بقوة الشمس.. مشروع مصري عملاق لتطوير إنتاج الألومنيوم بالطاقة النظيفة
تسعى مصر إلى تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، والاعتماد بشكل أكبر على الطاقة النظيفة، وتتبنى الدلوة توجهًا كبيرًا نحو تعزيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتنويع مصادر الطاقة، وبناء على ذلك وقعت اتفاقية بين الشركة المصرية للألومنيوم “إيجيبتالوم” والشركة النرويجية “سكاتك” لإنشاء محطة للطاقة الشمسية في محافظة قنا.
وتهدف هذه المحطة، التي تبلغ قدرتها 1 جيجاوات، إلى تزويد مصنع الألومنيوم في نجع حمادي بالطاقة اللازمة لعملياته الإنتاجية، حيث يعتبر هذا المشروع جزءًا من استراتيجية مصر لتحويل الاقتصاد نحو الطاقة النظيفة وتعزيز الاستدامة البيئية.
وفي التقرير التالي من خاص عن مصر، نستعرض تأثير المشروع على مصنع نجع حمادي وعلى الاقتصاد المصري ودعم خطط التنمية للدولة المصرية.
اقرأ أيضًا: اقتصاد العالم في قبضة مصر.. الموانئ المصرية تسيطر على حركة التجارة الدولية
تفاصيل المشروع وعلاقته بالطاقة النظيفة
وقعت الاتفاقية في فبراير 2024، حيث يتم تقسيم المشروع إلى مرحلتين، كل منهما بقدرة 500 ميجاوات، ومن المتوقع أن تكتمل المرحلة الأولى في غضون 18 شهرًا، بينما ستستغرق المرحلة الثانية 24 شهرًا، وباستثمارات تقدر بحوالي 600 مليون دولار أمريكي.
ويقع المشروع بالقرب من مصنع الألومنيوم في نجع حمادي، مما يسهل إمداد المصنع بالطاقة التي يحتاجها.
وفي سياق تطوير وتنفيذ المشروع، أشار محمد عامر، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط بالشركة النرويجية، في تصريحات صحفية، إلى أهمية التعاون بين الجانبين المصري والنرويجي، بما في ذلك التشاور بشأن تخصيص المساحة المطلوبة لإقامة محطة الطاقة الشمسية، حيث يهدف هذا التعاون إلى ضمان النجاح الفعال للمشروع وتلبية احتياجات المصنع من الطاقة.
كما أوضح عبد الحليم أن المشروع يعد من مشروعات الخطة العاجلة العامة التي وافق عليها مجلس الوزراء المصري لإدخال قدرات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة المتجددة على الشبكة القومية، مما يسهم في تقليل اعتماد الدولة على الغاز الطبيعي في توليد الطاقة.
وأكد أن المشروع سيمكن شركة الألومنيوم من الاستغناء عن 58% من الطاقة الكهربائية التي تحتاجها من الشبكة القومية، مما سيسهم في تحسين كفاءة عمليات الإنتاج وتقليل التكاليف.
تاريخ مصنع نجع حمادي للألومنيوم
ويعود تأسيس مصنع الألومنيوم في نجع حمادي إلى عام 1975، حيث أصبح أحد أكبر مصانع الألومنيوم في شمال إفريقيا، وتصل القدرة الإنتاجية للمصنع إلى 320,000 طن سنويًا، ويقوم بإنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات مثل الصب، والمنتجات المدرفلة، والأقسام الألومنيومية، وكتل الأنود الكربونية.
كما يعد المصنع عنصراً حيوياً في الاقتصاد المصري ويقدم فرص عمل لعدد كبير من الأفراد في المنطقة.
أهمية المشروع على الاقتصاد المحلي
ومع تشغيل محطة الطاقة الشمسية، يتوقع أن يكون هناك تأثير إيجابي كبير على اقتصاد محافظة قنا، خاصة على مصنع الألومنيوم.
كما سيتمكن المصنع من تشغيل عمليات الإنتاج بكفاءة أعلى، مما يعزز من قدرته التنافسية في السوق المحلي والدولي، وبالإضافة إلى ذلك، ستسهم الطاقة المتجددة في تقليل تكاليف الإنتاج على المدى الطويل، مما سيساعد على تحسين هوامش الربح للشركة وزيادة استثماراتها في المنطقة.
اقرأ أيضًا: ما وراء الكواليس.. كيف أعادت مصر وروسيا إحياء مشروع مدينة الشمس بقناة السويس؟
التوجه نحو الطاقة النظيفة
ويعتبر مشروع محطة الطاقة الشمسية خطوة هامة نحو تحقيق أهداف مصر في مجال الطاقة المستدامة، حيث يساهم في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وهذا التوجه ليس فقط مفيدًا من الناحية البيئية، بل يعكس أيضًا التزام الحكومة المصرية بتعزيز استثمارات الطاقة المتجددة، وهو ما يجعل البلاد أكثر جاذبية للمستثمرين في هذا القطاع.
وتستهدف الحكومة المصرية زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تقليل انبعاثات الكربون ورفع مستوى الاستدامة في صناعة الألومنيوم، التي تعتبر من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وتمثل محطة الطاقة الشمسية في قنا رؤية طموحة لمستقبل الطاقة في مصر، ومن خلال دعم مصنع نجع حمادي للألومنيوم، ستعمل هذه المبادرة على تعزيز القدرة الإنتاجية للشركة وتوفير فرص عمل جديدة، مما يعكس تأثيرًا إيجابيًا على الاقتصاد المحلي.
كما تساهم هذه الخطوة في تحفيز النمو المستدام وتوسيع نطاق استخدام الطاقة النظيفة في البلاد.