بعد ميناء الحديدة .. ما هي قدرات اسرائيل العسكرية على تنفيذ عمليات بعيدة المدى؟
نفذت اسرائيل أمس السبت أولى ضرباتها الجوية على اليمن، والتي استهدفت خلالها مدينة وميناء الحديدة، وذلك بعد مرور يومين من أول هجوم للحوثيين استهدف تل أبيب بطائرة مسيّرة إنتحارية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عقب عملية يوم السبت “في المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بضربهم، وسنفعل ذلك في أي مكان حيث يكون ذلك مطلوبا”، مشيراً إلى أن “دماء الإسرائيليين لها ثمن، لقد تم توضيح ذلك في لبنان وغزة واليمن وأماكن أخرى – إذا تجرأوا على مهاجمتنا، فستكون النتيجة مماثلة”.
وأدت الغارات التي تبناها الجيش الإسرائيلي السبت إلى مقتل وإصابة 90 شخصاً على الأقل، حيث استهدفت الغارات خزانات النفط بميناء الحديدة ومحطة كهرباء بجانب أهداف أخرى، وفق ما أفادت وسائل إعلام يمنية موالية لجماعة الحوثي.
قدرات اسرائيل على تنفيذ عمليات عسكرية بعيدة المدى
قطعت الطائرات الحربية الإسرائيلية لتنفيذ ضرباتها التي استهدفت مدينة وميناء الحديدة مسافة تبلغ 1800 كم وذلك بدعم من طائرات التزود بالوقود جوا.
وتعد اسرائيل من أولى دول منطقة الشرق الأوسط التي امتلكت قدرات وإمكانيات عسكرية تمكنها من تنفيذ عمليات بعيدة المدى خارج نطاق حدودها وموقعها الجغرافي، حيث كانت أول دولة في المنطقة تحصل على طائرات التزود بالوقود جوا من الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي ولازالت إلي هذا اليوم تحافظ علي إمتلاك هذه القدرات.
ويضم أسطول سلاح الجو الإسرائيلي حالياً نحو 7 طائرات للتزود بالوقود من طراز بوينج 707، والتي تستطيع تزويد كافة الطرازات من المقاتلات الإسرائيلية بجانب 7 طائرات تزود بالوقود تكتيكية من طراز KC-130 وتستطيع إمداد المروحيات بالوقود جوا.
وتعاقدت اسرائيل مؤخراً مع الولايات المتحدة الأمريكية على إقتناء طائرات تزود بالوقود جديدة من طراز KC-46 في صفقة عسكرية تقدر قيمتها بنحو مليار دولار على أن يبدأ تسليمها بداية العام المقبل لتحل محل الطائرات المتقادمة من طراز بوينج 707.
كما يُشغل سلاح الجو الإسرائيلي طائرات مقاتلة متعددة المهام ذات قدرة على التحليق لمسافات طويلة مثل مقاتلات F-15، والتي يصل مداها بالحمولة القصوى للوقود إلي 4450 كم، ومقاتلات الجيل الخامس الشبحية من طراز “F-35 “أدير”، اللتان شاركتا في الضربات الجوية التي استهدفت مدينة وميناء الحديدة باليمن.
بالإضافة لإمتلاك اسطول من غواصات “دولفين” ذات الدفع التقليدي بالديزل والكهرباء الألمانية الصنع، التي يمكن ان تتسلح بصواريخ جوالة من طراز “بوب آي” القادرة علي حمل رؤوس نووية تكتيكية وتمتلك مدي يصل إلي 1500 كم، بحسب تقرير لصحيفة صنداي تايمز البريطانية.
علاوة على ذلك، تمتلك اسرائيل مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية من عائلة صواريخ “أريحا”، وأحدثها صاروخ “أريحا 4” الذي تم اختباره مؤخرا وبحسب تقارير عبرية يعمل الصاروخ على ثلاثة مراحل ويستطيع حمل رؤوس حربية متشظية، وتبدأ مدايات صواريخ أريحا من 1500 حتى 5000 كم، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وتعمل اسرائيل أيضاً على تطوير وتصنيع طرازات متنوعة من المسيرات الإنتحارية ذات القدرة على التحليق لمسافات بعيدة أو كما يطلق عليها “الذخائر المتسكعة”، مثل مسيرات “هاربي” و”هاروب” بمدايات تبلغ 1000 كم، والتي يمكن إطلاقها من حاويات مثبتة من على متن القطع البحرية.
عمليات اسرائيلية سابقة بعيداً عن نطاقها الجغرافي
الجدير بالذكر أن إسرائيل سبق وأن نفذت عمليات بعيدة المدى، خارج نطاقها الجغرافي، اعتماداً على قدراتها العسكرية الذاتية، مثل عملية قصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة “حمام الشط” التونسية في عام 1985، والتي أطلق عليها اسم عملية “الساق الخشبية”، وعملية استهداف المفاعل النووي العراقي في عام 1981، بالإضافة لعملية إستهداف مجمع اليرموك للصناعات الدفاعية بالعاصمة السودانية الخرطوم في عام 2012.