بوينغ تُكثف إنتاج مقاتلات F-15EX.. خطة تحويلية لدعم الجيش الأمريكي والتصدير

كثّفت شركة بوينغ الأمريكية وتيرتها الإنتاجية لطائرات F-15EX Eagle II، في خطوة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في برنامج تحديث المقاتلات التابعة للقوات الجوية الأمريكية.
مقاتلات F-15EX.. تسليم طائرتين شهريًا بحلول 2026
ومع تقدم 90 طائرة حاليًا عبر خط التجميع، تستهدف الشركة تحقيق معدل تسليم ثابت يبلغ طائرتين شهريًا بحلول نهاية عام 2026، مما يُعزز من جاهزية الأسطول القتالي الأمريكي في مواجهة التحديات العالمية المتصاعدة.
هذا التصعيد الإنتاجي جاء نتيجة خطة تحويلية شاملة نفذتها بوينغ لتحسين كفاءة التصنيع وتقليص إعادة العمل، حيث أشار مدير تصنيع وسلامة الطائرات بالشركة، توم ألتامورو، إلى انخفاض شهري ملحوظ في معدلات العمل المُعاد، ما أسهم في استقرار المصنع وتعزيز إنتاجيته.
“ساعة الجودة”: مبادرة يومية لتحسين الأداء ومنع التعثر
في صميم هذه الخطة الجديدة، أطلقت بوينغ حملة داخلية بعنوان “خفض تكلفة إعادة العمل والمعايير المرفوضة”، تقوم على مفهوم الجودة الاستباقية من خلال اجتماعات يومية تُعرف باسم “ساعة قوة الجودة”، تهدف إلى معالجة المشاكل التصنيعية قبل أن تتحول إلى معوقات مؤثرة في جدول التسليم.
والنتيجة: سير إنتاج أكثر سلاسة، ومرونة أكبر في مواجهة أي طارئ لوجستي أو تقني.

حاجة ملحّة للاستبدال: F-15EX تدخل المعركة ضد الزمن
يمثل الإسراع في تسليم طائرات F-15EX أولوية قصوى لسلاح الجو الأمريكي، خاصة مع تقادم أسطول طائرات F-15C/D، وارتفاع تكاليف صيانته، وانخفاض جاهزيته التشغيلية.
وتشكّل هذه الطائرات الجديدة حلًا فوريًا لتفادي أي فجوات في القدرات القتالية في وقت تتطلب فيه البيئة الأمنية العالمية استجابة سريعة واستعدادًا دائمًا، لا سيما في مناطق حساسة مثل المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا الشرقية.
أكثر من مجرد تطوير: F-15EX تجمع بين التاريخ والابتكار
ليست F-15EX مجرد نسخة محسنة من الطائرة الأسطورية F-15، بل تُعد منصة متكاملة حديثة تمزج بين الإرث العملياتي الغني والتكنولوجيا المستقبلية. بقدرتها على حمل 12 صاروخ AIM-120 AMRAAM- وهو الرقم الأعلى بين المقاتلات الأمريكية – تتفوق الطائرة في بيئات القتال الجوي المتنازع عليها، وتتميز بأنظمة إلكترونية ومهام متقدمة تدعم التكامل في الشبكات الحربية الحديثة.
اقرأ أيضاً.. إثيوبيا توسّع شراكاتها الأمنية.. اتفاق استخباراتي مثير للجدل مع إيران
مقاتلات F-15EX مرونة غير مسبوقة.. تصميم مفتوح ومهام متعددة
واحدة من أبرز مزايا F-15EX هي بنية أنظمتها المفتوحة، التي تُتيح دمج التقنيات الجديدة بسرعة وكفاءة دون الحاجة لإصلاحات مُكلفة أو طويلة الأمد. كما أن تصميمها يدعم تحديثات متسارعة لأنظمة الحرب الإلكترونية وأجهزة الاستشعار والبرمجيات، لتظل الطائرة منصة قتال مرنة قابلة للتكيف مع طبيعة التهديدات المتغيرة.
تسليح استثنائي: حمولة تصل إلى 29,500 رطل
من الناحية التسليحية، تتفوق F-15EX على معظم المقاتلات في ترسانة الولايات المتحدة. فهي قادرة على حمل ما يصل إلى 29,500 رطل من الذخائر، تتضمن صواريخ جو-جو وجو-أرض، إلى جانب الاستعداد لدعم ذخائر مستقبلية مثل الصواريخ الأسرع من الصوت، ما يمنحها تفوقًا ناريًا يصعب مجاراته.
انتشار سريع ودعم لوجستي متطور
صُممت الطائرة لتكون قابلة للانتشار الفوري والتشغيل المستمر، مدعومة بمحركين قويين وهيكل متين، ما يجعلها مثالية للمهام التي تتطلب استجابة سريعة وحضورًا دائمًا في الخطوط الأمامية.
وتُسهّل قمرة القيادة المتقدمة ورادار AESA الحديث وأنظمة الحرب الإلكترونية من أداء الطيارين، مع ضمان البقاء في بيئات قتالية معقدة.

تحديث بتكلفة أقل .. وبدون تغييرات جذرية في البنية التحتية
الأهم من ذلك، أن F-15EX تتيح استبدال الطائرات القديمة دون الحاجة إلى تدريب جديد أو بنى تحتية إضافية، ما يُحقق وفورات مالية ويُبسط عملية التحديث، وهي نقطة حاسمة في ظل قيود الميزانية الدفاعية. من خلال هذه الاستراتيجية، تُمكن بوينغ القوات الجوية من تحديث أسطولها القتالي بسرعة وكفاءة، دون تعطيل عملياتها.
F-15EX .. حجر الزاوية في مستقبل الردع الجوي الأمريكي
بفضل الجمع بين الإرث القتالي المجرب والتكنولوجيا الحديثة والقدرة على التطوير المستمر، تُعتبر F-15EX منصة قتال متعددة الأدوار يُعوّل عليها لتعزيز قدرات الردع الأمريكية خلال العقود المقبلة.
ومع مضي بوينغ في تسريع الإنتاج، يبدو أن واشنطن تضع حجر الزاوية لتحديث هيكل قواتها الجوية دون المساس بجاهزيتها القتالية.
بالطبع، إليك فقرة مضافة بصيغة متناسقة مع التقرير، تُسلّط الضوء على بُعد التصدير وخاصة ما يتعلق بالسعودية:
ضغط الإنتاج لا يخدم واشنطن فقط .. بل حلفاءها أيضًا
لا يقتصر تسريع إنتاج طائرات F-15EX على تلبية متطلبات سلاح الجو الأمريكي فحسب، بل يأتي أيضًا استجابةً للطلب المتزايد من شركاء الولايات المتحدة الدوليين، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.
فبعد الجولة الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الخليج، أعيد تسليط الضوء على صفقات التسلّح الكبرى التي تم التفاوض عليها مع دول الخليج، ومنها اهتمام سعودي بتحديث أسطول F-15.
وتُعد F-15EX خيارًا مثاليًا لدول تسعى إلى تعزيز قدراتها الجوية دون الحاجة لإعادة بناء البنية التحتية أو تدريب طواقم جديدة، ما يجعل ضغط الإنتاج الحالي في بوينغ مدفوعًا أيضًا بموجة محتملة من طلبات التصدير الاستراتيجية.
اقرأ أيضاً.. لأول مرة| كوريا الشمالية تُدخل صواريخ جو-جو موجهة بالرادار للخدمة محليًا- اعرف أبرز المميزات