بـ720 مليون يورو.. الاتحاد الأوروبي يكشف عن خطة رباعية لدعم سوريا

أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن التكتل الأوروبي مستعد لتأدية دوره في سوريا ومواصلة تقديم الدعم اللازم للسوريين.
وأشارت إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي خطة من أربع خطوات تعتمد على مدى جاهزية السلطات السورية لتنفيذها؛ حيث تهدف هذه الخطة إلى تعزيز الاستقرار في البلاد ودعم عملية الانتقال السياسي.
تخفيف العقوبات ودعم مالي بقيمة 720 مليون يورو
أوضحت كالاس أن الاتحاد الأوروبي سيمضي قدمًا في خطة تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، لافتة إلى أن التكتل الأوروبي سيتعهد بتقديم أكثر من 720 مليون يورو لدعم الشعب السوري.
وأضافت أن هذه المساعدات ستشمل الغذاء والخدمات الطبية، فضلًا عن تمويل إعادة بناء البنية التحتية الأساسية في البلاد.
وشددت كالاس على أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم النازحين السوريين في دول الجوار، بما في ذلك الأردن ولبنان والعراق وتركيا، بالإضافة إلى دعم برامج التعافي الاقتصادي والاجتماعي للسوريين داخل البلاد. كما أكدت ضرورة إتاحة وصول السوريين إلى النظام المصرفي الدولي لتعزيز جهود الإنعاش الاقتصادي.
موقف الاتحاد الأوروبي من الملف الأمني في سوريا
أكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي سيتابع عن كثب الإجراءات التي تتخذها السلطات السورية لمحاسبة مرتكبي أعمال العنف، مشددة على ضرورة مساءلة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة خلال النزاع السوري. كما دعت إلى تعزيز التعاون الأمني، خاصة فيما يتعلق بإدارة السجون التي تحتجز عناصر إرهابية.
وأضافت أن التكتل الأوروبي يدين بشدة أي استهداف للمدنيين، مشيرة إلى أن هناك جهات خارجية تسعى إلى تأجيج الصراعات داخل سوريا، مما يعرقل جهود السلام والمصالحة الوطنية.
اقرأ أيضًا:رفع العقوبات وحده لا يكفي.. كيف يمكن لـ الاتحاد الأوروبي إنقاذ سوريا من خطر الفشل؟
الدعم الألماني لسوريا ضمن مؤتمر المانحين
في سياق متصل، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن تقديم ألمانيا 300 مليون يورو إضافية (326 مليون دولار) لدعم السوريين من خلال الأمم المتحدة ومنظمات مختارة. يأتي هذا الإعلان في إطار مؤتمر المانحين السنوي الذي يعقده الاتحاد الأوروبي في بروكسل لدعم سوريا.
وأوضحت بيربوك أن أكثر من نصف هذه المساعدات ستوجه مباشرة إلى الشعب السوري دون مشاركة الحكومة الانتقالية، مشيرة إلى أن التمويل سيخصص لتوفير الغذاء والخدمات الصحية والملاجئ الطارئة، إلى جانب برامج حماية الفئات الأكثر ضعفًا. كما أكدت على أن اللاجئين السوريين في الدول المجاورة سيستفيدون أيضًا من هذه المساعدات.
مؤتمر بروكسل: مرحلة جديدة بعد سقوط الأسد
منذ عام 2017، يعقد الاتحاد الأوروبي مؤتمر المانحين في بروكسل لدعم سوريا، ولكن دون مشاركة الحكومة السورية بسبب الانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد خلال الحرب. إلا أن التطورات الأخيرة، ولا سيما سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، أوجدت مناخًا جديدًا يفتح المجال أمام دعم الانتقال السياسي في البلاد.
وتشارك في المؤتمر الحكومة السورية المؤقتة، إلى جانب ممثلين عن الحكومات الأوروبية والعربية والمنظمات الدولية. ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الجلسات، مما يعكس تحولًا في المشهد السياسي السوري بعد سنوات من العزلة الدولية.
تحديات وفرص أمام مستقبل سوريا
في ظل هذه التطورات، ترى الدول الأوروبية أن هذه المرحلة تمثل فرصة جديدة لدعم سوريا، لكنها في الوقت ذاته تتطلب استجابة سريعة لمواجهة التحديات، بما في ذلك ضمان العدالة الانتقالية، وتعزيز الأمن، ودعم المجتمع المدني لضمان حكومة شاملة تمثل جميع السوريين.
وأكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي يأمل في أن يعيش جميع السوريين في أمن وسلام، معربة عن قلق التكتل من استمرار بعض الأطراف، مثل تنظيم الدولة وعناصر موالية للنظام السابق، في عرقلة عملية المصالحة الوطنية.
في المقابل، رحبت المسؤولة الأوروبية بالاتفاق الذي تم بين الحكومة السورية الجديدة والأكراد، معتبرة أنه خطوة إيجابية نحو تعزيز الوحدة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية.
مستقبل الدعم الأوروبي لسوريا
يبدو أن مؤتمر بروكسل 2025 سيشكل نقطة تحول في طريقة تعامل الاتحاد الأوروبي مع الملف السوري، حيث يتم التركيز على دعم الشعب السوري مباشرة، مع مراقبة التقدم السياسي عن كثب. ويبقى التحدي الأكبر هو ضمان تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وسط استمرار تعقيدات المشهد الأمني في البلاد.