بين “لا ننسى” و”نحن جنود القدس”.. حرب الرسائل تشتعل بين حماس وإسرائيل

تحوَّل ملف تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل إلى ساحة جديدة لتبادل الرسائل السياسية والنفسية بين الطرفين؛ حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على مجرد عملية إطلاق سراح متبادل، بل بات وسيلة لكل طرف لإظهار قوته وفرض روايته للصراع.

ففي كل مرحلة من الاتفاق، تسعى إسرائيل إلى ترسيخ سرديتها من خلال إجراءات تهدف إلى إذلال الأسرى الفلسطينيين حتى لحظة الإفراج عنهم، بينما تستغل حماس الحدث لتعزيز صورتها كقوة تفرض شروطها على الاحتلال.

هذه المواجهة الرمزية تعكس عمق الصراع بين الطرفين، حيث أصبحت كل خطوة في عملية التبادل تحمل أبعادًا تتجاوز مجرد استعادة المحتجزين، لتصل إلى مستوى الحرب النفسية والتأثير في الرأي العام الداخلي والخارجي.

إسرائيل لـ حماس : لن ننسي ولن نسامح

وصباح اليوم السبت، احتشد مئات الفلسطينيين أمام سجن عوفر استعدادًا لاستقبال الأسرى المفرج عنهم ضمن اتفاق التبادل مع إسرائيل، إلا أن تل أبيب لم تفوت الفرصة لتوجيه رسائل تهديد واضحة.

وبحسب وسائل إعلام فقد أجبرت إسرائيل الأسرى الفلسطينيين على ارتداء قمصان بيضاء كتب عليها “لن ننسى ولن نسامح” إلى جانب نجمة داود، في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر 2023 وعمليات أخرى نفذها الأسرى أو أدينوا بها.

ووَفْق مراقبين فإن هذه الخطوة حملت بعدا دعائيا ورسالة سياسية، خاصة أن بعض المفرج عنهم كانوا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.

حماس لـ إسرائيل : نحن الجنود يا قدس فاشهدي

في المقابل، ظهرت صورة مختلفة تماما عند الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة، يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبنوف، حيث تم تسليمهم لحماس في مدينة خان يونس بملابس مدنية، لكنهم أُحيطوا بعناصر كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، في استعراض واضح للقوة.

كما نُصبت منصة عند موقع التسليم كُتب عليها “نحن الجنود يا قدس فاشهدي”، في رسالة تعكس رؤية الفصائل الفلسطينية للصراع.

وكما في المرات السابقة، منحت حماس الأسرى المحررين شهادات إطلاق سراح، وهو إجراء يحمل أبعادا سياسية وإعلامية، حيث تسعى الحركة إلى تعزيز صورتها كجهة مسيطرة على ملف الأسرى.

تفاصيل الاتفاق بين حماس وإسرائيل

تأتي هذه الدفعة من عمليات الإفراج ضمن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، الذي وافقت عليه حماس الشهر الماضي،

وينص الاتفاق على إطلاق سراح 33 إسرائيليا، معظمهم من النساء وكبار السن، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. كما يشمل أيضا وقفًا مؤقتا لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وانسحابًا إسرائيليا جزئيًا من بعض المناطق في غزة.

حتى الآن، تم الإفراج عن 16 إسرائيليا، بالإضافة إلى خمسة أسرى من الجنسية التايلاندية تم تسليمهم خارج إطار الاتفاق الأساسي. في المقابل، لا يزال هناك 73 إسرائيليًا محتجزين لدى حماس، وتقدر إسرائيل أن نصفهم فقط على قيد الحياة.

ضغوط داخلية وتحديات التفاوض

وبحسب تقارير فمع استمرار تنفيذ الاتفاق، تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا داخلية متزايدة، حيث تتهم عائلات الأسرى المحتجزين في غزة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتباطؤ في التفاوض لاستعادتهم.

في المقابل، تسعى حماس إلى تحقيق مكاسب سياسية إضافية في أي جولة تفاوض جديدة، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح قيادات بارزة من السجون الإسرائيلية.

من المتوقع أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق خلال الأيام المقبلة، وسط تعقيدات ميدانية وسياسية، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، مما قد يؤثر على سير تنفيذ الاتفاق ويزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.

اقرأ أيضًا: سجن صيدنايا يتحول إلى سوق شعبي.. ماذا يحدث في سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى