بقيمة 14.2 مليار دولار.. فيرنوفا الأمريكية تصدر توربينات غاز ومعدات طاقة للسعودية

أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا الأمريكية (GE Vernova) ستقوم بتصدير توربينات غاز ومعدات لتوليد الطاقة إلى المملكة العربية السعودية بقيمة تصل إلى 14.2 مليار دولار.
ويأتي ذلك في إطار حزمة استثمارية سعودية أوسع بقيمة 600 مليار دولار، ضمن الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين.
فيرنوفا الأمريكية تعقد صفقة طاقة كبرى ضمن استثمارات سعودية شاملة
تأتي هذه الصفقة الضخمة في سياق الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، والتي شهدت توقيع وثيقة شراكة استراتيجية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين المملكة والولايات المتحدة.
وتمثل صفقة توربينات الغاز مع GE Vernova أحد أبرز مكونات هذه الحزمة، حيث تسعى السعودية إلى تعزيز بنيتها التحتية في مجال توليد الطاقة، ضمن رؤيتها الطموحة لتحديث قطاعاتها الاقتصادية والصناعية.
ارتفاع سهم فيرنوفا الأمريكية بعد الإعلان عن الصفقة
وبحسب تقارير السوق الأمريكية، فقد ارتفع سهم GE Vernova بنسبة 3.7%، ليصل إلى 432.14 دولار في بداية تعاملات اليوم، بعد الإعلان عن الصفقة.
ما يعكس ثقة المستثمرين بأهمية هذا التعاون ودوره في دفع نمو الشركة التي أصبحت مستقلة حديثًا عن جنرال إلكتريك.
جنرال إلكتريك فيرنوفا الأمريكية.. شركة مستقلة تركّز على تقنيات الطاقة
وتعد GE Vernova شركة متخصصة في تقنيات الطاقة المستدامة، وكانت تابعة سابقًا لمجموعة جنرال إلكتريك (GE).
وقد أصبحت شركة مستقلة في أبريل من العام الماضي، بعد تنفيذ عملية انقسام هيكلي كبرى شملت ثلاث شركات منبثقة عن GE الأم، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية والقدرة التنافسية لكل قطاع على حدة.
تركّز الشركة على إنتاج توربينات الغاز والطاقة المتجددة والبنية التحتية للطاقة الكهربائية، وتسعى لتوسيع وجودها في الأسواق العالمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث الطلب المتزايد على حلول الطاقة الحديثة.
فيرنوفا الأمريكية وتوسع في السوق السعودية من خلال الاستحواذ الكامل
وفي خطوة استراتيجية سبقت توقيع الصفقة، أعلنت GE Vernova في سبتمبر الماضي عن استحواذها الكامل على شركة “جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة”، التي كانت مشروعًا مشتركًا مع الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية (دُسر)، المملوكة للدولة.
وبحسب بيان الشركة، فقد اشترت الحصة المتبقية البالغة 55% من “دُسر”، لتصبح المالك الوحيد للشركة التي يقع مقرها في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، وتُعنى بإنتاج توربينات الغاز المتقدمة.
أكثر من 200 توربينة غازية منتجة لخدمة 10 دول
وذكرت الشركة أن المصنع السعودي المشترك نجح حتى الآن في تصنيع أكثر من 200 وحدة توربينات غازية، تم استخدامها في محطات توليد كهرباء في 10 دول مختلفة، من بينها المملكة العربية السعودية.
وهو ما يعزز مكانة السعودية كمركز إقليمي لصناعة وتصدير المعدات المتقدمة في قطاع الطاقة.
الصفقة تعزز الأمن الطاقي وتدعم خطط التحول الاقتصادي السعودي
تمثل هذه الصفقة إحدى اللبنات الأساسية في رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط من خلال دعم القطاعات الصناعية والإنتاجية. كما تساهم الصفقة في تعزيز الأمن الطاقي للمملكة من خلال توفير أحدث تقنيات توليد الكهرباء وتوسيع البنية التحتية للطاقة.
ويؤكد مراقبون أن التعاون مع شركات أمريكية رائدة مثل GE Vernova يمنح المملكة قدرة على نقل التقنية وتوطين المعرفة الصناعية، ما يعزز من تنافسية السعودية في سوق الطاقة العالمي.
الولايات المتحدة والسعودية: شراكة استراتيجية واسعة النطاق
الصفقة ليست حدثًا منفصلاً، بل جزء من حزمة استثمارات سعودية أمريكية بقيمة 600 مليار دولار، تم الإعلان عنها خلال زيارة ترامب للمملكة، وتتضمن أيضًا:
- صفقة دفاعية بقيمة 142 مليار دولار لتطوير القدرات العسكرية السعودية.
- استثمارات تكنولوجية بـ80 مليار دولار مع شركات أمريكية مثل Google وOracle وAMD.
- مشاريع بنية تحتية بـ2 مليار دولار تنفذها شركات أمريكية في السعودية.
- استثمارات في الذكاء الاصطناعي بـ20 مليار دولار من شركة DataVolt السعودية.
- إطلاق صناديق استثمارية بقيمة 14 مليار دولار في قطاعات الطاقة والدفاع والرياضة داخل الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا.. بقيمة 600 مليار دولار.. البيت الأبيض يعلن عن استثمارات سعودية ضخمة في أمريكا
استثمار استراتيجي يعكس متانة العلاقات الثنائية
وتأتي هذه الحزمة الاستثمارية لتعكس متانة العلاقات بين البلدين، ورغبة السعودية في توثيق شراكتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة من خلال مشاريع طويلة الأجل ذات طابع استراتيجي.
كما تشير هذه الصفقات إلى تحول نوعي في السياسة الاقتصادية السعودية، التي باتت تعتمد على استثمارات مستدامة ومشاريع صناعية وتقنية متقدمة، بدلاً من الاعتماد فقط على تصدير النفط الخام.
تمثل صفقة توربينات الغاز مع GE Vernova نموذجًا ناجحًا للشراكات الاقتصادية المستقبلية التي تتجاوز العلاقات التجارية التقليدية، وتتجه نحو تكامل صناعي وتقني حقيقي بين الدول.
ومن المنتظر أن تفتح هذه الاتفاقيات الباب أمام مشاريع مماثلة في الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والتقنيات الناشئة، بما يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي ويمنح الشركات الأمريكية فرصًا جديدة للنمو في الأسواق العالمية.