انفجار بندر عباس .. كارثة جديدة لإيران هل تُشبه مرفأ بيروت؟

لقيَ ما لا يقل عن 25 شخصًا مصرعهم، وأُصيب أكثر من ألف آخرين جرَّاء انفجار هائل وقع في ميناء بندر عباس، أحد أهم الموانئ الإيرانية على مضيق هرمز، حسبما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
الانفجار، الذي وقع السبت في منطقة الشهيد رجائي، أثار حالة من الفوضى ودفع السلطات إلى إغلاق المدارس والمكاتب وتحذير السكان من تلوث الهواء بالمواد الكيميائية.
شحنة وقود صاروخي واء انفجار ميناء بندر عباس
في تطوُّر لافت، أفادت شركة “أمبري” البريطانية المتخصصة بإدارة المخاطر البحرية أن شحنة من وقود الصواريخ الصلب ربما تكون السبب الرئيسي وراء الانفجار.
وأوضحت الشركة بحسبب وسائل إعلام أن الميناء استقبل في مارس الماضي شحنة ضخمة من مادة بيركلورات الصوديوم، القادمة من الصين عبر السفينتين “جيران” و”غلبن”، مشيرة إلى أن المادة تستخدم في تصنيع وقود الصواريخ الباليستية.
تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” استند إلى بيانات تتبع السفن، أكد أن السفينة “جيران” رست بالفعل بالقرب من الموقع في الفترة ذاتها، مما يعزز احتمال وجود مواد خطرة في الميناء.
مأساة مرفأ بيروت تتكرر بميناء بندر عباس
أثار استمرار وجود الشحنة الكيميائية في الميناء الإيراني تساؤلات واسعة، خاصة بعد التجربة القاسية التي شهدها العالم مع انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
وذكرت تقارير إعلامية، منها ما نشرته مجلة “نيوزويك” وصحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن الشحنة كانت مخصصة للحرس الثوري الإيراني، وقدرت الكمية المنقولة بأنها كافية لتزويد أكثر من 260 صاروخاً متوسط المدى بالوقود.
تقول التقارير إن نحو ألف طن من بيركلورات الصوديوم كان بالإمكان تحويلها إلى 960 طنًا من أمونيوم بيركلورات، وهي المادة الأساسية المستخدمة في تصنيع وقود الصواريخ الصلب.
تحذيرات من التلوث الكيميائي بعد انفجار بندر عباس
بثت وسائل إعلام إيرانية لقطات تظهر تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود والبرتقالي فوق الميناء، فيما أكد شهود عيان ظهور دخان أحمر اللون قبيل الانفجار، ما يشير إلى انفجار مواد كيميائية خطرة.
كما حذرت السلطات من ارتفاع مستويات الأمونيا وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين في الهواء، مما دفع إلى إغلاق المنشآت العامة تحسباً لأي أخطار إضافية.
وأفادت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية أن الانفجار كان قوياً لدرجة تحطم النوافذ في دائرة قطرها عدة كيلومترات، فيما سُمع دويه في جزيرة قشم القريبة.
السلطات الإيرانية تحقق وسط تضارب الروايات
في أعقاب الحادث، ألقى مسؤولون إيرانيون باللوم على سوء تخزين المواد الكيميائية، دون الخوض في تفاصيل إضافية عن طبيعة المواد المخزنة.
وأمر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بفتح تحقيق شامل لمعرفة ملابسات الانفجار، فيما أكد وزير الداخلية أن الجهود لا تزال متواصلة للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى مناطق أخرى.
ويبقى الغموض يحيط بسبب الانفجار، وسط تزايد المؤشرات على تورط شحنة وقود صاروخي في وقوع الكارثة، مما قد تكون له تداعيات أمنية خطيرة داخل إيران وخارجها.
اقرأ أيضًا: فيديو انفجار ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس بإيران وإصابة 195 شخصًا حتى الآن