بلينكن يزور إسرائيل في إطار الجهود الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة

القاهرة (خاص عن مصر)- من المقرر أن يشرع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في رحلته الحادية عشرة إلى الشرق الأوسط منذ الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي، وفقا لنيويورك تايمز.

تسلط هذه الرحلة الأخيرة الضوء على مساعي إدارة بايدن الدؤوبة للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة، وخاصة بعد وفاة زعيم حماس يحيى السنوار مؤخرًا، والتي تعتبرها واشنطن فرصة لتجديد الدبلوماسية. ومع ذلك، لا يزال الوضع محفوفًا بالمخاطر، حيث تعهد كل من حماس وقادة إسرائيل بمواصلة قتالهم.

المهمة الدبلوماسية لبلينكن

من المقرر أن يغادر بلينكن يوم الاثنين، ويشمل مسار رحلته إسرائيل، على الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تؤكد بعد توقفات إضافية. في رحلات سابقة، زار بلينكن مصر والأردن ودول الخليج العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، مما يعكس النطاق الواسع للجهود الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة.

تظل إدارة بايدن متفائلة بأن وفاة السنوار قد تفتح الأبواب للمفاوضات، وخاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، وتوفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحتاجين بشدة.

أقرا أيضا.. التواجد العسكري المصري في الصومال.. مناورة استراتيجية من مصر لتحدي نفوذ إثيوبيا

آفاق غير مؤكدة لوقف إطلاق النار

على الرغم من الدفع الدبلوماسي المتجدد، لا يزال العديد من الخبراء متشككين في جدوى وقف إطلاق النار. تواصل حماس والقوات الإسرائيلية حملاتها، دون أي علامة على خفض التصعيد. وهذا يخلق بيئة معقدة لمهمة بلينكن، مع تعمق الصراع في غزة وعلى طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث تخوض القوات الإسرائيلية اشتباكات مع حزب الله.

تهديد التصعيد الإسرائيلي الإيراني

تأتي زيارة بلينكن أيضًا في لحظة حرجة، حيث تستعد المنطقة لرد عسكري إسرائيلي محتمل على هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر. وقد ناقش المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون ردود الفعل المحتملة، على الرغم من أن واشنطن حثت إسرائيل على الامتناع عن استهداف البنية التحتية الإيرانية الحساسة النووية أو الطاقة لتجنب تصعيد أكبر.

التركيز على الحكم المستقبلي لغزة

سيكون الهدف الرئيسي الآخر لرحلة بلينكن هو التخطيط لحكم غزة بعد الصراع، وهو سؤال بالغ الأهمية مع تكثيف الحملة العسكرية الإسرائيلية. وقد أثار كل من الرئيس بايدن وبلينكن هذه القضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. قال الرئيس بايدن الأسبوع الماضي، “سنعمل على تحديد ما هو اليوم التالي – كيف نؤمن غزة ونمضي قدمًا؟”، مما يعكس تركيز الإدارة على ما يأتي بعد هدوء القتال.

الجهود الدبلوماسية الأوسع: اتفاق السلام السعودي الإسرائيلي

بالتوازي مع جهوده بشأن غزة، سيواصل بلينكن مناقشة المبادرة الدبلوماسية الإقليمية الأوسع التي تشمل المملكة العربية السعودية وإسرائيل. لأكثر من عامين، كانت إدارة بايدن تعمل على التوصل إلى اتفاق تاريخي من شأنه أن يرى المملكة العربية السعودية تطبع العلاقات رسميًا مع إسرائيل مقابل الالتزام بإقامة دولة فلسطينية. ولكن مع انخراط إسرائيل الآن في غزة ولبنان، فإن احتمالات إبرام مثل هذه الصفقة خلال فترة ولاية بايدن تبدو ضئيلة بشكل متزايد.

التحديات المقبلة

في حين يظل بلينكن متفائلاً، حيث أكد الشهر الماضي أن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل لا يزال في متناول اليد، فإن الوضع على الأرض يفرض عقبات هائلة. لا تزال حماس وحزب الله متمسكين بمواقفهما، وقد أدت الصراعات المستمرة إلى تعقيد المبادرات الدبلوماسية الأوسع نطاقًا. ستكون زيارة بلينكن اختبارًا حاسمًا لما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على المساعدة في تهدئة التوترات ودفع الجهود الدبلوماسية إلى الأمام في منطقة تجتاحها أعمال العنف بشكل متزايد.

زر الذهاب إلى الأعلى