سياحة

بعد عقد من الإنشاء ومليار دولار تكلفة.. المتحف المصري الكبير يستقبل 4 آلاف زائر 

يفتح المتحف المصري الكبير، وهو مشروع ضخم مذهل بالقرب من أهرامات الجيزة الشهيرة، أبوابه للتشغيل التجريبي يوم الأربعاء، وفقا للجارديان.

يفتح المتحف المصري الكبير، وهو مشروع ضخم مذهل بالقرب من أهرامات الجيزة الشهيرة، أبوابه للتشغيل التجريبي يوم الأربعاء، وفقا للجارديان.

يمثل هذا الحدث الذي طال انتظاره الظهور الجزئي لمعارضه الرئيسية، والتي تعرض 12 قاعة مليئة بالقطع الأثرية المصرية القديمة. يهدف المتحف، الذي كان قيد الإنشاء لأكثر من عقد من الزمان وتجاوزت تكاليفه مليار دولار، إلى تقديم لمحة عن التراث الغني لمصر أثناء الاستعداد لافتتاحه الرسمي. ستشهد الفترة التجريبية 4000 زائر، مما يوفر رؤى حاسمة حول عمليات المتحف وتجربة الزائر.

عقد من الترقب

بحسب خاص عن مصر، واجه بناء المتحف المصري الكبير العديد من التأخيرات، بما في ذلك الانتكاسات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وعلى الرغم من هذه العقبات، يظل المشروع شهادة على طموح مصر لعرض عجائبها الأثرية.

ستعرض المجموعة الضخمة للمتحف، والتي من المقرر أن تكون الأكبر في العالم، أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من الحضارة المصرية القديمة. وفي حين لا يزال التاريخ الدقيق للافتتاح الرسمي غير معلوم، فإن الافتتاح الجزئي يمثل خطوة حاسمة نحو الترحيب بالزوار من جميع أنحاء العالم.

وأكد الطيب عباس، مساعد وزير الآثار المصري، أن هذا الافتتاح الجزئي سيساعد في ضبط العمليات ومعالجة القضايا المحتملة، مثل المناطق المزدحمة، مما يضمن تجربة أكثر سلاسة للزوار عند افتتاح المتحف بالكامل. ووفقًا لعباس، فإن التشغيل التجريبي أمر بالغ الأهمية لفهم كيفية عمل المتحف على نطاق أوسع.

المتحف المصري الكبير – الجارديان

استكشاف مصر القديمة من خلال 12 قاعة

تستكشف القاعات الـ 12 التي تم افتتاحها حديثًا في المتحف جوانب مختلفة من الحياة المصرية القديمة، من الهياكل المجتمعية والمعتقدات الدينية إلى الروايات التفصيلية لتاريخ مصر الأسري. تم ترتيب هذه القاعات حسب السلالات والترتيب التاريخي، مما يوفر سردًا يمتد عبر عدة فترات رئيسية في التاريخ المصري، بما في ذلك المملكة القديمة والمملكة الوسطى والمملكة الحديثة والفترة المتأخرة والفترة اليونانية الرومانية.

أٌقرا أيضا.. المتحف المصري الكبير بالقاهرة يفتتح أبوابه بعد انتظار دام 11 عامًا

من بين أبرز القاعات، قاعة مخصصة لـ “نخبة الملك”، تعرض التماثيل والآثار التي كانت تنتمي إلى أفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين، بما في ذلك الجنود والكهنة وشخصيات الحكومة. تم تجهيز كل قاعة بعروض الوسائط المتعددة، مما يوفر فهمًا أعمق لأسلوب الحياة المصري القديم والمعتقدات الثقافية والتاريخ السياسي.

الواقع الافتراضي والتكنولوجيا المتقدمة تجلب التاريخ إلى الحياة

يعد استخدام المتحف للتكنولوجيا المتطورة أمرًا أساسيًا لتجربة الزائر. تستخدم إحدى القاعات الواقع الافتراضي لاستكشاف تطور ممارسات الدفن في مصر القديمة، مما يوفر للزوار رحلة ديناميكية وغامرة عبر الزمن.

أوضح عيسى زيدان، المدير العام للترميم الأولي ونقل الآثار بالمتحف، أن هذه التقنيات المتقدمة ليست مجرد عرض. وتهدف هذه الجولات إلى تثقيف وإشراك الزوار، وخاصة الجمهور الأصغر سنًا، حول عظمة الحضارة المصرية القديمة.

 

قال زيدان: “المتحف ليس مكانًا لعرض الآثار فحسب، بل يهدف أيضًا إلى جذب الأطفال للتعرف على التاريخ المصري القديم”. وأضاف أن المتحف “هدية للعالم أجمع” وسيعمل كمركز للتعليم الثقافي والحفاظ على التراث التاريخي.

السائحون يشاركون انطباعاتهم

كانت الجولات المحدودة لبعض أقسام المتحف متاحة منذ أواخر عام 2022، مما يوفر لمحة خاطفة عن المعروضات الأكبر حجمًا القادمة. أشاد زوار مثل أود بورسيد، وهو سائح كندي، بالمتحف لمجموعته الواسعة وتجربة التعلم الغامرة التي يقدمها. وعلق بورسيد: “الحضارة المصرية مهمة بالنسبة لي وللعالم لمعرفة المزيد عنها”.

وبالمثل، أعرب خورخي ليكانو، وهو سائح من كوستاريكا، عن تقديره للتمثيل الشامل للمتحف للتاريخ المصري. “هناك الكثير من التاريخ هنا الذي لا نعرف عنه شيئًا، وخاصة القادمين من الجانب الآخر من العالم”، قال ليكانو، مسلطًا الضوء على إمكانات المتحف في تثقيف الناس وسد الفجوات الثقافية.

بينما يستعد المتحف لافتتاحه الكامل، تضع مصر نفسها كوجهة رئيسية للسياحة الثقافية. ومن المتوقع أن تجذب المعروضات الشاسعة والمتنوعة في المتحف الزوار من جميع أنحاء العالم، الحريصين على استكشاف تاريخ إحدى أقدم الحضارات وأكثرها تأثيرًا في العالم.

بينما لا يزال الكنز الكامل، بما في ذلك مجموعة توت عنخ آمون ذات الشهرة العالمية، مغلقًا في الوقت الحالي، فإن الافتتاح الجزئي للمتحف يعطي لمحة عما هو آت. بفضل التكنولوجيا الحديثة والعروض الغامرة وآلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن، أصبح المتحف المصري الكبير على أهبة الاستعداد ليصبح معلمًا ثقافيًا، يعرض تراث مصر القديم للعالم بطرق جديدة ومثيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى