بين نيران غزة ونووي إيران.. هل يرسم عشاء نتنياهو وترامب خريطة حرب جديدة؟
يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وسط تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد الحديث عن احتمال تجدد المواجهة مع إيران، بينما لا تزال غزة تحت الحصار والمراقبة.
اللقاء، الذي يتوّج بوجبة عشاء رسمية في البيت الأبيض، يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة من الصراع أو التهدئة، سواء في الملف النووي الإيراني أو الحرب في قطاع غزة.
طلب إسرائيلي بضوء أخضر لضربة جديدة على إيران
كشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان”، أن نتنياهو سيطلب من ترامب تفويضًا واضحًا بشن ضربات جديدة ضد إيران في حال ثبت استمرارها في تخصيب اليورانيوم أو تطوير برنامجها النووي بعد الضربات التي نُفذت في يونيو الماضي.
وقالت الإذاعة إن نتنياهو يعتبر أن الحرب مع إيران لم تُحسم بعد، وأن أي مؤشرات على تعافي برنامج طهران النووي يجب أن تُواجَه بردّ عسكري فوري، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتبر اللقاء مع ترامب فرصة لـ”ترسيخ نتائج الحرب الأخيرة وضمان الردع المستقبلي”.
نتنياهو المنتصر
زيارة نتنياهو إلى واشنطن تأتي في أعقاب حرب استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، انتهت باتفاق وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية، تزامن مع قصف أمريكي لمواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، ما أعاد رسم خريطة التوازنات الإقليمية.
ووفق تقرير لموقع المونيتور الأمريكي، فإن نتنياهو يصل إلى البيت الأبيض “في وضع المنتصر”، ليس فقط عسكريًا، بل سياسيًا، بعد قرار تأجيل محاكمته في إسرائيل، ووضع غزة تحت رقابة مشددة بدعم أمريكي.
جدول دبلوماسي مزدحم بين نتنياهو وترامب
نشر الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، عبر منصة “إكس”، وثيقة رسمية تتضمن تفاصيل برنامج زيارة نتنياهو، الذي يبدأ اليوم الاثنين بلقاء مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في “بلير هاوس”، قبل أن يُستضاف على مأدبة عشاء في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي.
الوثيقة تُظهر جدولًا حافلًا حيث من المقرر عقد لقاء الثلاثاء مع نائب الرئيس جي دي فانس، واجتماعات مع أعضاء الكونغرس في الكابيتول.
ويجتمع الأربعاء مع وزير الدفاع بيت هيغسيث في البنتاغون، ثم حفل استقبال لكبار قادة المنظمات اليهودية والإنجيلية قبل أن يختتم الزيارة والعودة إلى إسرائيل مساءً الخميس.
إيران وغزة على رأس الأجندة
رغم أن الوثيقة لم تكشف تفاصيل الملفات التي ستُناقش خلال الزيارة، إلا أن مصادر أمريكية وإسرائيلية متطابقة أكدت أن الملف النووي الإيراني سيكون على رأس أولويات اللقاء، إضافة إلى مستقبل الحرب في غزة وإمكانية التوصل لاتفاق تهدئة دائم.
وكان ترامب قد صرّح، في وقت سابق، أنه سيحثّ نتنياهو على إنهاء الحرب في غزة، مشيرًا إلى ضرورة “تحقيق استقرار إقليمي يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية على المدى الطويل”.
مناورة سياسية أم تحضير لحرب؟
يرى مراقبون أن زيارة نتنياهو لا تحمل فقط رسائل ردع تجاه إيران، بل تحمل كذلك رسالة داخلية للناخب الإسرائيلي مفادها أن رئيس الوزراء يحظى بدعم غير محدود من واشنطن، خاصة من الرئيس ترامب.
ومن زاوية أخرى، يخشى خصوم نتنياهو أن يكون هدف الزيارة تصعيدًا مقصودًا يعيد خلط الأوراق، لا سيما في ظل الجمود السياسي الداخلي والضغوط الاقتصادية المتزايدة في إسرائيل.
اقرأ أيضا
القصة الكاملة لمخطط “إمارة الخليل” بالضفة الغربية.. مشروع انفصال أم مؤامرة إسرائيلية؟