بين نفي باكستان وغضب الهند.. التنظيمات المتهمة في كشمير تحت النيران من جديد

اندلع التصعيد الأخير بين الهند وباكستان، والذي يُمثل أعنف قتال بين البلدين منذ عقود، إثر هجوم إرهابي على مدنيين في كشمير الشهر الماضي.
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، أعلنت جماعة أقل شهرة، تُدعى “جبهة المقاومة”، مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أودى بحياة 26 شخصًا – معظمهم من الرجال الهندوس – وتتهمها الهند بأنها واجهة لمنظمات إرهابية أكبر تعمل انطلاقًا من باكستان.
ردًا على ذلك، شنت الهند ضربات عسكرية ضد أهداف في باكستان، مشيرةً إلى تورط جماعتين إرهابيتين بارزتين: عسكر طيبة وجيش محمد. ونفت باكستان هذه الادعاءات، رافضةً مزاعم تورط الهند.
إليكم ما نعرفه عن الجماعات التي زعمت الهند استهدافها في ضرباتها العسكرية.
جماعة عسكر طيبة (LeT)
تأسست جماعة عسكر طيبة، إحدى أشهر الجماعات المسلحة في جنوب آسيا، في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت مسؤولة عن بعض أعنف الهجمات في الهند.
اكتسبت سمعة دولية سيئة بعد تدبيرها هجمات مومباي عام 2008، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 160 شخصًا. خلال الهجوم، استهدف مسلحون، وصلوا عبر قارب، عدة مواقع، بما في ذلك فندق فاخر، واحتجزوا رهائن. أدلى أحد المهاجمين، الذي أُلقي القبض عليه حيًا، باعترافات تربط الجماعة بباكستان.
على الرغم من اعتراف باكستان بصلات جماعة عسكر طيبة السابقة بالعنف في الهند، إلا أنها تزعم أن الجماعة حُظرت وحُلّت.
مع ذلك، يجادل المسؤولون الهنود بأن جماعة عسكر طيبة لا تزال تعمل من خلال منظمات وفروع تابعة لها، بما في ذلك جبهة المقاومة، الجماعة التي يُزعم أنها وراء الهجوم الأخير في كشمير.
على الرغم من الإجراءات القانونية المتخذة ضد مؤسسها، حافظ سعيد، إلا أنه لا يزال طليقًا، ولا تزال السلطات الهندية تعتبره شخصية رئيسية داخل المنظمة.
جيش محمد (JeM)
جيش محمد، ثاني أكبر جماعة تستهدفها الهند، متورطة بشدة في أعمال العنف في كشمير. أسسها مسعود أزهر في تسعينيات القرن الماضي، ونفذت عدة هجمات بارزة في الهند، بما في ذلك تفجير قافلة عسكرية هندية عام 2019، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين.
في عام 2001، دبر جيش محمد أيضًا هجومًا داميًا على البرلمان الهندي، مما دفع الهند وباكستان إلى شفا الحرب.
سُجن أزهر في الهند لنشاطه المسلح في كشمير، ولكن أُطلق سراحه في صفقة تبادل رهائن مثيرة للجدل عام 1999 بعد أن اختطف مسلحون طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية متجهة إلى أفغانستان وطالبوا بإطلاق سراحه.
منذ إطلاق سراحه، واصل جيش محمد عملياته المسلحة، مستهدفًا القوات الهندية في كشمير في كثير من الأحيان.
اقرأ أيضا.. دخان أبيض يُشير لانتخاب بابا جديد.. أجراس الكاتدرائية تحتفي بالحبر الأعظم
ضربات الهند وتداعياتها
في ردها العسكري على الأنشطة الإرهابية، ضربت الهند تسعة مواقع في باكستان في وقت مبكر من صباح أحد أيام الأربعاء. استهدفت هذه الضربات منشآت مرتبطة بكل من عسكر طيبة وجيش محمد.
زعم مسؤولون هنود أنهم قتلوا نحو “100 إرهابي” في الضربات، على الرغم من أن تقارير عسكرية باكستانية أشارت إلى أن عدد القتلى أقل، إذ بلغ 31 ضحية.
استهدفت الضربات بشكل رئيسي منشآت مرتبطة بالجماعتين. ففي بهاولبور، وهي مدينة في إقليم البنجاب الباكستاني، قصفت الهند مجمعًا مرتبطًا بمسعود أزهر، مما أسفر عن مقتل 13 شخصًا، بينهم 10 من أفراد عائلته.
استهدفت ضربة أخرى في موريدكي، بالقرب من لاهور، مبنى كان في السابق مقرًا لعسكر طيبة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أفراد. وأكد مسؤولون باكستانيون أن هذا المبنى قد أُعيد استخدامه في عام 2019 بعد حظر الجماعات الأمامية لعسكر طيبة.
كما استهدفت ضربات أخرى معاهد دينية ومساجد أصغر مرتبطة بالجماعتين في كل من البنجاب والشطر الباكستاني من كشمير.
في حين أن الخسائر والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للجماعات لا تزال غير واضحة، فإن هذه الضربات تُبرز الصراع الدائر بين الهند وباكستان، والذي تفاقم بسبب مزاعم طويلة الأمد بدعم باكستان للجماعات المسلحة التي تعمل ضد الهند. وقد أثار هذا الوضع مخاوف من مواجهة عسكرية أوسع نطاقًا، حيث يستعد كلا البلدين لمزيد من التصعيد.