بين الجوع والقصف والعطش.. قاتل جديد يهدد أطفال غزة | ما القصة؟
في تحذير جديد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” أن أطفال غزة يواجهون خطر الموت عطشا بعد أن دخلت أزمة المياه في القطاع دخلت مرحلة حرجة، تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، في مقدمتهم الأطفال، بعد أن أوشكت مرافق إنتاج المياه على التوقف الكامل بسبب نفاد الوقود.
وقالت المنظمة، في بيان صدر الجمعة، إن الوقود الذي تعتمد عليه محطات تحلية وضخ المياه على وشك النفاد بالكامل، مما يعني أن السكان قد يجدون أنفسهم محرومين من المياه الصالحة للشرب في غضون أسابيع، ما لم يتم إدخال كميات عاجلة من الوقود إلى غزة المحاصرة.
انهيار وشيك لمنظومة المياه في غزة
وأوضحت “اليونيسيف” أن 87 مرفقًا فقط لإنتاج المياه ما زالت تعمل من أصل 217 مرفقًا كانت قائمة قبل تصاعد العدوان الإسرائيلي، لافتة إلى أن استمرار تعذر دخول الوقود منذ أكثر من 100 يوم تسبب في شلل شبه تام للبنية التحتية الحيوية في القطاع، وعلى رأسها منظومة المياه والصرف الصحي.
وأشارت المنظمة إلى أن نقص المياه لا يُعد مجرد أزمة خدمات، بل تهديد مباشر لحياة الأطفال الذين باتوا عرضة للإصابة بأمراض قاتلة نتيجة شرب مياه ملوثة أو عدم حصولهم على الحد الأدنى من النظافة.
أطفال غزة يدفعون الثمن
وربطت “اليونيسيف” بين أزمة المياه والتدهور الحاد في صحة الأطفال، مشيرة إلى ارتفاع نسبة وفيات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنسبة 50% خلال الفترة بين شهري أبريل ومايو الماضيين، في مؤشر خطير على تفاقم الوضع الصحي داخل القطاع.
وأكدت أن المستشفيات غير قادرة على التعامل مع هذا التدهور، بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية الأساسية، ما يحرم آلاف الأطفال من العلاج ويعرض حياتهم للخطر، في ظل ظروف معيشية مأساوية فرضها الحصار والقصف المستمر.
دعوة دولية عاجلة لحماية أطفال غزة
وحثت “اليونيسيف” المجتمع الدولي على التحرك الفوري لضمان دخول الوقود والمساعدات الإنسانية، محذّرة من أن “التقاعس سيؤدي إلى كارثة غير مسبوقة”، خصوصًا أن سكان غزة يعانون بالفعل من الجوع، والانهيار الصحي، والقصف المتواصل منذ أشهر.
وأكدت أن الوقود لم يعد مسألة تشغيلية بل شريان حياة، وأن فقدانه يهدد بقتل مزيد من الأطفال بصمت، في ظل عالم يواصل التفرّج.
اقرأ أيضا
صاروخ إيراني يصيب جوهرة التاج العلمي لإسرائيل.. ماذا نعرف عن معهد وايزمان للعلوم؟
