بعوائد سنوية مغرية.. أكبر بنوك السعودية يطرق أبواب التمويل لتعزيز رأسماله

أعلن البنك الأهلي أكبر بنوك السعودية من حيث حجم الأصول وأحد الأذرع الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة، عن إتمام إصدار صكوك إضافية من الفئة الأولى (Tier 1) مقوّمة بالريال السعودي، بقيمة إجمالية بلغت 1.73 مليار ريال سعودي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية البنك الرامية إلى تعزيز قاعدته الرأسمالية تماشيا مع متطلبات اتفاقية بازل 3 للرقابة المصرفية، بحسب ما ورد في بيان رسمي نشر على موقع السوق المالية السعودية “تداول”.
وتُعد هذه الصكوك جزءا من سلسلة إصدارات دين نشطة تشهدها السوق السعودية منذ بداية عام 2025، حيث بلغ مجموع إصدارات تسعة بنوك محلية نحو 6.85 مليار دولار، شملت صكوكا وسندات بالريال والدولار الأمريكي، وفقا لإحصاءات نشرتها “الشرق”.
تفاصيل الإصدار: استحقاق مفتوح وعائد مستقر
ويندرج الإصدار الجديد تحت الصكوك الدائمة، أي التي لا تملك تاريخ استحقاق محدد، مع منح خيار الاسترداد المبكر في مواعيد معينة أو كما هو محدد في الشروط والأحكام.
وبحسب البنك، فقد تم تخصيص 1,730 صكا ضمن الإصدار، بقيمة اسمية تبلغ مليون ريال للصك الواحد، على أن تتم تسوية العملية المالية بتاريخ 3 يونيو 2025.
وسيحصل المستثمرون على عائد سنوي قدره 6%، يسري من تاريخ الإصدار حتى 3 يونيو 2030 (باستثناء هذا التاريخ)، وبعد ذلك سيُعاد تحديد العائد كل خمس سنوات، بما يتماشى مع ما ورد في صحيفة الشروط الرئيسية المرتبطة بالصكوك.
ويؤكد البنك أن استرداد أو شراء الصكوك قبل أو في 3 ديسمبر 2030، أو إلغاؤها، سيخضع لشروط دقيقة حددتها مستندات الطرح، مع إتاحة خيار إعادة تعيين العائد بعد هذا التاريخ بشكل دوري.
توقيت الإصدار يعكس مناخا مصرفيا نشطا
ويأتي الإعلان عن الإصدار بعد أسابيع فقط من بدء طرح الصكوك في 11 مايو 2025، حيث تم توجيهها إلى مستثمرين مؤهلين داخل المملكة.
ويعكس هذا التحرك حرص البنك على الاستفادة من الزخم القائم في سوق الدين السعودية، في وقت تشهد فيه المؤسسات المالية المحلية موجة توسع لتمويل مشاريعها وتعزيز سيولتها.
وتظهر بيانات “تداول” أن هذا الإصدار يأتي كخطوة مدروسة ضمن منظومة أوسع من الإصدارات التي تلبّي متطلبات التنظيم الدولي وتمنح البنوك السعودية مرونة مالية أكبر لمواكبة المتغيرات الاقتصادية والتمويلية.
رؤية استثمارية مستقبلية
ولا شك أن خطوة البنك الأهلي تعبر عن ثقة في متانة الاقتصاد السعودي واستقراره النقدي، إلى جانب الإيمان بدور أدوات الدين في دعم عمليات التوسع وتحديث البنية المصرفية.
كما أنها تندرج ضمن رؤية أوسع لرفع كفاءة القطاع المصرفي السعودي وتقديم أدوات مالية متطورة وجاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين.
كما يعكس هذا الإصدار أيضا توجها نحو تعزيز الجاذبية الاستثمارية للريال السعودي كعملة إصدار، ويؤكد على التزام البنك بتوفير عوائد مستقرة ضمن بيئة استثمارية تتسم بالشفافية والانضباط.
اقرأ أيضا.. إنجاز تاريخي.. السعودية تطلق أكبر نظام تبريد من نوعه في العالم لراحة الحجاج