بقيمة 2 مليار ريال.. إس تي سي السعودية توقع شراكة استراتيجية مع أوراكل الأمريكية

أعلنت مجموعة الاتصالات السعودية “إس تي سي” عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة “أوراكل” العالمية، بقيمة تتجاوز ملياري ريال سعودي (نحو 533.3 مليون دولار)، وذلك بهدف تسريع وتيرة التحول الرقمي في مختلف أنحاء المملكة.
وتم توقيع الاتفاقية اليوم الأربعاء، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، في خطوة تعكس مدى الانسجام بين التحركات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين.
الاتفاقية الجديدة تمثل مرحلة متقدمة من التعاون المستمر بين “إس تي سي” و”أوراكل”، حيث تمتد شراكتهما الاستراتيجية إلى أكثر من 18 عاماً.
وتركز الاتفاقية على تطوير بنية تحتية سحابية متقدمة ومدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توفير حلول سحابية سيادية تعتمد على منصة “Oracle Alloy” التي ستُستضاف داخل مراكز بيانات تديرها شركة “سينتر3″، ذراع البنية التحتية الرقمية التابعة لمجموعة “إس تي سي”.
إس تي سي السعودية تعحصل على حوسبة سحابية محلية وسيادة البيانات
واحدة من أبرز ميزات هذه الشراكة أنها تعزز السيادة الرقمية للمملكة، من خلال ضمان بقاء جميع البيانات الحساسة داخل حدودها الجغرافية، وذلك تماشياً مع الأنظمة الوطنية لحوكمة البيانات.
كما تُمكن هذه الاتفاقية القطاعات الحكومية والخاصة من الاعتماد على بنية رقمية وطنية متكاملة، مما يعزز مرونة الأداء ويزيد من سرعة الابتكار.
ويُتوقع أن يكون لهذه الاتفاقية تأثير كبير في دعم مستهدفات “رؤية 2030″، خصوصاً في ما يتعلق بتوطين التكنولوجيا المتقدمة، وتوسيع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير القدرات الرقمية الوطنية.
فالمملكة تضع التحول الرقمي في صميم استراتيجيتها التنموية، وتسعى لأن تصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً للخدمات الرقمية والخدمات السحابية.
زيارة ترامب تعزز الشراكة التقنية بين الرياض وواشنطن
تزامن الإعلان عن الاتفاقية مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، حيث ألقى كلمة في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي وأشاد بالتقدم التكنولوجي الذي تشهده المملكة.
واعتبر مراقبون في تصريحات لوكالات الأنباء العالمية، أن هذه الزيارة، التي توجت بتوقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية والتقنية الكبرى، تُشكل دافعاً إضافياً لتوثيق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وخصوصاً في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
استثمارات أمريكية تتجاوز 13 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
وفي هذا السياق، كشف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عبد الله السواحة، أن المملكة نجحت في استقطاب استثمارات أمريكية تتجاوز 13 مليار دولار في مجالات الذكاء الاصطناعي، مراكز البيانات، الخدمات السحابية، وتطوير الكفاءات الوطنية.
وأوضح أن هذه الاستثمارات تمثل أكثر من 90% من إجمالي الاستثمارات الدولية في تلك القطاعات، مما يعكس الثقة العالمية في قدرة المملكة على أن تكون بيئة جاذبة للتقنيات الحديثة.
شركات التكنولوجيا الأمريكية تُراهن على السعودية
إضافة إلى اتفاقية “إس تي سي” و”أوراكل”، شهدت زيارة ترامب توقيع شركات تقنية أميركية عملاقة مثل “إنفيديا” (Nvidia)، و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” (AMD)، و”كوالكوم” (Qualcomm)، لاتفاقيات تعاون بمليارات الريالات مع شركة “هيوماين” المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تطوير البنية التحتية لمراكز البيانات في المملكة، وبناء قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يواكب المتطلبات العالمية.
أوراكل: شريك رقمي موثوق
تُعد شركة “أوراكل” واحدة من أبرز اللاعبين العالميين في مجال الحوسبة السحابية وأنظمة إدارة قواعد البيانات، وتقدم حلولاً تقنية تعتمد عليها مؤسسات كبرى في مختلف القطاعات.
وتعكس هذه الشراكة المتقدمة بين “أوراكل” و”إس تي سي” نموذجاً ناجحاً للتكامل بين مزودي الخدمات الرقمية المحلية والشركات العالمية الرائدة، ضمن بيئة تنظيمية وتشريعية تُشجع على الابتكار والتوطين التكنولوجي.
اقرأ أيضًا.. السعودية تتعاقد مع بكتل الأمريكية لتطوير 3 صالات جديدة بـ مطار الملك سلمان
إس تي سي السعودية ونقلة نوعية في اقتصاد البيانات
تُعد هذه الاتفاقية جزءاً من خطة السعودية للتحول إلى اقتصاد رقمي قائم على المعرفة والابتكار.
فبناء البنية التحتية الرقمية السيادية يُعد أحد المحاور الأساسية لتحقيق الاستقلالية الرقمية، وتعزيز الأمن السيبراني، وزيادة الكفاءة التشغيلية للقطاعات المختلفة.
كما أن استضافة منصة “أوراكل ألوي” داخل المملكة، ستمكّن المطورين المحليين والجهات الحكومية والخاصة من الوصول إلى حلول سحابية موثوقة وآمنة، وتُعزز من تنافسية السوق السعودية على المستوى الإقليمي والدولي.
وتُبرز اتفاقية “إس تي سي” و”أوراكل” ملامح مرحلة جديدة من التعاون التقني العابر للحدود، تُبنى على أسس من المصالح المشتركة والرؤى المستقبلية.
ومع تصاعد الاستثمارات الدولية في المملكة، وخاصة في قطاع التقنية، يتأكد مجدداً أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو أن تصبح مركزاً محورياً للابتكار الرقمي في الشرق الأوسط، وبيئة خصبة لنمو وتطور الجيل القادم من الصناعات الذكية.