بين 76 و80 ريالا سعوديا.. طيران ناس تحدد النطاق السعري لأسهمها

أعلنت شركة “طيران ناس”، إحدى أبرز شركات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن تحديد النطاق السعري لأسهمها ضمن الطرح العام الأولي المرتقب في سوق الأسهم السعودية “تداول”، ليقع السعر المبدئي للسهم الواحد ما بين 76 و80 ريالاً.
وبناءً على هذا النطاق، من المتوقع أن تتراوح القيمة السوقية للشركة عند إدراجها بين 13 و13.7 مليار ريال سعودي (ما يعادل نحو 3.65 مليار دولار أمريكي).
ويُعدّ هذا الإدراج المرتقب الثالث من نوعه لشركة طيران خليجية، بعد أن سبقتها “العربية للطيران” المدرجة في سوق دبي المالي و”طيران الجزيرة” المدرجة في السوق الكويتية، ما يكرس الاتجاه المتنامي نحو إدراج شركات الطيران منخفض التكلفة في البورصات الخليجية.
طلب قوي يغلق باب الاكتتاب لـ طيران ناس في دقائق
بحسب ما نقلته وكالة “بلومبرغ”، شهد الطرح إقبالاً واسعاً من المستثمرين، حيث تم تغطيته بالكامل خلال دقائق من فتح باب الاكتتاب، الذي يستهدف جمع 4.1 مليار ريال سعودي (نحو 1.1 مليار دولار).
ويشير هذا الطلب القوي إلى الثقة المتزايدة في قطاع الطيران السعودي، خاصة في ظل خطط التوسع المدعومة من رؤية المملكة 2030.
وقد بدأت فترة اكتتاب المؤسسات يوم الاثنين الماضي، ومن المقرر أن تستمر حتى 18 مايو الجاري، بحسب ما أعلنت “طيران ناس”، التي أوضحت أيضاً أن 34% من صافي العائدات ستُستخدم لدعم خطط النمو المستقبلية وأغراض تشغيلية عامة، فيما سيُخصص الجزء الأكبر من العائدات لتوزيعه على المساهمين البائعين.
مساهمون كبار يخففون ملكيتهم بعد الطرح
يتوزع هيكل الملكية في “طيران ناس” على عدد من كبار المستثمرين من بينهم شركة “المملكة القابضة” التي أسسها الأمير الوليد بن طلال، والتي تمتلك حصة غير مباشرة تبلغ 28.9% من الشركة، ستنخفض بعد الإدراج إلى نحو 21.4%.
أما الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود فيملك حصة غير مباشرة تُقدّر بنحو 39%، ستتراجع بدورها إلى 28.8% بعد الطرح.
ويشارك صندوق الاستثمارات العامة أيضاً في هيكل الملكية بحصة تبلغ 6.2% ستتقلص إلى 4.6%.
طيران ناس.. منصة للنمو في سوق تتجه للانفتاح والخصخصة
تأسست “طيران ناس” عام 2010، لتصبح إحدى شركات الطيران منخفض التكلفة القليلة التي نشأت في منطقة الخليج، في ظل بيئة طيران لطالما هيمنت عليها الناقلات الوطنية الكبرى.
وتُشغّل الشركة أسطولاً حديثاً مكوناً من 61 طائرة من طراز “إيرباص”، تنطلق من أربعة مراكز عمليات رئيسية هي: الرياض، جدة، الدمام، والمدينة المنورة.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، نجحت “طيران ناس” في نقل 10.9 مليون مسافر، مع معدل إشغال مقاعد بلغ 85.2%، وتُسيّر حالياً نحو 1861 رحلة أسبوعياً إلى 72 وجهة حول العالم، تشمل 16 وجهة داخل المملكة و56 وجهة دولية.
كما تتيح الوصول إلى 128 وجهة إضافية من خلال اتفاقيات الرمز المشترك والرحلات المتصلة مع شركات طيران دولية أخرى.
وفي عام 2023، خدمت الشركة 14.7 مليون مسافر، ما يمثل زيادة بنسبة 31% على أساس سنوي، وهو ما يعكس نمواً سريعاً في الأداء التشغيلي، ويفتح الباب أمام توسعات إضافية.
استراتيجية توسعية لـ طيران ناس مدعومة بـ225 طائرة جديدة
تراهن “طيران ناس” على خطط توسعية طموحة لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، حيث أعلنت الشركة عن اتفاقيات مؤكدة مع شركة “إيرباص” لشراء 195 طائرة ضيقة البدن، بالإضافة إلى 30 طائرة عريضة البدن.
وتُعد هذه الطلبية الضخمة مؤشراً واضحاً على التوجه نحو تعزيز الأسطول استعداداً لزيادة حركة المسافرين، سواء داخل المملكة أو إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
كما تنسجم هذه الخطط مع مستهدفات “رؤية السعودية 2030” والاستراتيجية الوطنية للطيران، التي تهدف إلى أن تصبح المملكة أحد أكبر خمس محاور عالمية لنقل الركاب بحلول نهاية العقد الجاري، والوصول إلى 330 مليون مسافر سنوياً.
سوق ذات تنافسية محدودة تتيح فرص الهيمنة
رغم النمو المتسارع في قطاع الطيران، إلا أن السوق السعودية للطيران منخفض التكلفة ما زالت تضم ثلاث شركات رئيسية فقط، بينها شركة تابعة للخطوط الجوية السعودية، ما يمنح “طيران ناس” ميزة تنافسية وفرصة لتعزيز حصتها السوقية، خاصة مع تزايد الطلب المحلي والدولي على الرحلات الاقتصادية.
وقالت الشركة في تصريحات سابقة إنها تعمل في سوق ذات تنافسية “محدودة نسبياً”، ما يجعلها في موقع قوي للاستفادة من أي فجوات في العرض، خصوصاً في ظل ارتفاع عدد الرحلات السياحية والدينية وزيادة الانفتاح الاقتصادي.
اقرأ أيضًا… طيران ناس تعتزم طرح 30% من أسهم الشركة للاكتتاب العام
إدراج استراتيجي يُعزز من ديناميكية السوق المالية
يمثّل إدراج “طيران ناس” خطوة استراتيجية لقطاع الطيران السعودي، ويعكس التحولات العميقة التي تشهدها السوق المالية ضمن برنامج الطروحات الأولية الواسع الذي تقوده الحكومة لجذب الاستثمارات وتعزيز الشفافية.
ومع الطلب القوي الذي شهده الاكتتاب منذ لحظاته الأولى، فإن التوقعات تشير إلى أن السهم سيكون أحد أبرز الأصول المتداولة في السوق خلال الفترة المقبلة.
ويُنتظر أن ينعكس هذا الإدراج إيجاباً على القطاع ككل، ويشجع شركات أخرى في مجال النقل والسياحة على التوجه نحو الإدراج العام، تماشياً مع أهداف الخصخصة والتنويع الاقتصادي التي تنشدها المملكة في إطار “رؤية 2030”.