بوتين يحذر خامنئي من سقوط النظام.. هل تقبل إيران بالوساطة الروسية؟

كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقل رسالة شديدة اللهجة من نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، محذرًا إياه من أن “نظامه في خطر”، في مؤشر على دخول موسكو بثقلها السياسي كوسيط محتمل في الأزمة المتفاقمة بين إيران وإسرائيل.

الصحيفة العبرية ذكرت أن بوتين بادر إلى الاتصال بترامب “بناء على طلب إيراني”، ما يؤكد وجود قنوات خلفية مفتوحة بين طهران وواشنطن رغم التصعيد الميداني والعقائدي بين الطرفين.

بوتين يحذّر خامنئي

وفقًا للمصادر الإسرائيلية، فإن الكرملين لم يكتفِ بنقل الموقف الأمريكي، بل اتخذ خطوة لافتة تمثلت في توجيه إنذار مباشر لخامنئي، داعيًا إياه إلى “التحرك سريعًا نحو المفاوضات”، محذرًا من أن استمرار التوتر قد يقود إلى انهيار النظام الإيراني.

وبحسب ما نقلته “إسرائيل هيوم”، فإن بوتين أمر أيضًا بإجلاء موظفي السفارة الروسية من طهران، وهو قرار يحمل دلالات سياسية وأمنية بالغة، في ظل التخوف من انزلاق العاصمة الإيرانية إلى دائرة عنف داخلي أو تصعيد خارجي واسع النطاق.

ترامب يرفض خطة اغتيال خامنئي

بالتوازي مع هذا التحرك الروسي، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس ترامب رفض خلال اليومين الماضيين خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، ما اعتُبر موقفًا أمريكيًا حاسمًا لكبح جماح التصعيد المفرط.

وأشار ترامب، في تصريحات لاحقة، إلى انفتاحه على قيام بوتين بدور الوسيط بين الجانبين، في خطوة قد تمهّد لإعادة تحريك مسار دبلوماسي، وسط صمت إيراني رسمي حيال هذه المبادرات حتى الآن.

إسرائيل ترفض التراجع عن استهداف بنية النظام الإيراني

ورغم المؤشرات السياسية على تهدئة محتملة، فإن الموقف الإسرائيلي لا يزال متجهًا نحو التصعيد، بحسب ما أعلنه وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ففي جلسة أمنية عقدها، الأحد، قال كاتس:”استمروا في تقشير جلد الأفعى… قشروا المشروع النووي، الدفاعات الجوية، الصواريخ، وكل الأهداف، بما في ذلك أهداف نظام الحكم في طهران”.

وشبّه كاتس وضع طهران الحالي بما جرى في بيروت، معتبرًا أن خامنئي “يحوّل إيران إلى بيروت أخرى”، في إشارة إلى حالة الانهيار الأمني والسياسي التي ضربت العاصمة اللبنانية في السنوات الماضية، نتيجة تغلغل النفوذ الإيراني فيها.

وساطة روسية بين إيران وإسرائيل

من وجهة نظر المراقبين، فإن التحرك الروسي يعكس قلقًا حقيقيًا من فقدان السيطرة على الحليف الإيراني. فموسكو التي ترتبط بعلاقات استراتيجية مع طهران، تخشى أن يقود التصعيد الحالي إلى ضرب استقرار النظام، وهو ما من شأنه التأثير على مصالحها في سوريا ووسط آسيا.

في المقابل، فإن قبول ترامب بمبدأ الوساطة عبر بوتين لا يعني تنازلًا أمريكيًا، بل هو تكتيك لإعادة إيران إلى طاولة التفاوض تحت الضغط، خاصة بعد تعرضها لسلسلة من الضربات الجوية الدقيقة داخل أراضيها، طالت منشآت نووية ومراكز حساسة.

وتشير تقارير إلى أن واشنطن تسعى لتقليص نفوذ طهران دون الانجرار إلى حرب شاملة، خاصة في ظل الانتخابات الأمريكية المقبلة، حيث يفضّل ترامب الظهور كرئيس يحقق الاستقرار لا يجرّ البلاد إلى صراعات مفتوحة.

هل يستجيب خامنئي لـ بوتين؟

وفق تقارير فإنه أمام هذه التطورات، تجد طهران نفسها في مأزق متعدد الأوجه. فإسرائيل تواصل الضربات، وروسيا توجه تحذيرات غير مسبوقة، وأمريكا تلوّح بالعصا والجزرة معًا، بينما تزداد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية داخليًا على النظام الإيراني.

ويري مراقبون أن الخيارات أمام خامنئي تبدو محدودة إما الاستمرار في التصعيد ما قد يدفع إلى ضربة إسرائيلية كبرى قد تشمل استهدافات لقادة الصف الأول والمنشآت النووية بشكل مباشر.

أو الانخراط في مفاوضات برعاية روسية وهو ما قد يمنح النظام فرصة لحفظ ماء الوجه مقابل تنازلات محدودة في الملفات النووية والصاروخية.

أو اللجوء إلى تصعيد غير مباشر عبر أذرعه الإقليمية كإشعال الجبهات في لبنان أو اليمن، وهو سيناريو قد يحمل تداعيات كارثية على الداخل الإيراني هذه المرة.

اقرا أيضا.. تربح من استمرار الحرب وتوقفها.. كيف تستفيد روسيا من التصعيد بين إسرائيل وإيران؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى