بلاك روك تدرس بيع حصتها من أرامكو بعد صفقة بـ15.5 مليار دولار.. كيف يؤثر ذلك على سوق الطاقة؟

تدرس شركة بلاك روك، العملاق العالمي في إدارة الأصول، إمكانية بيع حصتها في حقوق تأجير شبكة أنابيب الغاز الطبيعي التابعة لشركة أرامكو السعودية. ووفقا لمصادر مطلعة، تُجرى مناقشات سرية بين الطرفين، لكن لم يُحسم الأمر بعد ولا توجد ضمانات على إتمام الصفقة.

ووفقا لوكالة “بلومبرج”، تأتي هذه الخطوة بعد استحواذ بلاك روك في 2021 على حصة 49% من الكيان الذي يتحكم في حقوق تأجير الخطوط في صفقة تجاوزت قيمتها 15.5 مليار دولار، ما كان حينها دليلا على جاذبية استثمارات أرامكو للبنية التحتية للطاقة على المستوى العالمي.

أرامكو وتعزيز السيطرة على خطوط الأنابيب

ويرى خبراء السوق في احتمالية إعادة شراء أرامكو لحصة بلاك روك إشارة واضحة إلى رغبة الشركة في تعزيز سيطرتها على بنية خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحيوية، خصوصا في ظل تقلبات السوق العالمية.

وتستند هذه الخطوة إلى استراتيجية مشابهة لما حدث في أبوظبي، حيث أعادت شركة لونيت لإدارة الأصول شراء حصص من مستثمرين عالميين، من بينهم بلاك روك وكيه كي آر، في أصول خطوط أنابيب النفط التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

الوضع المالي لأرامكو وتأثير تقلبات السوق

تأتي هذه الخطوة في ظل ارتفاع مستويات ديون أرامكو إلى مستويات غير مسبوقة خلال الثلاث سنوات الماضية، مع سعي الشركة لزيادة قدرتها على الاقتراض من أجل تمويل التوسع وتحسين هيكل الميزانية.

وأكد أمين الناصر، الرئيس التنفيذي، في مايو الماضي أن الشركة تستهدف الاستفادة القصوى من ميزانيتها في مواجهة تحديات انخفاض أسعار النفط بسبب تسريع تحالف أوبك+ رفع تخفيضات الإنتاج.

سياق التخارجات الاستثمارية في الخليج

ويمثل استحواذ بلاك روك عام 2021 جزءا من اتجاه أكبر لتخارج أرامكو من بعض الأصول لتمويل قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية، ضمن خطة رؤية 2030 للتنويع الاقتصادي.

كما شملت تلك الخطوات بيع حصص في خطوط أنابيب النفط بقيمة 12.4 مليار دولار في نفس الفترة.

ولم يقتصر توسع بلاك روك في الخليج على السعودية فقط، بل شمل الكويت وقطر والإمارات، مع ترسيخ حضور قوي في المنطقة من خلال افتتاح أول مكتب استثماري عالمي في الرياض، ما يجعلها لاعبا محوريا في استثمارات قطاع الطاقة بالشرق الأوسط.

آراء الخبراء وتداعيات السوق

ويرى محللو قطاع الطاقة أن قرار بلاك روك المحتمل بالخروج من هذه الحصة يعكس إعادة تقييم متجددة لاستراتيجيات الاستثمار في أصول البنية التحتية للطاقة في ضوء التحولات الجيوسياسية والتقلبات السوقية العالمية.

ويرى الخبراء في اهتمام أرامكو باستعادة أصول خطوط الأنابيب تأكيدا على أهمية التحكم في سلاسل إمداد الطاقة الاستراتيجية التي تشكل ركيزة لطموحات المملكة الاقتصادية.

وتسلط تجارب أبوظبي في إعادة شراء حصص خطوط الأنابيب من شركات عالمية الضوء على اتجاه إقليمي واضح نحو استعادة الشركات الوطنية السيطرة على البنية التحتية الأساسية، مع ضرورة تحقيق توازن بين جذب الاستثمارات الأجنبية والحفاظ على السيطرة السيادية.

 توازن جديد في استثمارات الطاقة الخليجية

وتمثل مناقشات بلاك روك حول بيع حصتها في خطوط أنابيب غاز أرامكو السعودية، جنباً إلى جنب مع احتمال إعادة الشراء من قبل أرامكو، انعكاسا لتغيرات ديناميكية في العلاقة بين مديري الأصول العالميين وشركات الطاقة السيادية الخليجية.

اقرأ أيضا.. بمزايا مالية جاذبة للكفاءات.. الخارجية السعودية تطرح 20 وظيفة مميزة عبر منصة جدارات

وقد تعيد هذه التطورات تشكيل هيكلة الملكية للبنية التحتية الحيوية، مما ينعكس على تدفقات الاستثمار واستراتيجيات النمو الاقتصادية في المنطقة.

ويظل المشهد غامضا حتى الآن بسبب السرية وعدم حسم الصفقة، لكن المراقبين في قطاعي الطاقة والمالية يترقبون عن كثب الإعلان الرسمي الذي قد يحدد مسار إدارة أرامكو لأصولها الحيوية في ظل سوق عالمي متقلب.

زر الذهاب إلى الأعلى