بيل جيتس يدعو لدعم الصحة العالمية وإنقاذ كل طفل من وفيات يمكن الوقاية منها
يؤكد جيتس أن الاستثمارات في الصحة والتعليم ليست مجرد ضرورات أخلاقية ــ بل استراتيجيات اقتصادية سليمة
في مقال رأي نُشرته صحيفة صنداي تايمز، شارك بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت والمتبرع العالمي الشهير، رؤيته للصحة العالمية والدور الحاسم للمساعدات الخارجية في معالجة الأسباب التي يمكن الوقاية منها لوفيات الأطفال.
وفقا لكلماته بحسب خاص عن مصر، تظل مهمة جيتس، سواء في مؤسسته أو طوال حياته، تركز بشكل حازم على ضمان عدم وفاة أي طفل من ظروف كان من الممكن منعها.
وفي حين ينظر البعض إلى التحديات العالمية على أنها ثانوية مقارنة بالقضايا المحلية الملحة، يوضح جيتس أن الاثنين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا وأن دعم الصحة العالمية يمكن أن يفيد الجميع، بغض النظر عن الحدود.
التأثيرات المتتالية للتحديات العالمية
يبدأ جيتس بالتأكيد على مدى ترابط العالم، مشيرًا إلى أن الأحداث العالمية غالبًا ما يكون لها تأثيرات مباشرة على الاقتصادات المحلية والأمن. على سبيل المثال، يمكن أن تنتشر التقلبات في أسعار المواد الغذائية، أو الهجرة، أو حتى انتشار الأمراض مثل mpox عبر الحدود وتؤثر على الجميع.
وهذا هو السبب الذي يجعل خفض المساعدات الخارجية كرد فعل على الضغوط المالية ليس قصير النظر فحسب، بل إنه أيضاً غير منتج. فالدول الصحية تساهم في النمو الاقتصادي العالمي، والفشل في الاستثمار في الصحة العالمية يهدد بتقويض التقدم في الداخل والخارج.
أقرا أيضا.. علماء الفلك يكشفون عن كوكب يستضيف قمرًا ينفث سحابة بركانية
الحجة الاقتصادية للاستثمار في الصحة العالمية
يؤكد جيتس أن الاستثمارات في الصحة والتعليم ليست مجرد ضرورات أخلاقية ــ بل هي أيضاً استراتيجيات اقتصادية سليمة. يستخدم مثال تحالف اللقاحات جافي، الذي قام بتطعيم أكثر من 1.1 مليار طفل منذ تأسيسه في عام 2000.
العائد المالي لهذه التطعيمات مذهل: فكل جنيه إسترليني ينفق على اللقاحات يوفر 21 جنيهاً إسترلينياً من التكاليف الطبية ويولد 54 جنيهاً إسترلينياً في الإنتاجية الاقتصادية. ويشير جيتس إلى أن الفوائد الاقتصادية لهذه اللقاحات بلغت أكثر من 165 مليار جنيه إسترليني، مما يدل على أن العالم الأكثر صحة يعني عالماً أكثر ثراءً للجميع.
دور العمل الجماعي في تعزيز الصحة العالمية
بينما يعترف جيتس بأن توفير الرعاية الصحية هو في نهاية المطاف مسؤولية حكومة كل دولة، فإنه يزعم أن التقدم السريع يمكن تحقيقه من خلال العمل الجماعي. ويستشهد بالانخفاضات الكبيرة في معدل وفيات الأطفال وانتشار الأمراض المعدية التي تحققت من خلال التعاون العالمي في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين.
مع ذلك، يحذر جيتس من أن هذا التقدم أصبح الآن في خطر، بسبب التحديات المتعددة، بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والحروب والضغوط الاقتصادية المحلية المتزايدة، والتي تهدد بتحويل الأموال بعيدًا عن الجهود الصحية العالمية.
التهديد الذي تواجهه أفريقيا وتمويل الصحة العالمية
أحد المخاوف الملحة التي أبرزها جيتس هو انخفاض حصة المساعدات الخارجية الموجهة إلى أفريقيا، حيث تتركز التحديات الصحية، وخاصة الأمراض المعدية مثل الملاريا، بشكل غير متناسب. وعلى الرغم من أن أفريقيا تمثل 95٪ من حالات الملاريا في العالم، فقد انخفضت حصة إجمالي المساعدات الخارجية المخصصة للقارة من ما يقرب من 40٪ في عام 2010 إلى 25٪ فقط اليوم.
في الوقت نفسه، تواجه العديد من أفقر دول أفريقيا أزمة ديون، الأمر الذي يتركها بموارد أقل للاستثمار في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية.
دعوة لإعادة إشعال مهمة الصحة العالمية
يزعم جيتس أن هذا الانخفاض في المساعدات يهدد التقدم المحرز حتى الآن ويدعو إلى إحساس متجدد بالمهمة العالمية. وهو يعتقد أنه إذا أعادت الدول، وخاصة المملكة المتحدة، الالتزام بحل التحديات الصحية الملحة، فإنها يمكن أن تعزز نفس التقدم السريع الذي شهدناه في وقت سابق من هذا القرن.
يشير إلى الابتكارات الواعدة في الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها، والتي يتم تطوير الكثير منها من قبل علماء المملكة المتحدة بالتعاون مع نظرائهم في أفريقيا.