بـ70 مترًا من الإبداع.. عُمان تزيح الستار عن أضخم جدارية فنية في تاريخها

في مشهد بصري لافت يجمع بين الفن المعاصر والهوية البيئية، دشنت محافظة مسندم أضخم جدارية فنية من نوعها في سلطنة عُمان، وواحدة من أبرز الجداريات في منطقة الخليج.

وتمثل الجدارية، التي تتربع على واجهة جبلية بارزة عند مدخل المحافظة، لوحة نابضة بالحياة تعكس جمال البيئة البحرية وروح المكان، وقد نُفذت بأسلوب فن الجرافيتي العصري الذي يواكب تطلعات الشباب ويرسخ الهوية الثقافية.

مشروع فني غير مسبوق.. جدارية بمقاييس خليجية

وتمتد الجدارية التي نفذها الفنان العُماني، عبدالعزيز الشحي، بطول 70 مترا وبارتفاع 14 مترا، واستغرق العمل عليها 40 يوما متواصلة، بمعدل 3 ساعات يوميا، استخدم خلالها أكثر من 500 عبوة صبغ.

ولا يقتصر العمل الفني على الجانب الجمالي فحسب، بل يجسد مشاهد متعددة من الحياة البحرية التي تشتهر بها محافظة مسندم، مثل الغوص، والدلافين، والشعاب المرجانية، والأنشطة البحرية المختلفة، في تجسيد فني مبدع يحول الواجهة الجبلية إلى معلم بصري وسياحي يجذب الزوار والمقيمين.

رؤية فنية وسياحية منسجمة

وأكد محافظ مسندم، إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، أن الجدارية تعكس الهوية البحرية الجذابة للمحافظة، مشيرا إلى أنها تمثل نموذجا ناجحا في توظيف الفن لخدمة السياحة والهوية البصرية.

وقال في تصريح له: “نحن فخورون بهذا العمل الفني الذي يعكس جمالية البيئة البحرية في محافظة مسندم، ويُسهم في تعزيز الهوية البصرية للمحافظة، ونشجع هذه المبادرات التي توظف الفن في خدمة السياحة، وتفتح المجال أمام أبناء المحافظة للإبداع والتميّز”.

مسندم.. وجهة فنية جديدة في الخليج

ويأتي تدشين الجدارية كجزء من خطة أوسع تتبناها محافظة مسندم لتحويل الفن إلى أداة جاذبة ثقافيا وسياحيا. وقد أعلنت المحافظة عن تنظيم مهرجان فن الجرافيتي ضمن فعاليات “شتاء مسندم” القادم، بمشاركة فنانين محليين ودوليين.

ويهدف المهرجان إلى تحويل عدد من المواقع العامة إلى فضاءات فنية مفتوحة تنقل رسائل ثقافية وجمالية مستوحاة من طبيعة وهوية المحافظة.

اقرأ أيضا.. ثورة في صناعة النفط.. سلطنة عمان تبتكر أول وحدة ضخ طويلة الشوط مصنعة محليا بالكامل

التحضير لمهرجان الغوص الدولي: تكامل بين البيئة والفن

ويتكامل هذا الحراك الفني مع استعدادات محافظة مسندم لإطلاق مهرجان مسندم الدولي للغوص في سبتمبر المقبل، ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز الجاذبية السياحية والفنية للمحافظة.

وتسعى هذه المبادرات إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على البيئة، وإبرازها كعنصر إلهام وإبداع، يُعبر عنه عبر أعمال فنية تستقطب الجمهور المحلي والدولي.