بوتين مستعد لمناقشة الهدنة في أوكرانيا لكن بشروط

القاهرة (خاص عن مصر)- أعربت روسيا أن بوتين مستعد لمناقشة الهدنة المتعلقة بوقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا – وإن كان مع شروط واضحة فيما يتعلق بالشروط النهائية لتسوية السلام. يأتي هذا التطور وسط جهود دولية متزايدة لتهدئة الصراع، الذي استعر الآن لأكثر من ثلاث سنوات.
وفقا لبلومبرج، كشفت مصادر مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستكون منفتحة على الهدنة، ولكن فقط إذا كان هناك تقدم ملموس نحو اتفاق سلام نهائي.
الشرط الرئيسي الذي أبرزه المسؤولون الروس هو أن أي مناقشات يجب أن تنطوي على إطار شامل للسلام، إطار يحدد بوضوح معالم الحل الطويل الأجل، بما في ذلك نشر قوات حفظ السلام.
فهم شروط روسيا للسلام
تتجاوز شروط وقف إطلاق النار التي اقترحتها روسيا مجرد وقف الأعمال العدائية. وفقًا لأفراد مطلعين على المناقشات، تصر موسكو على فهم مفصل لكيفية تطور عملية السلام، وخاصة فيما يتعلق بعمليات حفظ السلام.
أحد المخاوف الرئيسية لروسيا هو تكوين بعثة حفظ السلام. لقد أوضحت موسكو أنها لن تقبل وجود قوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، ورفضت مقترحات من الدول الأوروبية التي تشير إلى “تحالف الراغبين” لمراقبة أي اتفاق سلام.
مع ذلك، أعربت روسيا عن انفتاحها على نشر قوات حفظ السلام من البلدان التي ظلت محايدة طوال الصراع، مثل الصين.
يمثل هذا الموقف انحرافًا كبيرًا عن نهج حلف شمال الأطلسي المعتاد لحفظ السلام، مما يعكس إصرار روسيا على حماية مصالحها الجيوسياسية.
تشير فكرة أن الصين يمكن أن تلعب دورًا في عملية حفظ السلام إلى تحول أوسع في ديناميكيات الدبلوماسية الدولية، مع ميل روسيا نحو التحالفات التي يمكن أن توازن النفوذ الغربي.
أقرا أيضا.. أمريكا تستخدم الذكاء الاصطناعي لإلغاء تأشيرات الطلاب المؤيدين لحماس على الإنترنت
التحركات الدبلوماسية والمشاركة الأمريكية
يأتي ظهور هذه التفاصيل في أعقاب سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى، وأبرزها في المملكة العربية السعودية، حيث التقى مسؤولون أمريكيون وروس الشهر الماضي لمناقشة احتمالات وقف إطلاق النار.
كان هذا أول رد فعل جاد من روسيا على الدعوة العلنية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار ومحادثات السلام. وبحسب المصادر، ناقش ترامب وبوتن أيضًا إمكانية عقد قمة، رغم عدم تحديد موعد محدد لمثل هذا الاجتماع.
ستكون المحادثات المقبلة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، أول مناقشات مباشرة بين الطرفين منذ تصاعد التوترات خلال المواجهة المثيرة للجدل بين الرئيس ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
غيرت الحكومة الأمريكية، تحت قيادة ترامب، موقفها بشأن تطلعات أوكرانيا إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأشارت إلى أنها قد تكون على استعداد للنظر في اتفاق سلام يتضمن تسويات بشأن القضايا الإقليمية – وهي نقطة خلاف لكلا الجانبين في الصراع الجاري.
تحول ترامب في السياسة والطريق إلى السلام
منذ تنصيبه في يناير، غير الرئيس ترامب بشكل جذري السياسة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا. ويشمل التحول تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتقليص تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف – وهي خطوات أثارت مخاوف بين الحلفاء الأوروبيين.
يزعم المنتقدون أن هذا التغيير يخاطر بمكافأة عدوان روسيا، وخاصة في ضوء غزوها لأوكرانيا عام 2022. ولكن ترامب يظل ثابتا في هدفه المتمثل في إنهاء الحرب بسرعة، مع التركيز على تأمين اتفاق سلام يمكن أن يعيد تشكيل المشهد الأمني الأوروبي.
من جانبه، رفض الرئيس بوتين باستمرار الدعوات لوقف إطلاق النار البسيط، وأكد بدلا من ذلك على الحاجة إلى “سلام طويل الأمد ودائم” يضمن أمن روسيا ومواطنيها. وتسلط تعليقاته الضوء على موقف روسيا الثابت بشأن ضمان أن أي اتفاق سلام يتضمن ضمانات أمنية قوية – سواء لروسيا نفسها أو المنطقة الأوسع.
الاستجابة الدولية والجمود
لا تزال مسألة الهدنة المؤقتة مثيرة للجدال. مؤخرا، رفضت روسيا اقتراحا فرنسيا بريطانيا بهدنة لمدة شهر لوقف العمليات الجوية والبحرية، فضلا عن الهجمات على البنية التحتية للطاقة. ويؤكد رفض بوتين للخطة على الجمود الدبلوماسي المستمر وصعوبة التوصل إلى إجماع بشأن شروط اتفاق السلام.
مع استمرار الحرب في تدمير أوكرانيا وإجهاد العلاقات الدولية، يظل الطريق نحو وقف إطلاق النار غير واضح. قد توفر المحادثات المقبلة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا مزيدًا من الوضوح بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، ولكن من الواضح أن روسيا لن تقدم تنازلات كبيرة دون ضمانات ملموسة بشأن مصالحها الأمنية.