها تحتضن جزءا كبيرا من المخزون الإيراني شبه الجاهز للاستخدام العسكري.

إيران.. ردود سياسية وتهديدات مفتوحة ضد المصالح الأمريكية

وفي أول رد رسمي، نقل التلفزيون الإيراني عن مصادر أمنية قولها إن “كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح الآن هدفا مشروعا”، في تهديد مباشر بفتح جبهات انتقامية ضد المصالح الغربية.

اقرأ أيضا.. أمريكا تتدخل في الحرب وتقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية.. فوردو ونطنز وأصفهان

ومن جانبه، قلل مهدي محمدي، مستشار رئيس البرلمان الإيراني، من آثار الضربة، مؤكداً أن “المواقع الثلاثة لم تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها”، بينما حافظ الخطاب السياسي الرسمي على لهجة حادة، محملاً واشنطن وتل أبيب مسؤولية التصعيد.

رسالة الحرب والسلام..ترامب يهاجم ويدعو للتفاوض

فيما بدا تناقضا سياسيا، أطلق ترامب دعوة لإيران لوقف الحرب والعودة إلى التفاوض، بعد دقائق فقط من تبنيه هجوما وصفه بأنه “الأقوى على المنشآت النووية الإيرانية”. ويرى مراقبون أن هذا الخطاب المزدوج يعكس استراتيجية أمريكية تحاول فرض واقع تفاوضي جديد بعد استخدام القوة، دون التورط في حرب شاملة.

زر الذهاب إلى الأعلى