اقتصاد

تأجيل طرح محطتي كهرباء الزعفرانة وبني سويف.. رؤية جديدة للطاقة المتجددة في مصر

القاهرة -(خاص عن مصر)- أعلن ممدوح عصمت وزير الكهرباء المصري في حوار خاص مع الشرق خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا أن الحكومة المصرية أجلت طرح مناقصة محطتي كهرباء “الزعفرانة” و”بني سويف” أمام المستثمرين الأجانب.

يأتي هذا القرار في إطار جهود الدولة لتعزيز قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة وتوجيه الاستثمارات الجديدة نحو مشاريع أكثر تكاملا.

أسباب التأخير: اعتبارات استراتيجية

تعد محطة كهرباء “بني سويف”، التي افتتحت في يوليو 2018، واحدة من ثلاث محطات تم بناؤها بالتعاون مع شركة سيمنز الألمانية، باستثمارات تتجاوز 6 مليارات يورو. وتعمل هذه المحطات كحجر زاوية في استراتيجية مصر لتوسيع شبكة الكهرباء الوطنية، مستهدفة إجمالي قدرة 14.4 جيجاوات.

وأشار عصمت إلى أن الوزارة توصلت إلى اتفاق مع المستثمرين لتطوير محطات هجينة تجمع بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية في موقع الزعفرانة، الذي يتمتع بإمكانات كبيرة في هذا المجال.

أقرا أيضا.. ماذا سيحدث لجسد السنوار؟ يرهب إسرائيل حتي برفاته.. ضريح ومزار أم دفن سري

تعزيز الطاقة المتجددة: أهداف مستقبلية

تستهدف مصر إضافة 22 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة بحلول عام 2029، بما يقرب من 14 جيجاوات من طاقة الرياح و8 جيجاوات من الطاقة الشمسية. وتعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية مصر للطاقة المستدامة، والتي تسعى إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42٪ من إجمالي القدرة الكهربائية بحلول عام 2035، مع التركيز على تنويع مصادر الطاقة.

الاستجابة للاحتياجات المتزايدة

مع تجاوز عدد السكان 105 مليون نسمة، تواجه مصر طلبات متزايدة على الطاقة. وتهدف الحكومة إلى وضع البلاد كمركز إقليمي للطاقة، وقادر على تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة. وتؤكد هذه الرؤية على الحاجة الملحة لتوسيع قدرات الإنتاج وتطوير البنية التحتية المرتبطة بالطاقة.

آفاق التعاون الإقليمي والدولي

تستمر مصر في جذب اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين، حيث أبدت سبع شركات عربية وأجنبية اهتمامها بشراء محطات طاقة الرياح في “جبل الزيت” و”الزعفرانة”. ويعكس هذا الاهتمام المتزايد التزام مصر بتطوير مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز دورها في السوق الإقليمية.

يشير تأجيل طرح مناقصة محطتي “الزعفرانة” و”بني سويف” إلى التحول نحو استراتيجيات جديدة لتعزيز قدرة مصر على إنتاج الطاقة المتجددة. ومن خلال الاستثمارات الهجينة وتوسيع مشاريع الطاقة، تسعى الحكومة إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى