تكثف مصر جهودها في مجال الطاقة المتجددة من خلال خطط لإضافة 3 جيجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى شبكتها الوطنية بحلول منتصف عام 2025.
خطة مصر الطموحة للطاقة المتجددة
وفقا لتقرير موقع مجلة الطاقة الهندية، أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة عن هذه المبادرة، وهي جزء من استراتيجية البلاد لتنويع مصادر الطاقة ومعالجة احتياجات الطاقة المحلية المتزايدة. وبمشاركة القطاع الخاص واستثمار يتجاوز 2.5 مليار دولار أمريكي، تضع مصر نفسها كقائدة في قطاع الطاقة المتجددة في شمال إفريقيا.
وفقا لتقرير المجلة الهندية، يعكس هذا التوسع الهائل التزام مصر بالتنمية المستدامة والحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري. ومن خلال الاستفادة من مواردها الهائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تهدف البلاد إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة من قبل سكانها المتزايدين مع المساهمة في تحقيق أهداف المناخ العالمية.
القطاع الخاص يقود التغيير
إن مفتاح استراتيجية الطاقة المتجددة في مصر هو مشاركة شركات القطاع الخاص من خلال نموذج البناء والتملك والتشغيل (B.O.O). وبموجب هذا النموذج، سيمول المستثمرون من القطاع الخاص مشاريع الطاقة ويبنونها ويديرونها، مع التزام شركة نقل الكهرباء المصرية بشراء كل الكهرباء المولدة طوال العمر التشغيلي للمحطات. ومن المتوقع أن تعمل محطات الطاقة الشمسية لمدة 20 عامًا، في حين يبلغ عمر مزارع الرياح 25 عامًا.
أقرا أيضا.. انهيار صادرات الفحم الروسية لمصر وسط مشاكل ربحية وتحديات اقتصادية ولوجستية
ومن الجدير بالذكر أن شركات دولية كبرى تشارك في هذه المبادرة. حيث تعمل شركة Scatec النرويجية على تطوير محطة للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات، وتقوم شركة AMEA Power الإماراتية ببناء مشروع للطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميجاوات على مرحلتين.
كما يتم تطوير مزرعة رياح بقدرة 650 ميجاوات من قبل اتحاد يضم شركة Orascom Construction (مصر) وشركة Toyota Tsusho اليابانية وشركة Engie الفرنسية. بالإضافة إلى ذلك، تقود شركة ACWA Power السعودية مشروع مزرعة رياح بقدرة 200 ميجاوات. وتسلط هذه الجهود الضوء على الثقة المتزايدة للمستثمرين الأجانب في سوق الطاقة المتجددة في مصر.
المواقع الاستراتيجية والاستثمار
ستقع مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل أساسي في رأس غارب، بالقرب من مدينة الغردقة الساحلية، وفي أسوان، وهي منطقة تستفيد من أشعة الشمس على مدار العام والرياح القوية. وقد تم اختيار هذه المواقع استراتيجيًا لظروفها الجوية المثالية، مما يضمن أقصى إنتاج للطاقة.
يتجاوز إجمالي الاستثمار لهذه المشاريع 2.5 مليار دولار أمريكي، وهو مؤشر واضح على التزام مصر الجاد بهذا القطاع. لا يمثل هذا الاستثمار دفعة كبيرة للبنية التحتية للطاقة المتجددة في البلاد فحسب، بل يعكس أيضًا الاهتمام العالمي المتزايد بمشاريع الطاقة النظيفة في مصر. كما يعمل تدفق الشركات الأجنبية والخبرات إلى السوق على تعزيز مكانة مصر كمركز ناشئ للطاقة المتجددة في المنطقة.
مشهد الطاقة المتجددة في مصر
لقد قطعت مصر خطوات ثابتة في تطوير الطاقة المتجددة على مدى العقد الماضي. وقد أعطت قيادة البلاد الأولوية للطاقة المتجددة، وحددت هدفًا لتوليد 42٪ من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2035. وبهذه المشاريع الجديدة، تسير البلاد على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف.
وفقًا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) في عام 2023، تعد مصر بالفعل لاعباً رائداً في قطاع الطاقة المتجددة في إفريقيا، وخاصة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقد اجتذب الموقع الجغرافي الملائم للبلاد والاستقرار السياسي المستثمرين الأجانب، الذين يتوقون للاستفادة من إمكانات الطاقة المتجددة في مصر.
