بعد موقف مصر الرافض لتصريحات ترامب.. ماذا ينتظر وزير الخارجية في أمريكا؟

توجه وزير خارجية مصر، السفير بدر عبد العاطي، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة رسمية تهدف إلى بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية الحساسة، وعلى رأسها موقف القاهرة من الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، خاصة في ظل التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بإعادة توطين لاجئين فلسطينيين في مصر والأردن.

ملفات شائكة على طاولة المحادثات

وذكرت وزارة الخارجية في بيان رسمي أن عبد العاطي سيلتقي عدداً من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونغرس، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، والتشاور بشأن التطورات الإقليمية.

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من إعلان مصر استضافتها قمة عربية طارئة في 27 فبراير لمناقشة التطورات الخطيرة في القضية الفلسطينية، وذلك بالتنسيق مع الدول العربية، بما في ذلك فلسطين التي تقدمت بطلب رسمي لعقد القمة.

مصر ترفض مقترح ترامب

كان عبد العاطي أول مسؤول مصري يعلن صراحة رفض القاهرة لمقترح ترامب بشأن نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، مؤكداً أن مصر ترفض أي حلول تتضمن إخراج الفلسطينيين من أراضيهم.

وشدد على ضرورة دعم جهود التعافي داخل قطاع غزة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث.

وفي السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالاً بنظيره المصري، أعرب خلاله عن تقديره لدور القاهرة في الوساطة بين إسرائيل وحماس، ودعمها لجهود وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

توتر في علاقات مصر وأمريكا

تأتي هذه التطورات في وقت حساس للعلاقات المصرية الأميركية، حيث أثارت مقترحات ترامب بشأن غزة ردود فعل غاضبة من مصر والأردن والفلسطينيين ودول عديدة حول العالم.

وأشارت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى أن الرفض المصري العلني يحمل دلالات سياسية مهمة، خاصة أن القاهرة انضمت في مايو 2024 إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

قمة مرتقبة بين السيسي وترامب

من المتوقع أن يعقد ترامب خلال الفترة المقبلة قمتين مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، في محاولة لبحث حلول واقعية لأزمة غزة.

ويرى مراقبون أن القاهرة وعمّان ستقدمان مقترحات عملية لتجنب التصعيد، في وقت تسعى فيه واشنطن للحفاظ على نفوذها في المنطقة وسط تنافس دولي متزايد.

وفي مكالمة هاتفية أجراها السيسي مع ترامب مؤخراً، أكد الرئيس المصري على أهمية التوصل إلى اتفاق سلام دائم في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يعول على دور الولايات المتحدة في تحقيق هذا الهدف.

كما وجه السيسي دعوة رسمية لترامب لزيارة مصر والمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية.

اقرأ أيضًا: بأجراس الكنائس وأصوات الأذان.. كيف ودعت مصر الآغا خان زعيم الطائفة الإسماعيلية؟