بعد مقتل أبو خديجة واعتقال أم حسين..هل اقتربت شمس داعش من الغروب في العراق؟

في عملية نوعية، أعلنت الولايات المتحدة مقتل عبد الله مكي مصلح الرفاعي، المعروف باسم “أبو خديجة”، زعيم تنظيم داعش في العراق، وذلك بتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان.

هذه العملية جاءت بعد ملاحقة مكثفة، أسفرت عن مقتله مع أحد مرافقيه، مما يشكل ضربة موجعة للتنظيم الذي يسعى لإعادة ترتيب صفوفه بعد سلسلة من الانتكاسات.

اعتقال أم حسين

وبعد يوم واحد فقط، تمكنت أجهزة الاستخبارات العراقية من القبض على “أم حسين”، زوجة “أبو خديجة”، والتي تعتبر من الشخصيات البارزة في التنظيم.

هذه العملية لم تقتصر على اعتقالها فقط، بل شملت أيضًا عددًا من عناصر داعش الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات في مناطق مختلفة.

من هو “أبو خديجة” ؟

يُعد “أبو خديجة” أحد أبرز قادة داعش، إذ شغل منصب نائب الخليفة ووالي العراق وسوريا، كما كان مسؤولًا عن مكاتب العمليات الخارجية واللجنة المفوضة.

كان له دور محوري في إعادة بناء الشبكات الإرهابية، خاصة في شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق، وهي المناطق التي يسعى التنظيم لاستغلالها كملاذات آمنة بعد خسائره الكبيرة خلال السنوات الأخيرة.

وزارة الخارجية الأميركية كانت قد أدرجت “أبو خديجة” في قائمة الإرهابيين الدوليين في يونيو 2023، نظرًا لدوره في تهديد الأمن والاستقرار العالمي. ومع مقتله، يرى خبراء أن التنظيم تلقى ضربة مؤلمة، لكن هل تعني نهاية خطر داعش؟

هل انتهى تهديد داعش في العراق؟

رغم الضربات المتتالية التي تعرض لها داعش، إلا أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا أمنيًا في المنطقة، حسبما يري الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، الذي أكد أن “داعش لا يزال قادرًا على شن هجمات ونصب كمائن رغم خسائره”.

وفي النصف الأول من عام 2024، أعلن التنظيم مسؤوليته عن 153 هجومًا في العراق وسوريا، ما يشير إلى استمرار نشاطه العسكري رغم الضغوط الأمنية المكثفة.

ويرى محللون أن مقتل “أبو خديجة” يحدّ من قدرة التنظيم على إعادة ترتيب صفوفه، لكنه لا يعني القضاء عليه نهائيًا. ويعتمد داعش على تجديد قياداته بسرعة، مما يسمح له بمواصلة تهديده للمنطقة.

هل يمكن القضاء على داعش في العراق؟

وفق تقارير لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العراق وسوريا في مكافحة داعش. حيث أن التنظيم يسعى لاستغلال المناطق النائية، خاصة في سلسلة جبال حمرين شرقي العراق والمناطق الصحراوية غرب البلاد، حيث يستغل الطبيعة الجغرافية الصعبة لهذه المناطق للاحتماء من الضربات الجوية والقوات الأمنية.

ورغم إعلان العراق دحر التنظيم في 2017، ثم سقوط آخر معاقله في سوريا عام 2019، إلا أن خلايا داعش لا تزال تنشط في بعض المناطق، مستغلة الفراغات الأمنية والنزاعات الداخلية.

الولايات المتحدة، التي لا تزال تنشر نحو 2500 جندي في العراق ضمن التحالف الدولي، أكدت استمرارها في دعم العمليات الأمنية ضد داعش. إلا أن قدرة التنظيم على التأقلم مع الظروف الأمنية وإعادة ترتيب صفوفه تظل مصدر قلق كبير.

 الخلايا النائمة كلمة السر

بين الضربات الأمنية القوية التي يتلقاها داعش، والقدرة المستمرة على شن الهجمات، يرى متابعون أن داعش بات أضعف من أي وقت مضى، لكن استمرار تهديده يعتمد على مدى نجاح الحكومات في القضاء على خلاياه النائمة وتجفيف منابع تمويله. وحتى ذلك الحين، سيظل التنظيم يشكل خطرًا يجب التعامل معه بحذر وحزم.

اقرأ أيضا

بعد زيارة إسرائيل.. إسقاط علم سوريا ورفع راية الدروز فوق السويداء- ما دلالة ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى