بعد 5 أعوام من الارتفاع.. تراجع الأسهم السعودية في رمضان ينهي سلسلة الأداء الإيجابي

أنهت الأسهم السعودية شهر رمضان لعام 2025 على وقع تراجع ملحوظ بنسبة 0.72%، لتستقر عند مستوى 12,025 نقطة، في أول أداء سلبي تشهده السوق خلال الشهر الكريم منذ خمس سنوات.

ويأتي هذا الانخفاض بعد فترة من النتائج الإيجابية التي سادت منذ جائحة كورونا، حيث كانت السوق قد اعتادت على تحقيق مكاسب خلال هذه الفترة الموسمية الهامة.

اقرأ أيضًا: موعد صلاة عيد الفطر 1446 في السعودية.. جميع المدن

تاريخ إيجابي لسوق الأسهم السعودية

وعلى مدى العقدين الماضيين، سجل سوق الأسهم السعودية اتجاهاً إيجابياً عاماً خلال شهر رمضان، حيث بلغ متوسط الارتفاع السنوي نحو 1.4%.

ومع ذلك، شهد رمضان 2025 تحولاً لافتاً، حيث بدأ الشهر بخسائر كبيرة خلال الأسابيع الأولى، قبل أن يشهد انتعاشاً جزئياً في الأسبوع الأخير بنسبة ارتفاع بلغت 2.2%.

ورغم أن هذا الارتفاع عوض جزءاً كبيراً من الخسائر المتراكمة، إلا أنه لم يكن كافياً لاستعادة الأداء الإيجابي الذي طالما ميّز هذا الشهر.

غياب نمط موسمي واضح

ولم تظهر الأرقام أي نمط موسمي محدد يفسر هذا التراجع، خاصة مع تغير توقيت شهر رمضان على مدار السنوات بين مواسم الصيف والشتاء.

ومع ذلك، يرى المحللون أن الإنفاق الاستهلاكي المتزايد خلال الشهر، خاصة في قطاعات التجزئة، كان من المفترض أن يدعم أداء بعض الشركات.

ولكن يبدو أن هذا التأثير الإيجابي ظل محدوداً وغير كافٍ لرفع المؤشر العام، في ظل ضغوط خارجية مثل تقلبات أسعار النفط والمنتجات البتروكيماوية التي تلعب دوراً كبيراً في أداء السوق السعودية.

أرقام تاريخية تبرز التفوق السابق

وعلى مدار العشرين عاماً الماضية، حقق السوق أداءً إيجابياً في 14 عاماً من أصل 20، أي بنسبة 70% منذ عام 2006.

وكان العام 2017 الأبرز بتحقيق ارتفاع قياسي بلغ 8%، فيما سجل عام 2008 أدنى أداء بانخفاض حاد وصل إلى 15%، متزامناً مع ذروة الأزمة المالية العالمية.

ومنذ عام 2021، شهدت السوق تحسناً ملحوظاً، حيث بلغ متوسط النمو خلال السنوات الأربع الماضية نحو 4.5%، مما يجعل تراجع هذا العام استثناءً لافتاً.

البورصة السعودية
البورصة السعودية

تراجع حاد في سيولة الأسهم السعودية

ولم يقتصر الأداء السلبي على المؤشر العام فقط، بل امتد إلى حركة السيولة في السوق المالية السعودية خلال رمضان 2025.

وقد انخفض إجمالي قيم التداولات إلى 103 مليارات ريال على مدار 20 يوم تداول، مقارنة بـ161 مليار ريال خلال 19 يوماً في رمضان 2024، أي بانخفاض نسبته 36%.

كما تراجع متوسط التداول اليومي من 8.5 مليار ريال في العام الماضي إلى 5.1 مليار ريال هذا العام، بنسبة انخفاض بلغت 39%.

ويرى الخبراء أن هذا الانخفاض في السيولة يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين، والتي ساهمت في تفاقم الأداء السلبي للسوق.

أسهم متراجعة تهيمن على المشهد

وسيطر التراجع على أداء الأسهم الفردية خلال الشهر، حيث شهدت السوق انخفاض 198 سهماً مقابل ارتفاع 71 فقط.

وكان أداء معظم الشركات المتراجعة أسوأ من المؤشر العام، حيث هبطت 46 شركة بنسبة 10% أو أكثر.

وتصدرت شركة “نايس ون” قائمة الخاسرين بانخفاض حاد بلغ 33%، تلتها “فقيه الطبية” بنسبة 20%، ثم “سال” بنسبة 19%.

وفي المقابل، برزت بعض الشركات بأداء إيجابي لافت، حيث حقق سهم “مسار”، وهو حديث الإدراج، أعلى ارتفاع بنسبة 59%، تلاه سهم “دار الأركان” بنسبة 20%، ثم “اللجين” بنسبة 17%.

ورغم هذه المكاسب، إلا أنها لم تكن كافية لتغيير الاتجاه العام للسوق.

اقرأ أيضًا: توزيعات أرباح شركة أرامكو للرابع الرابع من 2024.. 0.33 ريال للسهم

نظرة مستقبلية لسوق الأسهم السعودية

ةيبقى السؤال المطروح بين المستثمرين والمحللين، هل يمثل هذا التراجع في رمضان 2025 انحرافاً مؤقتاً أم بداية تحول في أداء السوق خلال هذا الشهر الموسمي؟.

ومع استمرار تأثير العوامل الخارجية مثل أسعار النفط، وتراجع السيولة، قد يتطلب الأمر متابعة دقيقة للأشهر القادمة لفهم ما إذا كانت السوق ستستعيد زخمها الإيجابي التاريخي أم أنها مقبلة على مرحلة جديدة من التحديات.

زر الذهاب إلى الأعلى