بقدرة إنتاجية 250 طنا.. حاكم الشارقة بالإمارات يدشن منتجات “غراس” بالصوبات الزراعية

شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفل إطلاق منتجات شركة “غراس”، التابعة لمؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني “اكتفاء”، والتي تشمل الفواكه والخضراوات العضوية غير المعدلة وراثيًا، وذلك في الصوبات الزراعية بمدينة الذيد.
قام الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بجولة في الصوبات الزراعية، التي تمتد على مساحة 3 هكتارات في مرحلتها الأولى، وتضم 4 بيوت محمية، تبلغ مساحة كل منها 4800 متر مربع، إلى جانب منطقة زراعية حقلية بمساحة 6800 متر مربع، يُقدر الإنتاج السنوي لهذه المرحلة بنحو 250 طنًا.
بقدرة إنتاجية 250 طناً.. حاكم الشارقة بالإمارات يدشن منتجات “غراس” بالصوبات الزراعية
شاهد حاكم الشارقة مختلف أنواع الخضراوات العضوية المزروعة من الباذنجان والطماطم والخيار والكوسا والفلفل والجزر والبصل والشمندر والفاصوليا والبامية، بالإضافة إلى التوت الأزرق العضوي والذرة والكيل والبروكلي.
اطلع حاكم الشارقة على مخططات التوسع للبيوت المحمية المستدامة في مرحلتها الثانية التي ستمتد على مساحة 32 هكتاراً، وستضم مشاتل ومناطق زراعية مكشوفة، ومنطقة التعبئة والتغليف، ومصنع العسل بجانب سكن للطلاب ومكاتب إدارية وقاعة اجتماعات، وشبكة ري متطورة تعتمد التقنيات الذكية.
تعرف حاكم الشارقة على سير عمل المشروع وأبرز التحديات التي واجهت القائمين عليه منها التحديات المناخية، وتم تخطيها من خلال تركيب وحدات تبريد خاصة للبيوت الزراعية متعددة التقنيات تعمل بنظام ضغط الهواء الإيجابي، لتوفير تيار هواء يوفر درجة برودة ورطوبة مناسبتين، إضافة إلى حركة الهواء لتوفير مناخ ملائم لمختلف النباتات طوال العام بأحدث التقنيات المبتكرة.
إسهامات حاكم الشارقة في الحفاظ على البيئة الثرية
كان حفل الافتتاح قد استهل بكلمة ألقاها الدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني “اكتفاء”، ثمن فيها جهود وإسهامات حاكم الشارقة في الحفاظ على البيئة الثرية وتنمية القطاع الزراعي وصون البذور النادرة.
تناول الطنيجي أبرز التحديات التي تواجه عملية التوسع وتطور الأنشطة الزراعية في الدولة والمنطقة بشكل عام وهي: قسوة الطقس مع الهواء الساخن والجاف، بالإضافة إلى ندرة المياه الصالحة للزراعة.
أشار إلى أن الحلول سابقاً كانت عبر استخدام البيوت البلاستيكية التقليدية لإطالة الموسم الزراعي، لكنها تعاني من ارتفاع استهلاك الطاقة والمياه للتبريد ولا توفر البيئة المثالية للأشجار ما يؤثر بشكل عكسي على المحاصيل والإنتاج.
استخدام البيوت الزراعية المستدامة
وأوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة “اكتفاء”، أنه من خلال التعاون مع أحد المهندسين المواطنين تم استخدام البيوت الزراعية المستدامة والتي لها قابلية التحكم في المناخ الداخلي والعمل بشكل كامل بالطاقة الشمسية إضافة للخصائص الفيزيائية للماء والهواء، من خلال تركيب وحدات تبريد تعمل بنظام ضغط الهواء الإيجابي ليوفر مناخا ملائما لمختلف النباتات طوال العام.
أشار الطنيجي إلى أن الركيزة الأساسية للصوبات الزراعية هو استزراع “البذور المتوارثة”، والتي تم الحفاظ عليها عائلياً قبل الحرب العالمية الثانية ولأكثر من 50 عاماً، وتتميز البذور بالتنوع الوراثي العالي، وهي مفتوحة التلقيح.
وأوضح، أنه يمكن جمع البذور من الثمار الناتجة وزراعتها في العام التالي، مع الحفاظ على الخصائص الأصلية للنبات، مما يجعلها أكثر قدرة على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، وتنتج نباتات ذات نكهة غنية ومميزة.
الصوبات الزراعية أول مشروع في المنطقة يزرع التوت الأزرق العضوي
وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة “اكتفاء”، أن مشروع الصوبات الزراعية يُعد أول مشروع في المنطقة يزرع التوت الأزرق العضوي، وهو من المحاصيل ذات الفوائد العالية وذو طلب مرتفع بين الأجيال الشابة.
مشيراً إلى أن حجم السوق العالمي يبلغ 2.5 مليار دولار وقيمة وارداته تصل إلى 19.5 مليون دولار في الإمارات، كما سيتم استخدام التوت الأزرق لاحقاً في منتجات الزبادي بالفواكه في مزرعة ألبان مليحة.
تناول “الطنيجي” الخطط التوسعية لمشروع الصوبات الزراعية والتي تأتي تنفيذاً لتوجيهات حاكم الشارقة، حيث ستبلغ التوسعة المقبلة 32 هكتاراً.
كما سيشمل التطوير على المشروع إعداد برامج تدريبية لطلاب كلية الزراعة بجامعة الذيد، وتدريب المزارعين والمحترفين على الزراعة المستدامة، وستتم تهيئة المزرعة لاستقبال الجمهور والرحلات المدرسية لتوفير تجربة ترفيهية ومعرفية.
اقرأ أيضاً.. الصادرات الزراعية تنطلق.. تكويد أكبر عدد من المزارع استعدادًا للموسم الجديد
شاهد حاكم الشارقة والحضور مادة مصورة بعنوان “قصة زراعة المستقبل”، والتي تناولت بداية الصوبات الزراعية والجهود التي تمت منذ الحصول على البذور الغير معدلة وراثياً وصولاً لزراعتها وانتهاء بحصد المحاصيل، والأنظمة الحديثة الذكية المستخدمة في الزراعة والتي توفر للنباتات البيئة المثالية وتكون صديقة للبيئة.
من جانبها ألقت فريش إميلمان من النمسا، وهي مدافعة عالمية معروفة عن البذور المتوارثة وغير المعدلة وراثياً، كلمة عبرت في بدايتها عن سعادتها بالتواجد في الشارقة وأن تكون جزءاً من هذه المبادرة الكبيرة التي تُعد إحدى الممارسات الزراعية الفريدة في العالم.
تحدثت إميلمان عن أنواع البذور وطريقة الحفاظ عليها من التعديل والمبادرات العديدة التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية، متناولةً أبرز التحديات التي تواجه المزارعين في هذا القطاع للحصول على أغذية ومحاصيل سليمة غير معدلة وراثياً وخالية من الكيماويات للأجيال القادمة.
اختتمت فريش إميلمان كلمتها موجهة شكرها وتقديرها لـ”حاكم الشارقة” على جهوده الكبيرة في القطاع الزراعي، وحرصه الشديد على توفير غذاء آمن للمجتمع، متمنيةً التوفيق للجميع في إكمال مسيرة التطوير في المجال الزراعي.
مزرعة فريش إميلمان في النمسا بنكاً للبذور
استعرض الحفل مادة مصورة عن مزرعة فريش إميلمان في النمسا وتطورها لتصبح بنكاً للبذور، إضافة إلى تعاونها المستمر مع الدول الأوروبية والعالمية، وفوزها بجائزة أفضل مزرعة وشركة إنتاج بذور عضوية في أوروبا، وصاحبة شركة “Rainsaat” التي تزود مؤسسة اكتفاء ببذور الإرث.
تفضل حاكم الشارقة بتكريم النمساوية فريش إميلمان مقدماً لها درعاً تذكارياً تقديراً لجهودها وتعاونها الكبير مع إمارة الشارقة.
مشروع الصوبات الزراعية إحدى أهم التقنيات الحديثة
يهدف مشروع الصوبات الزراعية إلى إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة وإنتاج منتجات زراعية عضوية ذات جودة عالية، وتبرز أهميتها بوصفها إحدى أهم التقنيات الحديثة التي نجحت في توفير ظروف نمو مناسبة، وحماية المحاصيل من تقلبات الطقس والآفات، وساعدت على إنتاج أنواع مختلفة من الخضراوات، وفي غير مواسمها المعتادة.
يعمل المشروع وفق أحدث التقنيات التي وصلت إليها التقنية الزراعية بهدف زيادة الإنتاج الزراعي زراعة عضوية خالية من الكيماويات مع زيادة كثافة النباتات وإنتاج ثمار ذات مواصفات تسويقية عالية، وتقليل الاستهلاك في كميات مياه الري المستخدمة وتنظيم عملية الري.
حضر حفل تدشين بجانب حاكم الشارقة كل من: الشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، وعبدالله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعدد من كبار المسؤولين ورؤساء الدوائر والهيئات المحلية وأعيان المنطقة.