خاص عن العالم

بوينج تخفض 17 ألف وظيفة وتأجيل إطلاق طائرة 777X بسبب انخفاض الإيرادات

بوينج تخفض 10% من الوظائف وتأخر تسليم طائرات 777X وسط مشاكل مالية

من المقرر أن تقوم شركة بوينج بخفض حوالي 17000 وظيفة وتأخير تسليم طائرات 777X التي طال انتظارها حيث تكافح انتكاسات مالية كبيرة، وفقا لما نشره فاينانشال تايمز.

وبحسب خاص عن مصر، تضررت الشركة بشدة بسبب إضراب عمال الماكينات وقضايا مراقبة الجودة والخسائر المتزايدة، مما أجبرها على اتخاذ تدابير جذرية لتثبيت عملياتها.

تأثير تخفيضات الوظائف وتأخير 777X

كشف الرئيس التنفيذي لشركة بوينج كيلي أورتبرج أن 10٪ من القوة العاملة، أو ما يقرب من 17000 موظف، سيتم تسريحهم. وفي بيان للموظفين، أكد أورتبرج على خطورة الموقف: “إن عملنا في وضع صعب، ومن الصعب المبالغة في التحديات التي نواجهها معًا”. يأتي هذا القرار في الوقت الذي تكافح فيه بوينج لإدارة مجموعة متنوعة من النكسات، بما في ذلك الإضراب المستمر من قبل نقابة الرابطة الدولية لعمال الماكينات والطيران، والذي أثر بشدة على خطوط إنتاجها.

بالإضافة إلى تخفيضات الوظائف، تم تأجيل تسليم طائرة بوينج 777X، المقرر في البداية لعام 2020، مرة أخرى – هذه المرة من عام 2025 إلى عام 2026. تعتبر طائرة 777X، أحدث طائرة طويلة المدى من بوينج، حاسمة لآفاق الشركة المستقبلية، لكن التأخير المستمر أثار مخاوف بين المستثمرين وخبراء الصناعة.

الضغوط المالية تتصاعد

بدأت المشاكل المالية لشركة بوينج في وقت سابق من العام عندما أجبر المنظمون على تباطؤ الإنتاج بعد حادث لوحة الباب الذي شمل طائرات 737 ماكس. أدى هذا إلى انخفاض التدفق النقدي، مما أدى إلى تفاقم المشاكل المالية للشركة. أدى إضراب عمال الماكينات، الذي شهد خروج 33 ألف عامل في ولاية واشنطن من وظائفهم بعد رفض عرض عقد جديد، إلى تعميق الأزمة. وقد أدى توقف العمل إلى توقف إنتاج طائرات بوينج 767 و777، مما أدى إلى خفض الإيرادات بشكل أكبر وتوتر العلاقات مع كل من الموردين والعملاء.

أقرا ايضا.. انقطاع كابلات بحرية يعطل الإنترنت شرق إفريقيا للمرة الثالثة عام 2024

أصدرت شركة ستاندرد آند بورز تحذيرًا من احتمال خفض تصنيف سندات بوينج إلى حالة غير مرغوب فيها، مما يشير إلى خطورة الوضع المالي. ويتوقع المحللون الآن أن تجمع الشركة ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من الأسهم لدعم مواردها المالية. وذكرت بوينج أنها كانت لديها 10.5 مليار دولار من الاحتياطيات النقدية في نهاية سبتمبر، لكنها أحرقت أيضًا 1.3 مليار دولار نقدًا خلال الربع.

نتائج الربع الثالث تعكس تأثير الإضراب

في بيان صدر بعد إغلاق السوق يوم الجمعة، حذرت بوينج من أن نتائج الربع الثالث القادمة، والمتوقعة في 23 أكتوبر، ستعكس تأثيرات الإضراب بالإضافة إلى الرسوم المالية الأخرى. بلغت الخسائر في الربع ما يقرب من 10 دولارات للسهم، مدفوعة برسوم قبل الضريبة بقيمة 5 مليارات دولار. وتشمل هذه النفقات 3 مليارات دولار لبرامج الطائرات التجارية، مثل 777X و767، و2 مليار دولار لقطاعي الدفاع والفضاء.

وكان من المتوقع أن تبلغ إيرادات الربع 17.8 مليار دولار، وهو ما يقل بنحو 3% عن توقعات المحللين. وتستمر الشركة في مواجهة التحقيقات الفيدرالية المتعلقة بحادثي تحطم 737 ماكس في عامي 2018 و2019، كما ألقت مخاوف مراقبة الجودة المستمرة بظلالها على سمعتها.

استجابة النقابات وتوترات الإضراب

اتهم جون هولدن، رئيس منطقة الرابطة الدولية لعمال الماكينات والطيران، شركة بوينج بمحاولة إحداث شرخ داخل النقابة من خلال نشر عمليات خفض الوظائف. وقال هولدن: “إنهم يأملون في إحداث شرخ داخل نقابتنا”، لكنه أضاف: “نحن أقوى من أي وقت مضى ومتحدون في كل خط اعتصام”.

وقد اندلعت الإضرابات نفسها بعد أن رفض أعضاء النقابة عرض بوينج بزيادة الأجور بنسبة 30%، بحجة أنها فشلت في تلبية مطالبهم. في محاولة للحفاظ على النقد، جمدت بوينج بالفعل التوظيف، وتوقفت عن تقديم طلبات الشراء للموردين، وأوقفت عشرات الآلاف من الموظفين عن العمل.

وأكد أورتبيرج أن عمليات التسريح المخطط لها ستمنع الحاجة إلى جولة أخرى من الإجازات، مشيرًا إلى أن التخفيضات ستؤثر على المديرين التنفيذيين والمديرين والموظفين على حد سواء. وبحلول نهاية عام 2023، كان لدى بوينج 171000 موظف على مستوى العالم.

مستقبل بوينج غير مؤكد

مع تنقل بوينج عبر هذه الفترة المضطربة، يظل المستقبل غير مؤكد. في حين أن تأخير 777X يشكل ضربة كبيرة، فإن القضية الأكثر إلحاحًا للشركة هي استعادة الاستقرار المالي. يتوقع الخبراء المزيد من التحركات من قبل بوينج لجمع الأسهم وتبسيط العمليات والتعافي من تداعيات الإضراب وتحدياتها الداخلية.

ومع ذلك، مع اقتراب تخفيض تصنيف السندات واستمرار المخاوف بشأن الجودة، فإن مسار بوينج نحو التعافي بعيد كل البعد عن الضمان. وسوف يراقب المستثمرون ومحللو الصناعة على حد سواء عن كثب الخطوات التالية للشركة، وخاصة تقرير الأرباح الصادر في 23 أكتوبر/تشرين الأول، والذي قد يوفر رؤى حاسمة حول جدوى جهود التحول التي تبذلها شركة بوينج.

زر الذهاب إلى الأعلى