بقيمة 100 مليار دولار .. بوتين يكشف عن خطة لتطوير البحرية الروسية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تعتزم استثمار 8.4 تريليون روبل، أي ما يعادل 100.54 مليار دولار، على مدى العقد المقبل لتطوير أسطولها البحري، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية تاس.
تحديث كامل للبحرية الروسية
سلط البيان، الذي أُلقي خلال خطاب ركز على القدرات البحرية الروسية، الضوء على الأهمية الاستراتيجية للبحرية، وخاصةً قواتها النووية، التي ادعى بوتين أنها مُحدّثة بالكامل.
مع ذلك، لم يُقدّم الإعلان أي تفاصيل حول كيفية تخصيص الأموال أو المشاريع التي ستحظى بالأولوية، مما أثار تساؤلات حول جدواها وهدفها. في ظلّ الضغوط الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، لماذا يُقدّم هذا التعهد الجريء الآن؟ وماذا يكشف عن طموحات روسيا في البحر؟
بوتين لا يُعلن عن التفاصيل
إنّ غياب التفاصيل في بيان بوتين أمرٌ لافت للنظر. فعلى عكس الإعلانات السابقة التي حددت برامج بناء سفن محددة أو أهدافًا للتحديث، ترك هذا البيان المراقبين في حيرة من أمرهم. لطالما كانت البحرية الروسية، حجر الزاوية في نفوذها العالمي، رمزًا لاستعراض القوة، من القطب الشمالي إلى البحر الأبيض المتوسط.
لكن تحويل الخطاب إلى واقع يتطلب التعامل مع شبكة معقدة من التحديات الاقتصادية، والقيود الصناعية، والضغوط الدولية. يأتي هذا التعهد في ظل عقوبات غربية، وتقلبات في عائدات الطاقة، والتزامات عسكرية مستمرة، وكلها تُلقي بظلال من الشك على قدرة موسكو على الوفاء بوعودها.
روسيا تخصص 84 مليار دولار للدفاع عام 2023
ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، خصصت روسيا 84 مليار دولار للدفاع في عام 2023، أي ما يقارب 5.9% من ناتجها المحلي الإجمالي. ومن شأن تخصيص 10 مليارات دولار إضافية سنويًا للبحرية – بافتراض توزيع الاستثمار بالتساوي على مدى عقد من الزمان – أن يرفع هذا الرقم، مما يثير تساؤلاتٍ حول الاستدامة.
البحرية الروسية.. تكلفة الغواصة تتخطى 700 مليون دولار
تُقدّر تكلفة كل غواصة بنحو 700 مليون دولار، وهو ثمن باهظ لبحرية تُوازن بين احتياجات متعددة. وتُعدّ غواصة فئة ياسين-إم، وهي غواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية، محورًا آخر. هذه السفن، المُجهزة بصواريخ كاليبر كروز، والقادرة على ضرب أهداف برية على بُعد 1500 ميل، تُعزز قدرة روسيا على إبراز قوتها.
دخلت أربع وحدات من سفينة ياسين-إم، التي يزيد سعرها عن مليار دولار أمريكي للوحدة، الخدمة، ومن المُخطط إضافة خمس وحدات أخرى بحلول عام 2030. إن تعدد استخداماتها يجعلها تُشكل تهديدًا في المناطق المُتنازع عليها مثل المحيط الأطلسي، حيث يعمل حلف شمال الأطلسي (الناتو) على نطاق واسع.
مقارنة بين البحرية الروسية والأمريكية
ووعدت خطط التحديث السابقة، مثل برنامج التسليح الحكومي للفترة 2018 -2027، بـ 50 سفينة سنويًا، لكنها سلمت ما يقرب من 30 سفينة، وفقًا لوكالة تاس. يُخفف هذا التاريخ من توقعات التعهد الجديد، إذ غالبًا ما يتجاوز الخطاب التنفيذ.
من الناحية الجيوسياسية، يتردد صدى هذا الإعلان خارج موسكو. فالبحرية الأمريكية، بميزانية قدرها 236 مليار دولار في عام 2024، تُشغّل 11 حاملة طائرات و88 سفينة حربية رئيسية، مما يُقزّم قدرات روسيا.
اقرأ أيضاً: أغلى 10 طائرات مقاتلة في عام 2025.. الذراع الطولى لكل جيوش العالم
